44- الجدال في الدين قسمان :
الأول : أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل ، وهذا مأمورٌ به إما وجوبًا وإما استحبابًا ، إذا كان الجدال من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل فهو مأمورٌ به يعني : ليس مذمومًا ، وإنما هو مأمور به إما على جهة الإيجاب وإما على جهة الاستحباب بحسب الحال كقوله تعالى : ﴿ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [ النحل : 125] .
الثاني : أن يكون الغرض منه التعنيد أو الانتصار للنفس أو للباطل ، يعني : يجادل من أجل هواه ، ومن أجل تصحيح رأيه لا من أجل الوصول إلى الحق ، نقول : هذا جدالٌ بالباطل ، فهذا قبيحٌ منهيٌّ عنه لقوله تعالى : ﴿ مَا يُجَادِلُفِيآيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾[غافر:4].وقوله:﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [ غافر : 5] .