دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الآخرة 1432هـ/10-05-2011م, 06:16 PM
أم الهندين بوعلي أم الهندين بوعلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 199
Lightbulb

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




إن أخطأت ففي استماع ملاحظاتكن

هدانا الله و إياكم لسبله

قاعدة عامة فيما جاز صرفه لغير الله من معاني العبادات :



- إذا حمل توجهه لغير الله بهذا العمل معاني التعبد من الرغب و الرهب و التذلل و الخضوع == شرك أكبر



- إذا كان توجهه لغير الله بهذا العمل من باب التسبّب مع تعلق القلب بغير الله == شرك أصغر


- إذا توجه لغير الله بهذا العمل من باب التسبب مع تعلق القلب بالله وحده على أنه هو المتصرف لا شريك له == ليس شركا

تعليق هام :
http://www.afaqattaiseer.com/vb/show...1&postcount=66


  #2  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 09:22 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (1)

1: معنى الحنيفية، وأنها ملة إبراهيم عليه السلام التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعها، وهي ملة التوحيد:
** قوله : (اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)
- الدعاء للمتلقي فيه تلطف له .
- الإرشاد هو الدلالة على طريق الرشد، قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}
فالغي هو: الضلال والخطأ ومخالفة الصواب والانهماك في الباطل، والرشد نقيضه وهو: إصابة الحق والصواب والهدى.
- الطاعة هي امتثال الأمر واجتناب النهي.

** قوله: (الحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
- إبراهيم عليه السلام بين لقومه التوحيد فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
- حنيفاً: أي مستقيماً موحداً ، ويقال: رجل يتحنف أي يتحرى أقوم الطريق.
== الرجل الذي تقبل إحدى قدميه على الأخرى يقال له "أحنف" نظرا له إلى السلامة، كما يقال للديغ "السليم"، تفاؤلا له بالسلامة من الهلاك.
- الحنيفية هي الملة القويمة المستقيمة التي لا ميل فيها ولا انحراف، وهي ملة التوحيد.
- وهي الفطرة التي فطر الناس عليها {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.
- وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم باتباعها وقال: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
- كما أثنى الله تعالى على إبراهيم ومن اتبع ملته وكان حنيفاً ، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}.

** قوله: (وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}

** قوله : (أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)
- الإخلاص في اللغة التصفية والتنقية ،
ومعناه تخليص الأعمال من الشرك بالله جل وعلا، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة لا شريك له ، فيؤدي العبادة تقرباً إليه جل وعلا .
- الله تعالى يحب عباده المخلصين ويعدهم بدخول الجنة والنجاة من النار ويتولاهم ويحفظهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعدهم الوعد الحسن بفضله العظيم في الدنيا والآخرة.
- المسلمون يتفاضلون في الإخلاص وكلما كان العبد أكثر إخلاصاً في العبادة بقوة الاحتساب وإحسان العبادة كان أحب إلى الله وأقرب إليه زلفى.
- من صرف عبادة من العبادات لغير الله تعالى هو مشرك غير مخلص في العبادة ويستحق العذاب الشديد .

** قوله: (وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ).
- حصر الله الغاية من خلق الجن والإنس في عبادته جل وعلا وحده لا شريك له.
- من عبد الله وحده لا شريك له فقد أدَّى ما خُلِق لأجله، ومن لم يفعل ذلك يستحق العذاب .
- الإنس هم بنوا آدم عليه السلام، سموا إنساً لأنهم يأنس بعضهم ببعض.
- الجن سمواً جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن أنظار الناس ، قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}
- العبادة إذا لم تكن خالصة لله تعالى فهي باطلة، ويجعلها الله يوم القيامة هباء منثوراً كما قال الله تعالى عن المشركين: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} .

شروط قبول العبادة : ( العبادة المقبولة هي التي تنفع صاحبها )
- أن يخلص بها العبد لربه جل وعلا.
- أن يكون صاحبها من الموحدين الذي شهدوا الشهادتين العظيمتين.
- تكون صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 09:45 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (2)

2: أعظم ما أمر الله به.
** قوله: (وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بهِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بالْعِبَادَةِ).
- التوحيد مصدر وحَّدَ يُوَحِّد تَوْحيداً، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة والقصد .
- وهذا توحيد الألوهية وهو الذي وقعت الخصومة فيه بين الرسل وقومهم.
- توحيد الربوبية لم يخالف فيه إلا قلة وهم الملاحدة والثنوية.
- المشركون اختلفوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في توحيد الألوهية لكنهم كانوا يُقِرُّون بتوحيد الرُّبوبية.
- أعظم ما أمر الله به هو التوحيد لأمور:
1: أن أول ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم والرسل كلهم هو التوحيد ، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
والنبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله )) .
2: أن توحيد الله تعالى هو مفتاح الدخول في الإسلام ومن ارتكب ما يناقض هذا التوحيد خرج من دين الإسلام.
3: أن ثواب فاعله أعظم الثواب وهو رضوان الله تعالى ومحبته والخلود في الجنة، وعقاب تاركه أعظم العقاب وهو سخط الله تعالى ومقته والخلود في نار جهنم.
- أقسام التوحيد ثلاثة:
1: توحيد الربوبية: وهو إفراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والرزق والملك والتدبير وغيرها .
2: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله تعالى بالعبادة.
3: توحيد الأسماء والصفات، وهو إفراد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.


3: أعظم ما نهى الله عنه:
** قوله: (وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بهِ شَيْئاً} [النساء:36]).
- أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك، ويعرف ذلك بأمور:
1: أن أول دعوة الرسل هي إلى التوحيد وترك الشرك.
2: أن من لم ينته عن الشرك فهو كافر غير داخل في دين الإسلام.
3: أن عقاب الشرك أعظم العقاب، قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
وقال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله ، قال: الإشراك بالله...)) .
- من وقع في الشرك بعد إيمانه حبط عمله وأصبح من الخاسرين فهو خيانة لأعظم الأمانات وأعظم الحقوق، وهو حق الله عز وجل .
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ..}

** قوله: (وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ)
- عرف الشرك بالله بأنه دعوة غيره معه ، قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ..}
- ويشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة .
- الشرك على قسمين:
الأول: الشرك الأكبر: ويكون في الربوبية والألوهية:
- أما الشرك الأكبر في الربوبية فهو : اعتقاد شريك لله تعالى في أفعاله من الخلق والرزق والملك والتدبير.
- وأما الشرك الأكبر في الألوهية: فهو عبادة غير الله تعالى.
الثاني: الشرك الأصغر: وهو ما كان وسيلة للشرك الأكبر وهو شرك أصغر، لأنه لم يخلص القصد لله جل وعلا.
ومثاله: الرياء بتحسين أداء الصلاة، لطلب مدح الناس وإعجابهم على عبادته لله جل وعلا.

** قوله : (والدليل قوله تعالى{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بهِ شَيْئاً}).
هذه الآية تسمى آية الحقوق العشرة، وبدأ الله فيها بحقه جل وعلا الذي خلق الخلق لأجله.


  #4  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 12:51 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (3)

4: الأصول الثلاثة:
** قوله: (فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِي يَجبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟
فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
- صاغ المؤلف رحمه الله هذه المسائل بطريقة السؤال والجواب لتكن >> 1- أقرب للفهم. 2- أيسر للتلقين للعامة والناشئة.
- الأصول جمع أصل ، وهو ما ينبى عليه الشيء ، فمن لم يقم أصول الدين فدينه ليس له أصل .
- أصول دين الإسلام هي هذه الثلاثة وهي راجعة إلى معنى الشهادتين :
معرفة العبد ربه هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.
معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم هي مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دين الإسلام هو الرسالة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم.
- هنا ثلاثة أمور: مُرسِل، ورسول، ورسالة.
· فالمرسِل هو الله جل وعلا.
· الرَّسول هو محمد صلى الله عليه وسلم.
· ورسالته هي دين الإسلام.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الميتَ ليسمع خَفْق نعالهم إذا وَلَّوْا مدبرين حين يقال له : يا هذا، مَنْ ربُّك ؟ وما دِينُك ؟ ومن نَبِيُّكَ)).
- طالب العلم يحتاج إلى هذا التأصيل، لأن مسائل الدين كلها ترجع إلى هذه الأصول الثلاثة.


الأصل الأول: معرفة العبد ربه جل وعلا

- بيان معنى (الرب).
(فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟
فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بنِعْمَتِهِ، وَهُوَ: مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَب العَالَمِينَ} [الفاتحة:2]، وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العَالَمِ).
** قوله: (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟ )
- الرب هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والملك والإنعام والتدبير والتربية والإصلاح .
فهو الخالق العظيم والخلاق العليم الذي خلق كل شيء ، فما من موجود من المخلوقات إلا والله تعالى خالقه وحده لا شريك له.
- ومن معاني (الرب) في لسان العرب: المالك؛ فرب الشيء هو مالكه، ورب الدار: صاحبها ومالكها، ورب الإبل: مالكها.
== ولا يطلق هذا اللفظ بغير الإضافة إلا على الله عز وجل، فهو الربّ وحده.
- والله تعالى هو ربّ كل شيء ومليكه، لا يخرج شيء عن ملكه، فهو مالك كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، له جميع معاني الملك.
== وهذا مما يوجب توحيده جل وعلا بالعبادة، وطاعته فيما يأمر به، وينهى عنه.
{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا}
- بقية المعاني العظيمة للربوبية العامة من الإنعام والإصلاح والتربية والتدبير هي من آثار اسمه (الملك)، فهو جل وعلا مالك النعمة وموليها، الذي ربَّى خلقه بالنِّعَم، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وأصلَح خلقهم وأحسنه، وأصلَح أحْوال معاشِهِم .
- لا صلاح للعالَم إلا بأن يكون رَبُّهُ واحدًا كما قال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
- ولأنه ربنا الذي خلقنا من العدم، وأسبغ علينا النعم، فإخلاص العبادة له حق واجب، وشكر نعمته فرض لازم.. وعبادة غيره ظلم عظيم وكفر مبين وضلال.
- الربوبية لها معنيان:
ƒ ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لجميع المخلوقات.
ƒ وربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها
- يطلق لفظ (الرَّبّ) في النصوص ويراد به المعبود ، كما في سؤال العبد في قبره: من رَبُّك؟
المراد به من معبودك الذي تعبده؟
- اسم الرَّبِّ يقتضي أن نعبده جل وعلا ونفرده بالعبادة ولهذا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} فاستدل على توحيد العبادة باسم الربوبية.
== فإذا قيل: الرب هو المعبود، فهذا الإطلاق صحيح باعتبار، وإذا قيل: من معاني الرب فصحيح باعتبار آخر.
- ما عُبِدَ من دون الله ليس معبوداً ولا ربا بحق وإنما اتخذ رباً، واتخذ إلها، لقوله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا}
وقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} فاتخاذ الشيء رباً معناه عبادته، لأن الربوبية تستلزم العبادة.

** قوله: (وهُوَ مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ)
هذا تلقين للمتلقي ، وبيان له بأن لا يكون له معبود سوى الله جل وعلا.


  #5  
قديم 8 جمادى الآخرة 1432هـ/11-05-2011م, 01:59 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي ملخص الدرس الخامس (4)

- لمعرفة العبد ربه جل وعلا طريقان بينهما الله عز وجل في كتابه الكريم:
الطريق الأول: التفكر في آياته الكونية المخلوقة.
والطريق الآخر : التفكر في آياته الشرعية وهي آيات القرآن العزيز .

- (الآية) في اللغة تطلق على العلامة وعلى الرسالة وعلى الجماعة. وهي: العلامة البينة الدالة على المراد.
قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} أي علامة .
وعن النبي أنه قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار).
فالآيات هي علامات بينات على ما أراده الله تعالى بها، وهي رسائل من الله إلينا.

- الفرق بين العلامة والآية :
-- العلامة فيها معنى الظهور والبيان والدلالة على الشيء حيث جعلت عليه ومنه سمي الجبل علماً، لدلالته على الموضع دلالة بينة .
-- لفظ الآية أبلغ في البيان والدلالة من لفظ (العلامة) ولذلك استعمل في القرآن الكريم ففيه زيادةً على معنى الدلالة معنى الوضوح والجلاء والبيان، لذلك نقول في التفسير والتبيين: (أي) فأصلها التبيين والوضوح والجلاء.
== وهذا يدل على براعة التعبير القرآني، وأسرار اختيار بعض الألفاظ على بعض.
قال الخليل بن أحمد: (الآية: العَلامةُ، والآية: من آيات الله، والجميع: الآي)
قوله: (والآية: من آيات الله) يشمل الآيات الكونية والشرعية :
فالآيات الكونية الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض وما أنعم به من سائر النعم.

((وهي علامات بينات لا ينكرها إلا مكابر معاند))
والآيات الشرعية هي آيات القرآن المتلوة،
سميت بذلك : 1- لأنها دالة على أنها من عند الله عز وجل. 2- ولأن فيها من البراهين البينة ما يوجب قيام الحجة على من بلغته.

- ذكر الله تعالى في الكتاب براهين عقلية تدل على بطلان عبادة ما يعبد من دون الله ، منها: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا}
هنا ثلاثة أدلة بينة >>
1: أنهم لم يخلقوا شيئاً ، وعبادة من لا يخلق من دون خالقه سفَه وضلال .
2: وأنهم ليس لهم نصيب في الملك يشاركون الله فيه، فيسألهم من يدعوهم من نصيبهم الذي يملكونه.
3: أن الله لم يأذن بعبادتهم.
- قوله تعالى: {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا} بيان لسنة كونية وهي أن الظالمون إنما يغر بعضهم بعضاً ويمنّي بعضهم بعضاً حتى إذا أتوا ما يمقتهم الله عليه وعاينوا عذابه لم تنفعهم وعودهم ولم تغن عنهم من الله شيئاً.
- العابد يتعلق بالمعبود لما يرجو من نفعه وحينئذ فلا بدَّ أن يكون المعبودُ:
-- مالكاً للأسباب التي ينفع بها عابده.
-- أو شريكاً لمالكها.
-- أو ظهيرا أو وزيراً ومعاوناً له.
-- أو وجيهاً ذا حرمة وقدر يشفع عنده.
فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه وبطلت انتفت أسباب الشرك وانقطعت موادُّه.

- الموحدين معهم حجج على وجوب التوحيد، ومن أهمها:
1: أن الله هو الخالق الرازق المالك المدبر فهو المستحق للعبادة.
2: أن الله تعالى هو الذي بيده وحده النفع والضر ، قال الله تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا..}.
3: أن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له، وبذلك أرسلت إليهم الرسل.
4: وأن المشركين الظالمين إنما يغر بعضهم بعضاً وأنهم لا حجة لهم على الشرك، بل حجتهم داحضة عند ربهم.


  #6  
قديم 12 جمادى الآخرة 1432هـ/15-05-2011م, 02:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ما شاء الله تبارك الله
بوركت جهودكم وزادكم الله من فضله .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اختاه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن أخطأت ففي استماع ملاحظاتكن
هدانا الله و إياكم لسبله
قاعدة عامة فيما جاز صرفه لغير الله من معاني العبادات :


- إذا حمل توجهه لغير الله بهذا العمل معاني التعبد من الرغب و الرهب و التذلل و الخضوع == شرك أكبر



- إذا كان توجهه لغير الله بهذا العمل من باب التسبّب مع تعلق القلب بغير الله == شرك أصغر


- إذا توجه لغير الله بهذا العمل من باب التسبب مع تعلق القلب بالله وحده على أنه هو المتصرف لا شريك له == ليس شركا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بارك الله فيك (اختاه) ووفقك لرضاه .
العبادات لا يجوز صرفها لغير الله مطلقاً.
هذه الألفاظ قد تطلق ويراد بها معاني العبادة فيكون صرفها لغير الله شرك أكبر.
وقد تطلق إطلاقاً لغويا دون إرادة معاني العبادة وتكون غالبا من باب فعل الأسباب ويكون لها حالتان:
1: أن يتعلق القلب بها ويكون فيه نوع تذلل وخضوع وخوف ورجاء لهذا السبب مع اعتقاد أن الله تعالى هو الذي بيده النفع والضر؛ فهذا شرك أصغر، وهو ما يسمى بشرك الأسباب.
2: أن لا يتعلق القلب بهذه الأسباب فليس بشرك ، ولا نقول إنه يجوز مطلقاً ولا نقول إنه حرام مطلقاً ، بل يختلف حكمه بسحب حكم السبب هل هو حلال أو حرام ، وبحسب حكم الغرض الذي يراد تحقيقه بهذا السبب هل هو غرض مشروع أو غير مشروع
كلمة (نوع تذلل) و(نوع خضوع) أي ليس تذللاً كاملاً ، ولا خضوعاَ كاملاَ ، وهكذا في نظائره، وهذه العبارة يطلقها العلماء اختصاراً للتمييز بين التذلل الكامل الذي لا يجوز صرفه لغير الله تعالى، وبين القدر الذي يحكم به على الشخص بأنه شرك أصغر، فهو نوع تذلل، ونوع عبودية للدنيا . يعني تذلل أصغر، وعبودية صغرى، وهي التي لا تخرج عن الإسلام.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هنا, نتذاكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir