معنى المحبة:
لفظ المحبة من الألفاظ التي لا تحيط بها العبارة، ولا تفي ببيان حقيقتها ومدلول معناها، وإنما يُستفاد من معرفة ما يذكر من تعريفاتها تقريب الصورة للذهن لا أكثر، وما أحسن ما قال ابن القيم رحمه الله، وهو ممن أوسعَ هذه المسألة بحثاً في عدد من كتبه، وخلص إلى ما قاله في المدارج: (لا تحدّ المحبة بحدٍّ أوضح منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاء وجفاء؛ فحدُّها وجودها، ولا توصف المحبة بوصف أظهر من المحبة، وإنما يتكلم الناس في أسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها وثمراتها وأحكامها فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستة).
ثم ذكر خمسة معاني لغوية لمادة (حب) وما يتصرف منها هي: الصفاء والبياض، والعلو والظهور، واللزوم والثبات، واللبّ، والحفظ والإمساك.
وذكر شواهدها ومناسبة اشتقاقها لمعنى المحبة ثم قال: (ولا ريب أن هذه الخمسة من لوازم المحبة).
ثم ذكر ثلاثين تعريفاً للمحبة انتقاها من عبارات المصنّفين في علم السلوك، وما أُثر عن العُبَّادِ والعارفين المتقدمين مما يفهم منه تعريف المحبة، وهذا من دلائل سعة اطلاعه–رحمه الله-في هذا العلم ومعرفته بمصادره وأئمته وحسن فقهه لمسائله.
وكتبه: مدارج السالكين ، وطريق الهجرتين، والوابل الصيب، والرسالة التبوكية، والفوائد، وروضة المحبين من أنفس ما كتب في هذا العلم.
فلذلك نتجاوز الكلام في تعريف المحبة اكتفاء بما خلص إليه ابن القيم رحمه الله.