أحكام المخالفين في التوكل
إذا تبين ما تقدَّم علمنا أن التوكل عبادة من أجل العبادات فمن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك كافر خارج عن دين الإسلام والعياذ بالله؛ فمن توكل في جلب النفع ودفع الضر على أحد غير الله جل وعلاوصرف له ما تقتضيه عبادة التوكل من أعمال العبادة فلا شك في كفره.
- أما الاعتماد على الأسباب من الأشخاص والأعمال وغيرها فإن كان في القلب نوع تعلق بالسبب وتذلل له مع اعتقاده أن النفع والضر بيد الله وحده؛ فهو شرك أصغر من شرك الأسباب كما سبق بيانه في نظائره.
- وأما بذل السبب بلا تعلق قلبي بالمخلوق فهذا ليس بشرك، ويكون حكمه على حسب ما يترتب عليه فالاعتماد على الأسباب في أمر مباح حُكْمُه الإباحة، والاعتماد عليها في أمر محرم حُكْمُه التحريم، وهكذا في نظائر ذلك.