دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 ذو القعدة 1440هـ/25-07-2019م, 12:14 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

الأسباب المعينة على تحقيق الزهد:

من الأسباب المعينة على تحقيق الزهد:
1: العلم الصحيح بحقيقتي الدنيا والآخرة،
ومن تدبّر القرآن وعقل ما فيه من الأمثال المضروبة للدنيا والآخرة تبيّن له ما يكفي للترغيب في الزهد.
قال الله تعالى: { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) }
- وقال المستورد بن شداد رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع؟» رواه أحمد ومسلم وابن أبي شيبة وغيرهم من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد.
- وقال أحمد بن أبي الحواريّ: «من عرف الدّنيا زهد فيها، ومن عرف الآخرة رغب فيها، ومن عرف اللّه آثر رضاه» رواه البيهقي في الزهد.
- وقال ابن القيم: (القرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستها، وقلتها وانقطاعها، وسرعة فنائها. والترغيب في الآخرة، والإخبار بشرفها ودوامها. فإذا أراد الله بعبد خيرا أقام في قلبه شاهدا يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة. ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار).
- وقال أيضاً: (لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا، ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين: نظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها وألم المزاحمة عليها والحرص عليها، وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد، وآخر ذلك الزوال والانقطاع، مع ما يعقب من الحسرة والأسف؛ فطالبها لا ينفك من همّ قبل حصولها، وهمّ حال الظفر بها، وغمّ وحزن بعد فواتها؛ فهذا أحد النظرين.
والنظر الثاني: النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد، ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات، والتفاوت الذي بينه وبين ما هنا؛ فهي كمال الله سبحانه
{والآخرة خير وأبقى}؛ فهي خيرات كاملة دائمة، وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.
فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره وزهد فيما يقتضي الزهد فيه فكل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة إلا إذا تبين له فضل الآجل على العاجل وقويت رغبته في الأعلى الأفضل؛ فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل له وإما لعدم رغبته في الأفضل، وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة؛ فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها، المؤثر لها، إما أن يصدّق بأن ما هناك أشرف وأفضل وأبقى، وإما أن لا يصدق بذلك كان عادما للإيمان رأسا، وإن صدق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه، وهذا تقسيم حاصر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين منه فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، وما أكثر ما يكون منهما).


2: قصر الأمل والإكثار من ذكر الموت،
وفي مرسل الربيع بن أنس «كفى بالموت مزهداً في الدنيا، ومرغبا في الآخرة» رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان.
3: مجالسة الصالحين، والقراءة في سيرهم وأخبارهم.
4: حبّ المساكين، ومجالسة الفقراء.
- قال سفيان الثوري: كان عون بن عبد الله يقول: «كنت أجالس الأغنياء، فكنت من أكثر الناس هما، وأكثرهم غما، أرى مركبا خيرا من مركبي، وثوبا خيرا من ثوبي، فأهتم، فجالست الفقراء فاسترحت» رواه أبو نعيم في حلية الأولياء واللفظ له، وابن أبي حاتم في تفسيره بلفظ مقارب، وعلّقه الترمذي في سننه.
5: قطع نهمة النفس بالمباح من شهواتها؛ فإنّ النفس إذا تاقت إلى أمر أشغلت القلب به؛ وإذا أخذت النفس نهمتها منه بقدر خفّ تطلّعها إليه، وهو أسهل من معالجة الحرمان.
6: القناعة باليسير، وترك التكلّف، ويسهّله اليقين بأنّ زهده فيها لا يمنعه رزقاً كتبه الله له، كما أنّ حرصه عليها لا يجلب له رزقاً غير مكتوب له.
قال ذو النون المصري: (من لم يقنعه اليسير افتقر في طلب الكثير). رواه البيهقي في الزهد.
قلت: يريد افتقار القلب.
7. التذكّر والتفكّر، وهما وقود القلب؛ فإذا استمدّ منهما أثمرا له الانتفاع بالعلم والحال، وإن تركهما أصابته الغفلة.
- قال ابن القيم رحمه الله: (التذكر والتفكر كل منهما لقاح الآخر إذا اجتمعا أنتجا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة).


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir