دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العام للمفسر > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 جمادى الأولى 1445هـ/16-11-2023م, 05:27 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
1- أمر الرسول صلى الله عليه و سلم للمؤمنين من أمر الله ، و طاعته من طاعة الله، متى علمنا ذلك عظمنا سنته و اتبعنا الرسول {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)
2- ( استجابوا)، طاعة الله و الرسول صلى الله عليه و سلم تكون بقبول الأمر و الاستسلام له.
3- من الإحسان أن تقبل على الطاعة مع ما يصيبك من ابتلاء في الطريق ( مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ).
4- من صور الإحسان التي تظهر في العبد تقوى الله ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا).
5- ( مِنْهُمْ) ليس كل من أطاع و استجاب لأمر الله و رسوله محسنٌ، مستحق للأجر العظيم، لذا لكي تنال الأجر العظيم مع طاعتك كن محسنًا .
( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
6- حقق الشرط تنل الوعد؛ أطع الله ورسوله محسنًا، و حقق تقواه، تنال الأجر العظيم.
7- بقدر منزلتك في الإحسان و تقواك تنال من الأجر.
8- التوكل على الله و الثبات و عدم الخوف إلا من الله، صفات المحسنين المتقين (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)،( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) .
9- من لم يحسن إيمانه، لم يحسن توكله على الله ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا )،(فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) .
10- ( حسبنا الله و نعم الوكيل)، قول بالقلب و باللسان، أثمره الإحسان و تقوى الله.
11- (حسبنا الله و نعم الوكيل)، القلوب متى عرفت من ربها اطمأنت و إن كان الموت قِبلها.
12- أيقنت بربك الوكيل، احتسبت كل شيء لوجهه، و اكتفيت به، فالله كافيك،( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ..).
13- ليس بالعدد و لا العتاد، بل بما قام في قلبك من إيمان بربك الوكيل ( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ).
14- المؤمن لا تؤثر فيه الشائعات، و لا تضخم قوة العدو و عدده، لأنه يعلم من هو ربه، فيزداد إيمانًا، لخلوص قلبه لربه،( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا).
15- الإيمان يزيد و ينقص، يزيد بالأعمال و الطاعات و ينقص بالمعاصي،( فزادهم إيمانًا).
16- ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) من نعم الله على العبد حفظه مما قد يسوءه، قل أو كثر، عظم أو صغر.
18- (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)، (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) الله هو الحفيظ يحفظ أولياءه ؛ من آمنوا و اتقوا و أحسنوا، حتى المس لا يمسهم السوء.
19- التوكل باب النعم( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ).
20- الله ذو الفضل العظيم؛ أفلا تقف ببابه؟
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
23- الله يؤكد أن الخوف الذي يصيب قلب العبد ممن يترصده هو من تسلط الشيطان عليه، فبقدر قوة إيمانه و ضعفه يتسلط عليه الشيطان.
24- يقدر إيمانك بالله و خشيتك يكون ثباتك، فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
25-( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) الخوف عبادة لا تكون إلا من الله، و إذا كانت لغيره كانت سببًا لهلاك صاحبها، فقد تولى الشيطان قلبه، و نقض ولاية الله له.
26- الخوف إذا صرف لغير الله كان سبب لعدم إحسان التوكل على الله، فيصيب القلب الخوف و القلق و الاضطراب ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ).
27- الله عز و جل من رحمته بيان الصراط المستقيم للعباد، و بيان العوائق في الطريق، فمن يوقن بذلك يتبع الهدى و يسلم، فذلك سبيل السعادة
28- بقدر إيمانك يكون ثباتك أمام تسلط الشيطان و يكون توكلك على الله (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) .
)2. حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالبخل في قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}.
القول الاول : بخل انفاق المال.
القول الثاني: بخل العلم بكتمانه.
و ترجع الأقوال إلى الإختلاف فيمن نزلت، و هو على قولين:
1- منع الزكاة و، و هو قول ابن مسعود و أبي هريرة، و ابن عباس في رواية و مجاهد في رواية، و آخرين.
ذكر الواحدي اجماع جمهور المفسرين على أنها في مانعي الزكاة.
هذا القول روي مرفوعًا عن الرسول صلى الله عليه و سلم:
- رواه عبد الله بن وهب في الجامع من علوم القرآن، قال: أخبرني اللّيث بن سعدٍ عن عبيد اللّه بن أبي جعفرٍ عن صفوان بن سليمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر أهل اليمن، فقيل: يا رسول اللّه، أليس يؤتون زكاة أموالهم ويتصدّقون، قال: فكيف بما تحوي الفضول من سأله ذو قرابةٍ حقًّا من غنًى فمنعه طوّق شجاعًا أقرع حتّى يقضي بين الخلق يوم القيامة، ثم قال: {ولا تحسبن الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرٌ لهم بل هو شرٌ لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة}).
- و أخرج الإمام أحمد في مسنده و البخاري في صحيحه، النسائي في السنن، ابن حبان في صحيحه ، البيهقي في كتاب السنن الصغير و في شعب الإيمان من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فأخذه بلهزمتيه يعني شدقيه يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله الآية.
- صحح هذه الرواية شعيب الأرناؤوطي (محقق مسند الإمام أحمد) قال : حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، حسن الحديث في المتابعات، قال الدارقطني: أخرج عنه البخاري وهو عند غيره ضعيف فيعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
- و أخرج مثلها ابن مردوية كما ذكر ابن حجر والثعلبي في تفسيره من طريق محمد بن أبي حميد عن زياد مولى الخطميين عن أبي هريرة رفعه ما من عبد له مال فيمنعه من حقه ويضعه في غير حقه إلا مثل له فذكره وفيه فيقول أعوذ بالله منك فيقول لم تستعيذ مني وأنا مالك الذي كنت تبخل به فيطوقه في عنقه حتى يدخله جهنم ويصدق ذلك في القرآن فذكر الآية، و عقب ابن حجر على هذا الإسناد محمد بن أبي حميد ضعيف.
- رواه كلًا من الإمام أحمد في مسنده، و الترمذي في سننه و النسائي في السنن الكبرى و الطبري وابن أبي حاتم و الثعلبي في تفسيره، بألفاظ قريبة مرفوعًا من طريق جامعٍ وهو ابن أبي راشدٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما من رجلٍ لا يؤدّي زكاة ماله0يمنع زكاة ماله) إلاّ جعل اللّه يوم القيامة في عنقه شجاعًا، ثمّ قرأ علينا مصداقه من كتاب الله عزّ وجلّ: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله} الآية، هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
قال الحاكم : إسناده جيّدٌ قويٌّ ولم يخرّجوه.
- رواه سعيدٌ بن منصور في سننه عن مسروق، قال حدثنا سعيد، قال: نا خلف بن خليفة، قال: نا أبو هاشمٍ، عن أبي وائلٍ، عن مسروقٍ، قال: هو الرّجل يرزقه اللّه المال، فيمنع قرابته الحقّ الّذي جعل اللّه لهم في ماله، فيجعل حيّةً، فيطوّقها، فيقول للحيّة: ما لي وما لك؟ فتقول: أنا مالك.
- رواه ابن جرير و ابن المنذر في تفسيرهما من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد"سيطوقون"، سيكلفون أن يأتوا بمثل ما بخلوا به من أموالهم يوم القيامة.
- رواه بن جريرو ابن أبي حاتم من طريق أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: (ولا تحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرًا لهم بل هو شرٌّ لهم):ام الذين يبخلون بما اتاهم الّذين آتاهم اللّه من فضله، فبخلوا أن ينفقوها في سبيل اللّه، ولم يؤدّوا زكاتها.
- روى ابن أبي حاتم عن الحسن قال : حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أحْمَدَ، ثَنا مُوسى بْنُ مُحْكَمٍ، ثَنا أبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، ثَنا عَبّادُ بْنُ مَنصُورٍ، قالَ: سَألْتُ الحَسَنَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هو خَيْرًا لَهم بَلْ هو شَرٌّ لَهُمْ﴾ قالَ: سَيُعَذَّبُونَ بِما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ قالَ: هم كافِرٌ ومُنافِقٌ يَبْخَلُ أنْ يُنْفِقَ في سَبِيلِ اللَّهِ.
- ما رواه الطبري و الثعلبي من طريق داود بن أبي هند عن أبي قزعة سويد بن حجير عن رجل من قيس رفعه ما من كبير رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه الله فيبخل عنه إلا أخرج له من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه ثم تلا ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله
أخرجه الطبري من وجه آخر عن أبي قزعة عن أبي مالك العبدي ولم يرفعه
2- أن الآية نزلت في الأحبار الذين يكتمون صفة النبي صلى الله عليه و سلم و نبوته، و و هذا يوافق تفسير البخل أنه بخل علم، و قاله ابن عباس في رواية له، مجاهد في رواية له كما ذكر الزجاج في معاني القرآن، و مكي ابن أبي طالب في الهداية إلى بلوغ النهاية و ابن عطية في تفسيره، و قد اختاره الزجاج.
قول ابن عباس:
رواه ابن جرير و ابن أبي حاتم في تففسيرهما، من طريق محمّد بن سعدٍ العوفيّ عن عمّه الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاسٍ قوله: ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرًا لهم بل هو شرٌّ لهم يعني بذلك أهل الكتاب أنّهم بخلوا بالكتاب أن يبيّنوه للنّاس.
دراسة الأقوال:
- يؤيد القول أن المراد بالبخل ؛ البخل بالمال
1- ما روي في معنى سيطوقون ما بخلوا:
- ما رواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ في الجامع في علوم القرآن، و سعيد بن منصور في سننه ،الطبري و ابن أبي حاتم في تفسيرهما، و الحاكم النيسابوري في مستدركه
من طريق شقيق بن سلمة(أبي وائل) عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قول اللّه: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة}، قال: يطوّق شجاعًا أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه يقول: ما لي ولك، قال: يقول: أنا مالك الّذي بخلت بي.
صححه الحاكم و قال إنه على شرط الشيخين و لم يخرجاه.
- قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه كلّه الطّبرانيّ بأسانيد، ورجال أحدها ثقاتٌ.
- و ما رواه الطبري عن مجاهد: حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {سيطوّقون} سيكلّفون أن يأتوا بمثل ما بخلوا به من أموالهم يوم القيامة
2- ما روي في عقاب مانعي الزكاة و النفقة:
-روى ابن جرير في تفسيره: قال حدّثني زياد بن عبيد اللّه المرّيّ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، وحدّثني عبد اللّه ابن عبدالله الكلابيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن بكرٍ السّهميّ، وحدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الواحد بن واصلٍ أبو عبيدة الحدّاد واللّفظ ليعقوب جميعًا، عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لا يأتي رجلٌ مولاه فيسأله من فضل مالٍ عنده فيمنعه إيّاه إلاّ دعا له يوم القيامة شجاعًا يتلمّظ فضله الّذي منع.
و يؤيده ما رواه الحافظ أبو يعلى: حدّثنا أميّة بن بسطام، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ قال: " من ترك بعده كنزا مثّل له شجاعًا أقرع يوم القيامة له زبيبتان، يتبعه ويقول: من أنت؟ ويلك. فيقول: أنا كنزك الّذي خلّفت بعدك فلا يزال يتبعه حتّى يلقمه يده فيقضمها، ثمّ يتبعه سائر جس". عقب عليه ابن كثير أن إسناده جيّدٌ قويٌّ ولم يخرّجوه.
ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر مرفوعا: حدّثنا حجين بن المثنّى، حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ الّذي لا يؤدّي زكاة ماله يمثّل الله له ماله يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان، ثمّ يلزمه يطوّقه، يقول: أنا كنزك، أنا كنزك".
3- كما يؤيد هذا القول ما قصدته الآيات من حث على الجهاد في سبيل الله فتكون الآية في الحض على الجهاد بالمال، كما أنه جاء بعدها قوله تعالى( لِلَّهِ مِیرَ ٰ⁠ثُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۗ) و قوله تعالى( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير و نحن اغنياء)، و هذا يناسب أن يكون البخل في الإنفاق.
و قد اختاره الطبري و علله بتظاهر الأقوال عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في معنى ( سيطوقون ما بخلوا يوم القيامة)، و بسياق الآية ؛ جاء بعدها كما ذكرنا قول الله تعالى( ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء).
و اختاره فخر الدين الرازي و رد القول بأنه في البخل بالعلم؛ و ذلك أن تفسيرها للعلم يلزم منه تفسير ( سيطوقون به يوم القيامة) بالمجاز، و ذلك من التكللف، كما أن تفسيرها بكتم اليهود العلم يجعل نظم الآيات منقطع، فالسياق في الجهاد.
و هو القول الصحيح عند ابن كثير و أضاف : وإن دخل القول بالعلم في معناه، و لعل قول ابن كثير يرجع إلى أن لفظ البخل يحتمل أنه البخل بالعلم.
و اختاره ابن عطية، و نقل الواحدي اجماع جمهور المفسرين عليه.
و قد اختار القول الثاني أنه بخل العلم الزجاج.
و مما سبق يكون القول الراجح و الذي عليه جمهور المفسرين و الله أعلم هو: بخل انفاق المال؛ منع الزكاة،و ذلك لتظافر الأقوال في معنى البخل، و في معنى سيطوقون، و مناسبة سياق الكلام، و أن تفسيره بالعلم سيصرف تفسير سيطوقون عن ظاهره للمجاز، و لا دليل لذلك و لا حاجة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1445هـ/9-12-2023م, 09:17 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

رولا بدوي أ+
أحسنت أحسن الله إليك.
والبخل بالعلم وبذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم مما يشمله لفظ الآية الوارد بصيغة العموم، وتشهد له آيات أخرى، وقد ورد في السنة وعيد وعقوبة من كتم علما واجبا وأنه يلجم يوم القيامة لجاما من نار.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir