دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 29 ربيع الثاني 1443هـ/4-12-2021م, 11:12 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,754
افتراضي

(33) هامان:
قال محمود رؤوف عبد الحميد أبو سعدة: ( (33) هامان
لم يرسل موسى عليه السلام إلى فرعون وحده، وإنما كانت رسالة موسى أيضًا إلى «هامان» و«قارون». تستظهر هذا من قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب} [غافر: 23 – 24]. ثلاثتهم مخاطب بالآيات التي أنزل الله على موسى، وثلاثتهم ظلموا بها: {فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه}[العنكبوت: 39 – 40].
ورد اسم «هامان» في القرآن ست مرات، وورد اسم «قارون» أربع مرات فحسب، بينما ورد اسم «فرعون» في سياق قصة موسى عليه السلام في كل القرآن أربعا وسبعين مرة، فتفهم أن فرعون هو الرأس، والذنب قارون وهامان.
ولا يجيء «هامان» في القرآن إلا مجموعًا إلى فرعون، على التبعية والإلحاق، لا يتقدمه قط. وتفهم من سياق الآيات التي تجمع بين فرعون وهامان، أن «هامان» رجل ذو شأن في بلاط فرعون، ولكنه يعمل بين يديه ويأتمر بأمره، وكأنه وزيره أو قائد جنده.
أما «قارون» - حين يجمع في القرآن إلى «فرعون وهامان» - فهو لا يتوسطهما البتة، وإنما يجيء قارون بعد «هامان». كما رأيت في قوله عز وجل: {إلى فرعون وهامان وقارون} [غافر: 24]، أو يجيء «قارون» قبل «فرعون وهامان»، كما ترى في قوله عز وجل: {وقارون وفرعون وهامان وقد جاءهم موسى بالبينات} [العنكبوت: 38]، فتفهم أن ثمة فارقًا يحول دون إدماج «قارون» في «فرعون وهامان».
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/50]
وقد نص القرآن على هذا الفارق بقوله عز وجل: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} [القصص: 76]، أي كان قارون رجلاً من بني إسرائيل، وكان هامان مصريًا من قوم فرعون.
والذي يستوقف النظر – ولم يلتفت إليه أحد – أن القرآن لا يخص هذين الرجلين هامان وقارون بالذكر إلى جوار فرعون فحسب، وإنما هو أيضًا يجمعهما مع فرعون في توجه رسالة موسى إلى ثلاثتهم كل على حدة كما رأيت من قبل في تلك الآيات من سورتي غافر والعنكبوت، وكأنه قد كانت في مصر على عصر موسى قوى سياسية ثلاث، يتعين إفرادها بالرسالة والخطاب، وإلا لأغنت الرسالة إلى الرأس، أي إلى فرعون، عن الرسالة إلى الأذناب.
والأكثر استيقافًا للنظر – ولم يتساءل عنه أحد – هو توجه موسى بالرسالة إلى رجل من قومه هو قارون، وكأنه قد كان من بني إسرائيل في مصر من بعد عصر يوسف عليه السلام من ضلوا السبيل، فانخلعوا من دين أبيهم إبراهيم، وانغمسوا في عبادات سادتهم المصريين. ربما فعلوه أول الأمر اجتلابًا للحظوة والمنفعة، ثم رين على قلوبهم بذنبهم، فارتدوا عن عبادة الواحد الأحد إلى شرك المصريين. وهو ما كان يخشاه عليهم في مصر أبوهم يعقوب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون} [البقرة: 133].
هذا يفسر لك عدل الله عز وجل في بني إسرائيل حين استحبوا الضلالة على الهدى وقضاءه فيهم بفتنة فرعون، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، يستذلهم في الأرض ويسخرهم تسخيرا، مستعينًا عليهم ببعض قومهم من مثل «قارون»، كم تجد في قوله عز وجل: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} [القصص: 76]. وإنما بغى قارون على قومه لا بسلطانه، وإنما بسلطان فرعون، لأنه كان عميلا
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/51]
لفرعون عليهم، فلم يستنكف أن يكون رئيس سخرتهم، يرتشي من فرعون بيمناه، ويعتصر عرق بني إسرائيل بيسراه.
وهذا يفسر لك أيضًا كثرة اعتلال بني إسرائيل على موسى سواء في مصر أو بعد خروجهم إلى تيه سيناء، حتى إذا مروا على أصنام قوم في التيه طلبوا من موسى أن يجعل لهم في التيه أصنامًا آلهة، بل ما ذهب موسى لموعدة ربه يتلقى ألواح التوراة، حتى صنعوا لأنفسهم ذلك العجل من ذهب، يتعبدونه، تحنانا إلى ما كانوا عليه في مصر، فكان قضاء الله فيمن عبدوا العجل منهم أن يقتل بعضهم بعضا بحد السيف، تكفيرًا وتطهيرًا، عسى أن يغفر لهم ربهم.
كان موسى إذن رسولا إلى فرعون وهامان، كما كان رسولا أيضًا إلى من طغوا وبغوا من بني إسرائيل، الذين انحرفوا فزاغت قلوبهم. لم يستجب لموسى من قوم فرعون إلا ذلك الرجل المؤمن الذي في سورة غافر، وإلا امرأة فرعون التي سألت الله عز وجل أن ينقذها من فرعون (البيت الكبير!) ويجعل لها بدلاً منه «بيتا» في الجنة: {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين} [التحريم: 11]. أما بنو إسرائيل فلم تؤمن كثرتُهم بموسى نبيًا رسولاً، وإنما آمنت كثرتهم به على الراجح زعيمًا وقائدًا يستخلصهم من براثن فرعون، يصفقون لموسى حين يُجري الله على يديه الآيات التي تُعجزُ فرعون، وينقمون على موسى حين تشتد قبضةُ فرعونَ عليهم: {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} [الأعراف: 129].
كان هذا حال الملأ من قوم موسى، أي أشياخ بني إسرائيل، حجر عثرة في طريق من آمن لموسى من قومه، وما آمن لموسى من قومه إلا قليل: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين} [يونس: 83]، أي آمن لموسى شبيبة من قومه، على خوف لا من فرعون فحسب، بل ومن أشياخ بني إسرائيل، المعنيين في الآية السابقة بقوله عز وجل «وملئهم» أي الملأ من بني إسرائيل أنفسهم، أن يفتنهم فرعون بسلطانه، أو يفتنهم بمن سلطهم عليهم من بني قومهم،
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/52]
وكان شيخ هؤلاء الأشياخ قارون، الذي توجهت إليه الرسالة كما توجهت إلى فرعون وهامان. كان قارون أحد جناحي السلطة الغاشمة في مصر على عصر موسى ورمزًا من رموزها. إنه زعيم حزب الخونة العملاء، الذين مرقوا من دين الواحد الأحد، وخانوا قومهم ونافقوا السلطة، وجمعوا من هذا أكداسا من المال الحرام يكتنزونه، حتى إذا قيل له اتق الله، وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، وأحسن كما أحسن الله إليك، تبجح بقوله: {إنما أوتيته على علم عندي} (راجع الآيات 76 – 78 من سورة القصص).
على هذا الوجه يفهم توجه موسى بالرسالة إلى قارون. فما بالُ هامان؟
لا يصح توجه موسى بالرسالة إلى «هامان» بالاسم إلى جوار فرعون، إلا إذا كان «هامان» يمثل قوة سياسية ما في نظام الحكم، أعني زعيم حزب مستقل عن سلطان فرعون، لا يملك له فرعون من أمره شيئًا: إنه السلطة الدينية التي اتكأ عليها ملوك مصر الأقدمين في تأصيل نظرية «التفويض الإلهي»، أي استمداد السلطة الزمنية الحاكمة سلطانها من الآلهة رأسًا، إما بإرجاع نسب الملك إلى تلك الآلهة نفسها، وإما بوحي «هبط» على الكهنة ينص على اختيار هذا الشخص أو ذاك ملكًا على مصر عينته الآلهة بالاسم. يتضح لك هذا من تلك الألقاب التي تسمى بها أولئك الملوك، من مثل «مري آمون» (لقب رمسيس الثاني) يعني «حبيب آمون»، أو «مي آمون» (لقب رمسيس الثاني أيضًا) يعني «الذي هو كأمون». بل «رعمسس» نفسها أي رمسيس، ومعناها كما علمت «ولد رع» أو «المولود من رع»، أي المولود من الإله رع، الشمس – الإله. وليس عمل الكهنوت في هذا النظام الملكي إفسادًا سياسيًا فحسب، بل هو قبلَ كل شيء تأصيل أخرق لعبادة آلهة من دون الله عز وجل، منها ما يمشي على الأرض مثل تلك الملوك، ومنها الكسيح حبيس الصخر والحجر. والرسل لا تبعث في الأساس إلا لتصحيح عقيدة الناس في الواحد الأحد، الفرد الصمد، المتفرد بالخلق والأمر، فتصح العقيدة، ومن ثم يصح العمل.
ما كانت رسالة موسى لتتجه إلى «هامان» بجوار فرعون لو كان «هامان» فحسب وزيرًا لفرعون، أو كبيرًا في بلاطه، أو قائد جنده، يعمل بين يديه ويأتمر
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/53]
بأمره، فما كانت الرسالات لتتخطى الرأس إلى الذنب. وإنما اتجهت الرسالة إلى «هامان» لأنه أحد قطبي السلطة في هذا النظام الملكي: إنه قضيب الكهانة، في مقابلة صولجان الملك.
لا يصح توجه موسى بالرسالة إلى «هامان» بالاسم إلى جوار فرعون، إلا إذا كان «هامان» على عصر موسى هو نفسه «كبير كهنة آمون».
كان عصر «إخناتون» كما رأيت من قبل انقلابًا على «كهنة آمون»، فجمع هذا الملك بين يديه لأول مرة في تاريخ مصر القديمة، السلطتين الزمنية والدينية معًا، أي بين الملك والكهانة. كاهنًا أوحد لآتون إله الكون.
لم يكن هذا الملك الكاهن مفجر ثورة شعبية أطاحت بنفوذ الكهنة، وإنما كان سنده الأوحد في الانتقاض على آمون هو الجيش، الذي يدين في مصر أبد الدهر بالولاء والطاعة للجالس في دست الحكم، ابن إله نصبته الآلهة من قبل، وربما رفيق سلاح أو سليل رفقاء سلاح، فما كان الملوك في العالم القديم، وفي مصر بالذات، إلا قواد جيوش، لا حين يغتصبون السلطة فقط، بل وبعد ما يتوطد الملك لهم، ويستقر في سلالتهم. بل كثيرًا ما كان الملك على رأس جيشه في الحملات الكبرى والمعارك الفاصلة، مثلما رأيت في خروج فرعون على رأس جيشه يتعقب بني إسرائيل في فرارهم من مصر.
ولكن إخناتون كان يحسن الكهانة ولا يحسن الملك: اكتفى بمعبوده آتون عما سواه، وأدار ظهره لشؤون الدولة وشؤون الجيش، فانفكت قبضة الدولة، وتشرذم الجيش. وفي هذا المُناخ التعس أطلت الفتنة برؤوسها: فلول كهنة آمون! لا يتربصون بإخناتون الدوائر فحسب، بل ويحيكون المؤامرات والدسائس للقضاء عليه وعلى فتنته، كي يستردوا سلطان الكهانة – وذهبها أيضًا – الذي سلبهم إياه إخناتون. ويموت إخناتون على الراجح صريع تلك المؤامرات والدسائس.
كان المنتصر في هذا الصراع على السلطة هم «آمون» وكهنة آمون. فلا تعجب أن أعقبت «فتنة» إخناتون ومعبوده «آتون»، ردة عاتية إلى «آمون» وكهنة آمون،
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/54]
الذين اتعظوا بهذا الدرس كما اتعظ به الملوك من بعد إخناتون. فقد أدرك طرفا المعادلة – القصر والكهنوت – أنه لا بقاء لأحدهما إلا بالآخر: ما كاد «توت عنخ آتون» وريث إخناتون المباشر، يعتلي العرش، حتى بدل اسمه إلى «توت عنخ آمون»، معلنًا ولاءه لآمون وانخلاعه من آتون. وصنع لآمون تمثالاً فخمًا من الذهب الجيد، يسترضي كهنة آمون ويعيدهم في مناصبهم، وضوعفت ثروات المعابد – أي جرايات الكهنوت – إلى ثلاثة أو أربعة أمثال ما كان لهم من فضة وذهب ولازورد وفيروز، وعاد الملوك رغم أنوفهم إلى حظيرة آمون، وانتظر الكهنة انتصارًا كاملاً، «وكان يوم تسليم توت عنخ آمون للكهنة بجميع مطالبهم هو بدء تسلط الكهنة على الدولة، ولم يسترجع الفراعنة سلطانهم القديم بعد ذلك اليوم». لم يفلت من هذا «الشرك في السلطة» حور محب الذي خلف توت عنخ آمون على العرش وكان همزة الوصل بين الأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة، أسرة الرعامسة الأولى التي يعنينا منها فرعون موسى (رمسيس الثاني كما نقول نحن). وما كان فرعون موسى بدعًا في هذا رغم عظيم سلطانه.
كان الكهنوت في مصر سلطة فاعلةً داعمة، يزيد من قوتها وخطرها أنها سلطة غير مباشرة تستتر وراء فرعون، استند إليها هذا الطاغية في قولته: أنا ربكم الأعلى!. وربما وزر هذا الكهنوت لفرعون فشاركه السلطة خفية بالرأي والكيد والمشورة. بل قد كان لهذا الكهنوت جند وحرس. وكان له الإشراف على بناء النصب والمعابد، وعلى نحت النحوت ورسم النقوش، بل كان منهم المهندسون والكتبة. وكانت المعابد معاهد للعلوم مغلقة على أصحابها، يستأثرون بأسرارها وأصولها ودقائقها. فكانوا هم العلماء والسحرة. كان الكهنوت مؤسسة كاملة تصنع عقل الأمة، وخرافاتها أيضًا.
هذا «الشرك في السلطة» يفسر لك قوله عز وجل: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/55]
يحذرون} [القصص: 5 – 6]، حين جمع القرآن بين فرعون وهامان وأعوانهما وجنودهما في الحذر من موسى وقومه: خشى فرعون على صولجان الملك، وخشى هامان على سلطان الشرك وذهبه.
وهو يفسر لك أيضًا قوله عز وجل: {فأرقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا} [القصص: 38]، فما كان بناء «الصرح» ليصح إلا بأمر تلك الكهنة وصنع أيديهم.
وقد جمع القرآن حلف الشيطان، الكهنوت وفرعون، في سلة واحدة، تحت اسم آل فرعون، كما تجد في قوله عز وجل: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودها كانوا خاطئين} [القصص: 8].
لا تجد في التاريخ المصري القديم، ولا في أعلام هؤلاء المصريين أيضًا، شخصًا باسم «هامان» استوزر لفراعنة مصر، أو كان قائد جندهم، أو كبيرًا في بلاطهم، أو عظيمًا من عظماء كهنوتهم: ليس البتة فيما عرف من التاريخ المصري القديم «هامان».
ولا تجد بالمثل فيما تقصه عليك أسفار التوراة التي بين يديك من حديث موسى وفرعون ذكرا لشخص «هامان» لا بالاسم ولا بالمنصب: كل ما في تلك التوراة هو فرعون فحسب في مواجهة موسى وهرون.
ولكنك تكتشف في سفر «استير» الذي يقص عليك ما كان من أمر اليهود في القرن الخامس قبل الميلاد، عصر السبى تحت حكم الملك «أحشوروش Xerxes ملك فارس (486 – 465 ق.م)، أي بعد عصر موسى وهرون بسبعة قرون على الأقل، عَلَما يشبه «هامان»، يرسم في النص العبراني «هيمان» (مدًا بالكسر بعد الهاء) ويرسم في الترجمة العربية لهذا السفر «هامان» تمامًا كهامان الذي في القرآن، خلطًا بينه وبين «هامان» قرين فرعون في القرآن، على ما مر بك من خلطهم بين رسم «مريم» أم عيسى عليهما السلام في القرآن وبين «مريام» أخت موسى وهرون. وقد حار علماء التوراة في «هيمان» الذي في بلاط فارس، إذ لا يصح له اشتقاق في العبرية، فخمنوا
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/56]
أن أصلها «مهيمان» حذفت الميم في أولها، لا تدري لماذا، واشتقوها من الجذر العبري «أمن» على معنى الصدق والأمانة الذي في قرينه العربي «أمن». وليس بشيء. وإنما الصواب أن يقال أن «هامان» المصري خرج شبحا من ضباب ذاكرة كتبة التوراة، فخلعوا اسمه على قرين له في بلاط فارس، لاتحاد الشخصين في الكيد لبني إسرائيل، على ما يقول هذا السفر من أن «هيمان» الذي في بلاط فارس كاد لليهود عند «احشوروش» ملك الفرس، يريد مهلكهم واستئصال شأفتهم، ولكن مردخاي العبراني كان قد دفع من قبل بابنة أخيه «استير» إلى أحضان الملك، فحظيت عنده، واستنقذت بني قومها، فصارت إلى اليوم قديسة عند اليهود، وبطلة من أبطال تاريخهم، يضرب بها المثل. وليس لهذا كله بالطبع علاقة بـ«هامان» قرين فرعون في القرآن، لبعد ما بين فارس ومصر، وما بين «احشوروش» ملك فارس وبين فرعون موسى وهرون.
قد انفرد القرآن إذن بذكر «هامان» قرينًا لفرعون على غير سابقة في التوراة، ودون سند في التاريخ المصري القديم، أو بالأحرى فيما تكشف من تاريخ مصر القديم منذ أواسط القرن الماضي وحتى أواخر هذا القرن العشرين.
وهذا في ذاته من إعجاز القرآن، لأن انفراده بذكر «هامان» قرينًا لفرعون دون سابقة في التوراة وأقاصيص أهل الكتاب، ودون نظير فيما عرف من تاريخ مصر القديم، يدلك على انفراد القرآن بالعلم المحيط، ويدلك على سفاهة القائلين بدعوى النقل والاستنساخ والتلقين، لأنه عَلِمَ ما لمي علمه الخلقُ أجمع عصرَ نزوله وإلى هذا العصر.
ربما قال الجاحدُ المكابر: ولم لا تكون «هامان» من أفانين القرآن اخترعه اختراعًا، أو التقط «هيمان» الذي في بلاط فارس عصر السبى ورده إلى عصر موسى في مصر قرينًا لفرعون، على بون ما بينهما في الزمان والمكان؟
ولكنك تقول لهذا الجاحد المكابر وأمثاله من أدعياء الاستشراق المنكرين الوحي على القرآن – متسلحًا بما هدانا الله إليه في هذا الكتاب الذي نكتب – إن الذي انفرد وحده بعلم معنى «موسى»، «فرعون»، «مصر»، بلغة أهلها على عصر موسى
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/57]
وهرون، مطلع القرن السابع لميلاد المسيح، وعَلِمَ من دقائق التاريخ السياسي في مصر القديمة ما يتيح له معرفة دور الكهنوت المصري في السلطة، فيتجه برسالة موسى إلى كبير هذا الكهنوت قرينًا لفرعون – الذي عَلِمَ هذا كله وقت أن كانت اللغة المصرية القديمة – وكان التاريخ المصري القديم – طلاسم مطلسمة، لا تستكثر عليه أن يسمى كبير هذا الكهنوت بالاسم، بل هذا هو الذي تتوقعه منه، فلا تملك إلا أن تؤمن عليه: كان القرآن شاهدًا، وكانوا هم الغائبين: {فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين} [الأعراف: 7].
ولعله يتكشف من تاريخ مصر القديم في مُقبلِ الأيام ما يُثبت وجود «هامان» كبير كهنة آمون قرينا لفرعون موسى. نرجو هذا لا لأنفسنا ولا للقرآن – فقد كفى القرآن ما فيه دلائل إعجازه في تفسير أعلامه المصرية القديمة التي يتناولها هذا الكتاب الذي نكتب – ولكننا نرجوه لهؤلاء الأدعياء المنكرين الوحي على القرآن.
ليس شرطًا أن تكون «هامان» من أعلام الأشخاص في المصرية القديمة، بل قد تكون «هامان» لقبًا دالاً على المنصب، كما تلقب كبير كهنة «أون» (هليوبوليس) باسم «ور – ماءو» يعني «الرائي الأعظم».
وقد تفكه بعض المستشرقين فقال إنه ليس بمستبعد أن يكون اسم «آمون» معبود المصريين قد وقع في سمع محمد صلى الله عليه وسلم وتحرف عليه إلى «هامان»، وظنه اسم رجل، فنحت منه اسما علما على شخص في بلاط فرعون. تفكه الرجل وهو لا يدري أنه بمقولته هذه يخدم القرآن في وجه من وجوه تفسير اسم «هامان».
ذلك أن اسم هذا الإله «آمون» الذي ينطق بالواو بعد الميم في اصطلاحنا اليوم ليس هو كذلك في المصرية القديمة، التي يرسم فيها بأحرف هيروغليفية ثلاثة هي الهمزة والميم والنون، على ما مر بك من أن الخط الهيروغليفي لا يعبأ بإثبات حركات المد. وإنما اصطلح علماء تلك اللغة أول الأمر على نطقه «آمون» بالواو لا بالألف بعد الميم استئناسا برسمه اليوناني والقبطي المطابق لرسمه في التوراة «آمون». وهذا دليل آخر على أن أسفار موسى الخمسة لم تكتب على عصر موسى وهرون، وإنما كتبت بعد
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/58]
عصر داود وسليمان، بعد قرون من عصر موسى وهرون، فتأثرت عبرية التوراة التي بين يديك، كما تأثر الرسم اليوناني، بالنطق القبطي عصر كتابة التوراة. والقبطية كما مر بك ليست حجة على صحة النطق المصري القديم في كل الأحوال، وإنما الحجة على صحة النطق المصري القديم هم معاصرو «فرعون موسى» في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، الذين خلفوا لنا في النص البابلي لمعاهدة أبرمت حوالي عام 1280 ق.م. بين خاتوسيلاس ملك خاتي (الحيثيين) وبين رمسيس الثاني ملك مصر، النطق الصحيح للفظة آمون التي في لقب رمسيس الثاني «مي – آمون» (أي الذي هو كأمون) فلم يكتبوها «مي – آمون» وإنما كتبوها «مي – آمان» مدًا بالألف، لا بالواو، على ما سمعوه بآذانهم من سفراء رمسيس الثاني إلى بلاط خاتي فقالوا في «رمسيس مي – آمون» (أي رمسيس الذي هو كآمون): رعمشيشا مي آمانا (شينوا كدأبهم السين التي في رعمسيس وختموا الاسمين بالألف أداة التعريف الآرامية كما مر بك) .
وهذا دليل لغوي لا ينقض على أن صحة النطق المصري القديم لاسم هذا الإله «آمون» على عصر رمسيس الثاني هي «آمان» تمامًا كما في «هامان» المبدوءة بالهاء في القرآن. فكيف «تحرفت» آمون على القرآن الذي مدها على أصلها الهيروغليفي بالألف لا بالواو، فأصاب هو، وأخطأ كتبة التوراة، وعلماء المصريات الذين نطقوها مدًا بالواو؟
لماذا لم يقل «آمون» فيجانس بالواو بين القرناء الثلاثة: فرعون وهامان وقارون؟
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/59]
وما حاجته إلى إضافة الهاء في أول الاسم وقد سمعه كما يقولون مهموزًا؟
أليس الأقرب إلى الصواب أن تكون «هامان» التي في القرآن اسمًا مزجيًا من المصرية القديمة، يدل على منصب كبير كهنة آمون: «ها + آمان»؟
أما «آمان» فهي «آمون» الذي علمت، منطوقة على الوجه الصحيح في المصرية القديمة على عصر رمسيس الثاني كما وضح لك من نطقها في النص البابلي لتلك المعاهدة المبرمة بينه وبين ملك الحيثيين حوالي 1280 ق.م.، وأما «ها» التي ترسم في الخط الهيروغليفي (وهي الهاء) مزيدة بمميز معنوي غير منطوق هو (رمز البيت أو الدار «ﭘر») فقد توقف علماء المصريات في معناها، لا يجزمون، وإن كانوا يفترضون أن معناها «الحجرة» room، ربما استنادًا إلى شكل الحرف الذي يمثلها: (الهاء الهيروغليفية كما مر بك). وليس بقوي، أولاً لأن «الحجرة» في الهيروغليفية لها لفظها الأصيل وهو «عت»، لا «ها»، وثانيًا لأن الأقرب في الاستنباط من رسم الهاء الهيروغليفية أن تستنبط منه لا معنى الحجرة، وإنما معنى المدخل والمدلف، أي الباب، وهو «عا» في الهيروغليفية، والمبادلة بين العين والهاء في الساميات جميعًا – وليست الهيروغليفية عن هذا ببعيد – أمر مسلم به بين اللغويين، وثالثًا لأن الهاء في الساميات جميعًا – وليست المصرية القديمة عن هذا ببعيد – أصلها رسما ونطقا ومعنى «الكوة». أي الفتحة النافذة في الجدار يدخل منها الهواء والضوء، وقد بقى منها في العربية «الهو»، «الهوة»، بنفس المعنى.
على هذا يكون معنى «ها + آمان» المصرية القديمة (هامان في القرآن) هو: النافذ إلى آمون، أو المدلف إلى آمون، أو كوة آمون «هو - آمون».
وليس أليق من هذا لقبًا يتسمى به «كبير الكهنة».
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/60]
أما الوجه الآخر في تفسير «هامان»، فهو أن تكون «هامان» في القرآن عربية. وردت على الترجمة لقبًا لكبير كهنة آمون، قرين فرعون في القرآن.
وقد شاعت «هيمن» على عصرنا بمعنى القهر والغلبة والسيطرة، وليس بشيء، لأن هذه اللفظة لا تجد تأصيلها في العربية إلا من القرآن. بصيغة الفاعل فقط، وفي موضعين فحسب، الأولى اسمًا لله عز وجل: {الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن} [الحشر: 23]، والثانية وصفًا للقرآن: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} [المائدة: 48]. وقد استنبط البعض من هذا – على التخمين – أن «المهيمن» معناها «العالي المرتفع»، بينما قال آخرون إن معناها «الشاهد». وليس لهذا أصل في اللغة، وإنما الصحيح ما ذكره «الجوهري» وهو أن «هيمن» ليست من الرباعي المجرد، وإنما هي من الجذر الثلاثي «أمن» مزيدًا بهمزة التعدية، فيكون أصلها «أأمن» بهمزتين، انقلبت الثانية ياء «أيمن»، وأبدلت الأولى هاء «هيمن»، كما قالوا «هراق الماء» بمعنى أراقه. فالمهيمن أصلها «المؤامن»، فهو الأمين الحافظ المؤتمن. وهذا كما ترى يطابق تمامًا المعنى المقصود من «هيمنة» القرآن على الكتب السابقة، فهو الحفيظ عليها، الأمين المؤتمن على ما صح فيها. وهو أيضًا يناسب ورود وصف الله عز وجل باسم «المهيمن» في سورة الحشر بعد وصفه عز وجل باسمي «السلام» و«المؤمن» تباركت أسماؤه، فهو «السلام»، وهو «المؤمن» الذي يؤمن الخلق من الخوف، وهو «المهيمن» الذي «يأمنه» الخلق لأنه تبارك وتعالى الحفيظ الأمين المؤتمن.
هذا هو المعنى الصحيح للفظة «هيمن» العربية، استطردنا بك إليه إرادة جلاء اللبس في خطأ شائع لا يكاد يبرأ منه في هذا العصر قلم، ولا يصح هذا في لغة القرآن، وفي الفهم الصحيح لمعاني القرآن، ودقائق القرآن.
على أنك لا تستطيع اشتقاق اسم «هامان» قرين فرعون في القرآن من «هيمن» إن كانت «هامان» عربية، لامتناع اشتقاق «فعلال» من «افعل» (زنة «هيمن» التي أصلها أأمن كما مر بك): الجائز من «هيمن» هو «المهيمن» لا غير.
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/61]
أما الذي يصح، فهو أن تشتق «هامان» من «الهامة»، أي «الرأس»، على زنة «فعلان» من فعلة، كما قال العرب «كاذان»، يعني «عظيم الكاذة»، «والكاذة هي اللحم الذي على الفخذ. فيكون معنى «هامان» عربيًا هو «عظيم الهامة».
ولا يقدح في هذا الذي نقوله أن: «هامان» على معنى «عظيم الهامة» لم تُسْمَع من العرب، وإنما المسموع من العرب على منى عظيم الهامة هو «الأهْوَم» فقط ذلك أن القرآن على ما مر بك من منهجنا في هذا الكتاب هو «صاحب اللغة»، ينحت من جذورها على أوزانها المسموعة ما شاء، كيفما شاء. بل في هذا كما مر بك إشارة إلى عجمة صاحب الاسم العلم.
«عظيم الهامة» هي الوجه الوحيد الجائز في معنى «هامان»، إن كانت عربية، على الترجمة من المصرية القديمة.
أما معنى «عظيم الهامة» في المصرية القديمة فهو «ور – تب» («ور» يعني كبير، «تب» يعني الرأس)، أو «ور – ضاضا» («ضاضا» مرادف «تب»).
وقد مر بك أن كبير كهنة «أون» (هليوبوليس) تلقب باسم «ور – ماء و»، يعني «عظيم الرائين» أو «الرائي الأعظم». ولا يبعد أن يكون لقب كبير كهنة آمون على عصر فرعون موسى هو «ور – تب» أو «ور – ضاضا»، بمعنى «عظيم الهامة» أو «الرأس الأعظم»، جاء بها القرآن على «هامان»، أي «عظيم الهامة»، تفسيرًا بالترجمة لا بالتعريب.
أما مفسرو القرآن (راجع تفسير القرطبي للآيتين 6، 8 من سورة القصص)، فلم يتصدوا لاسم «هامان»، وما كان لهم أن يتكئوا في «هامان» المصري على أهل
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/62]
الكتاب وقد سكتت عنه التوراة. ولكنهم قالوا إن «هامان» كان وزيرًا لفرعون من القِبْط، أي المصريين، على ما فهموه من دوره في بلاط فرعون. ولم يتساءلوا عن وجه اتجاه موسى بالرسالة إلى هامان بجوار «سيده» فرعون. وقالوا أيضًا إن «هامان» كان حازيا لفرعون، والحازي يعني «المُنَجّمِ». وهذا قريبٌ من عمل الكاهن «الرائي» الذي كَانَهُ «هامانُ» لفرعون على ما نقول نحن. ولم يتصد المفسرون أيضًا لعُجمة «هامان». وإنما مروا على اسمه مَرَّ الكرام، رغم أنه ممنوعُ من الصرف من كل القرآن، غير منون. والوجه في هذا أن «هامان» تُمنع من الصرف في كل الأحوال، عربية أو أعجمية: إن كانت أعجمية فللعجمة، وإن كانت عربية فلأنها مختومة بالألف والنون، على زنة «فَعلان» الممنوع من الصرف وجوبًا.
لـ«هامان» كما رأيت في التفسير وجهان: التعريب أو الترجمة، معنيان كلاهما يغاير الآخر.
إما أنها جاءت في القرآن على الترجمة من المصرية القديمة بمعنى «عظيم الهامة» أو «الرأس الأعظم»، استيحاشا لاستبقائها على أصلها «ور – تب» أو «ور – ضاضا»، والتفسير في القرآن بالترجمة يغني عن كل تفسير.
وإما أنها جاءت في القرآن على التعريب من المصرية القديمة «ها + آمان» وهي بمعنى «النافذ إلى آمون»، أو «هو - آمون»، لقبا من المصرية القديمة دالاً على منصب كبير كهنة آمون. ولكن القرآن لا يفسرها في سياق الآيات التي تحدثت عن «هامان» خلافًا لمنهجنا في هذا الكتاب.
ليس لدينا الدليل في هذا أو ذاك، لانعدام «النظير» الذي تُطابقه عليه لدى علماء المصريات أعني المدونَ من التاريخ المصري القديم، أو بالأحرى ما تكشف من التاريخ المصري القديم. ليس لديك فيما عُرِفُ من الأسماء والألقاب في المصرية القديمة «ها + آمان» أو «ور - تب» أو «ور - ضاضا»، ناهيك بتحديد شخص حامل هذا الاسم أو اللقب قرينًا لفرعون موسى الذي في القرآن وفي التوراة، وناهيك بمن هو «فرعون موسى» في التاريخ المصري القديم، «فرعون ذو الأوتاد» في القرآن – رمسيس
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/63]
الثاني كما نقول نحن – ساحبُ «الأعمدة» في معبد الكرنك، «نِبْ – يُونيت» في المصرية القديمة.
وحين ينعدم النظير المتفق عليه بإجماع في المصرية القديمة من علماء المصريات، يمتنعُ أيضًا القطعُ بمعنى «هامان» التي في القرآن، إلى أن ينكشف من أسرار التاريخ المصري القديم ما يدل عليه.
ولكن القرآن الذي انفرد وحده بذكر «هامان» قرينا لفرعون موسى، على غير سابقة في التوراة، ودون سند من التاريخ المصري القديم، وما كان أغناهُ عنها، يتحدى بـ«هامان» هذا الأولين والآخرين: الأولين الذين جهلوا وجود قرين البتة لفرعون موسى، والآخرين – علماء المصرية القديمة والتاريخ المصري القديم – الذين لا يعلمون حتى الآن من قد كان «فرعون ذو الأوتاد» المعنى في القرآن ومكانه في سلسلة فراعين مصر، ولا يعلمون من ثم من قد كان «كبير الكهنة» على عصر فرعون المعنى.
لو أن القرآن لا يعلم ما يقول، أو يقول ما لا يعلم، فكيف يجازف في غير ضرورة البتة بذكر قرين لفرعون موسى بالاسم، آمنا ألا تكشف الأيام زيفه بثبوت انعدام القرين، واختلاف المسمى؟ كيف ضمن في مطلع القرن السابع للميلاد وإلى هذا القرن العشرين أن يقف علماء المصريات حيارى أمام هذا التحدي؟
ليس الإعجاز فقط أن يتنبأ متنبئ فيصيب. ربما قلت صدف. الحادث في المستقبل لا يصح حتى يقع. ولكن الإعجاز الحق أن تتحدى سامعك بما كان، فلا يملك لك سامعك نفيًا أو إثباتًا.
لا يفعل هذا إلا شاهد حافظ، انفرد بعلم كل الذي كان.
وكفى بهذا إعجاز تنقطع دونه الرقاب).
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 2/ 50-64]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأعجمي, العَلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir