دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 محرم 1442هـ/8-09-2020م, 06:08 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

أمثلة من أقوال المفسرين:

قال الله تعالى: { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3)}.
- قال محمد الأمين الشنقيطي: (قوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة . ليس لوقعتها كاذبة}. الذي يظهر لي صوابه أن "إذا" هنا هي الظرفية المضمنة معنى الشرط، وأن قوله الآتي: {إذا رجت الأرض رجا} بدل من قوله: {إذا وقعت الواقعة} وأن جواب "إذا" هو قوله: {فأصحاب الميمنة} وهذا هو اختيار أبي حيان خلافا لمن زعم أنها مسلوبة معنى الشرط هنا، وأنها منصوبة بـ «اذكر» مقدرة أو أنها مبتدأ، وخلافا لمن زعم أنها منصوبة بـ "ليس" المذكورة بعدها.
والمعروف عند جمهور النحويين أن
"إذا" ظرف مضمن معنى الشرط منصوب بجزائه، وعليه فالمعنى: "إذا" قامت القيامة وحصلت هذه الأحوال العظيمة ظهرت منزلة أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة)ا.هـ.

قال الله تعالى: {فمن عُفي له من أخيه شيءٌ فاتباع بالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان}.
قال أبو منصور الأزهري: (370هـ):(هذه آية مشكلة، وقد فسَّرها ابن عباس ثم من بعده تفسيراً قربوه على قدر أفهام أهل عصرهم، فرأيت أن أذكر قول ابن عباس، وأؤيده بما يزيده بيانا ووضوحا.
حدثنا محمد بن إسحاق السعدي، قال: حدثنا المخزومي، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن مجاهد قال: سمعت ابن عباس يقول: (كان القصاص في بني إسرائيل، ولم تكن فيهم الدية، فقال الله جل وعز لهذه الأمة:
{كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد} إلى قوله: {فمن عفي له من أخيه شيء} )
.
قال: (فالعفو أن يقبل الدية في العمد {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} مما كتب على من كان قبلكم، يطلب هذا بإحسان ويؤدي هذا بإحسان).
قلت: فقول ابن عباس: (العفو أن يقبل الدية في العمد) الأصل فيه أن العفو في موضوع اللغة الفضل.
يقال: عفا فلان لفلان بماله إذا أفضل له، وعفا له عما عليه إذا تركه. وليس العفو في قوله:
{فمن عفي له} عفوا من ولي الدم، ولكنه عفو من الله جل وعز.
وذلك أن سائر الأمم قبل هذه الأمة لم يكن لهم أخذ الدية إذا قتل قتيل، فجعله الله لهذه الأمة عفوا منه وفضلا، مع اختيار ولي الدم ذلك في العمد وهو قول الله جل وعز:
{فمن عُفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف} أي من عفا الله جل وعز اسمه له بالدية حين أباح له أخذها بعدما كانت محظورة على سائر الأمم، مع اختياره إياها على الدم، اتباع بالمعروف أي مطالبة للدية بمعروف، وعلى القاتل أداء الدية إليه بإحسان. ثم بين ذلك فقال:{ذلك تخفيف من ربكم} لكم يا أمة محمد، وفضل جعله لأولياء الدم منكم {ورحمة}خصكم بها {فمن اعتدى بعد ذلك} أي من سفك دم قاتل وليّه بعد قبوله الدية {فله عذاب أليم}.
والمعنى الواضح في قوله: {فمن عفي له من أخيه شيء} أي من أُحلَّ له أخذ الدية بدل أخيه المقتول، عفوا من الله وفضلا مع اختياره، فليطالب بالمعروف و "من"في قوله: {من أخيه} معناها البدل.
والعرب تقول عرضت له من حقه ثوبا، أي أعطيته بدل حقه ثوبا.
ومنه قول الله جل وعز:
{ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون}
يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم ملائكة في الأرض والله أعلم.
قلت: وما علمت أحدا أوضح من معنى هذه الآية ما أوضحتُه، فتدبره واقبله بشكر إذا بان لك صوابه)
ا.هـ.

قال الله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون (31)}.
- قال ابن عاشور:
"الفاء" في قوله: {فسيقولون الله} "فاء" السبية التي من شأنها أن تقترن بجواب الشرط إذا كان غير صالح لمباشرة أداة الشرط، وذلك أنه قصد تسبب قولهم: {الله} على السؤال المأمور به النبي عليه الصلاة والسلام، فنزل فعل {فقل} منزلة الشرط فكأنه قيل: إن تقل من يرزقكم من السماء والأرض فسيقولون الله، ومنه قوله تعالى: {قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا}
وهذا الاستعمال نظير تنزيل الأمر من القول منزلة الشرط في جزم الفعل المقول بتنزيله منزلة جواب الشرط كقوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة}، وقوله: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}
التقدير: إن تقل لهم أقيموا الصلاة يقيموا، وإن تقل لهم قولوا التي هي أحسن يقولوا.
وهو كثير في القرآن على رأي المحققين من النحاة، وعادة المعربين أن يخرجوه على حذف شرط مقدر دل عليه الكلام.
والرأيان متقاربان إلا أن ما سلكه المحققون تقدير معنى، والتقدير عندهم اعتبار لا استعمال، وما سلكه المعربون تقدير إعراب، والمقدر عندهم كالمذكور.
ولو لم ينزّل الأمر بمنزلة الشرط لما جاءت
"الفاء"، كما في قوله تعالى: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله} الآيات.
و
"الفاء" في قوله: {فقل} "فاء" الفصيحة، أي إن قالوا ذلك فقل أفلا تتقون. و"الفاء" في قوله: {أفلا تتقون} "فاء" التفريع، أي يتفرع على اعترافكم بأنه الفاعل الواحد إنكار عدم التقوى عليكم.
ومفعول {تتقون} محذوف، تقديره تتقونه، أي بتنزيهه عن الشريك.
وإنما أخبر الله عنهم بأنهم سيعترفون بأن الرازق والخالق والمدبر هو الله لأنهم لم يكونوا يعتقدون غير ذلك كما تكرر الإخبار بذلك عنهم في آيات كثيرة من القرآن.
وفيه تحدٍّ لهم فإنهم لو استطاعوا لأنكروا أن يكون ما نسب إليهم صحيحا، ولكن خوفهم عارَ الكذب صرفهم عن ذلك؛ فلذلك قامت عليهم الحجة بقوله:
{فقل أفلا تتقون})ا.هـ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir