السؤال الأول:
وجّه رسالة فيما لا يقلّ عن خمسة أسطر تبيّن فيها فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهمّ آدابه مما درست.
فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحكمه:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية؛ فلا بد أن تكون فرقة من الأمّة متصدّيةٌ لهذا الشّأن، وإن كان ذلك واجبًا على كلّ فردٍ من الأمّة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"
والناس في تغيير المنكر والأمر بالمعروف على مراتب، ففرض العلماء فيه تنبيه الحكام والولاة، وحملهم على جادة العلم، وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم، ولهم هي اليد، وفرض سائر الناس رفعه إلى الحكام والولاة بعد النهي عنه قولا.
عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
- روي عن حذيفة بن اليمان، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "والّذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثمّ لتدعنّه فلا يستجيب لكم".
آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروطه:
- العلم بأحكام الشيء المراد الأمر به أو النهي عنه
- أن يكون بمعروف لا بتخرق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من كان آمرا بمعروف، فليكن أمره ذلك بمعروف
- أن لا يخاف الآمر أذى يصيبه، فإن فعل مع ذلك فهو أعظم لأجره
السؤال الثاني:
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية.
المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
فسّر قول الله تعالى:-
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (103) آل عمران.
(واعتصموا): تمسكوا وتمنعوا وتحصنوا به، (بحبل الله) أي بعهده وميثاقه ، وقيل الحبل: الجماعة ، وقيل: القرآن، وقيل الإسلام، وقيل الإخلاص في العبادة ، وهذه ألفاظ متقاربة ، وكله داخل في عهد الله، (جميعا) منصوب على الحال المعنى: كونوا مجتمعين على الاعتصام به (ولا تفرقوا): أي: تناصروا على دين الله ولاتفرقوا بالفتن والافتراق في العقائد
(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) : وذلك أن الأوس والخزرج كانت بينهم الحروب والقتال في الجاهلية فأنعم الله عليهم بالإسلام وبنبيه – صلى الله عليه وسلم- (فأصبحتم بنعمته إخوانًا): (فأصبحتم): عبارة عن الاستمرار وإن كانت اللفظة مخصوصة بوقت ما، وإنما خصت هذه اللفظة بهذا المعنى من حيث هي مبدأ النهار، وفيها مبدأ الأعمال، فالحال التي يحسها المرء من نفسه فيها هي حاله التي يستمر عليها يومه في الأغلب، (بنعمته )بأن هداكم للإسلام، (إخوانًا): أصل الأخ في اللغة: أن الأخ مقصده مقصد أخيه، (وكنتم على شفا حفرة من النار): كنتم قد أشرفتم على النار وشفا الشيء: حرفه ، أي بسبب ما كنتم عليه من الكفر ، (فأنقذكم منها): بالإسلام وبنبيه –صلى الله عليه وسلم ، (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ) إشارة إلى ما بين في هذه الآيات، أي فكذلك يبين لكم غيرها{لعلّكم تهتدون}أي: لتكونوا على رجاء هدايته
السؤال الثاني:
حرّر القول في المسائل التالية:
1:مرجع اسم الإشارة {ذلك} في قوله تعالى: {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (94) آل عمران.
1- يرجع إلى التلاوة إذ مضمنها بيان المذهب وقيام الحجة، أي فمن كذب منا على الله تعالى أو نسب إلى كتب الله ما ليس فيها فهو ظالم واضع الشيء غير موضعه
2- يرجع إلى استقرار التحريم في التوراة، لأن معنى الآية: (كلّ الطّعام كان حلًّا لبني إسرائيل إلّا ما حرّم إسرائيل على نفسه) ثم حرمته التوراة عليهم عقوبة لهم، فمن افترى على اللّه الكذب، وزاد في المحرمات فهو الظالم
3- الإشارة إلى الحال بعد تحريم إسرائيل على نفسه، وقبل نزول التوراة، أي من تسنن بيعقوب وشرع ذلك دون إذن من الله، ومن حرم شيئا ونسبه إلى ملة إبراهيم فهو الظالم
ويؤيد هذا الاحتمال الأخير، قوله تعالى (فبظلمٍ من الّذين هادوا حرّمنا عليهم طيّباتٍ أحلّت لهم) فنص على أنه كان لهم ظلم في معنى التحليل والتحريم، وكانوا يشددون فشدد الله عليهم، كما فعلوا في أمر البقرة.
2: المخاطب في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (106) آل عمران.
- أهل الكتاب، قاله الزجاج.
- جميع الكفار، قاله أبي بن كعب.
- اليهود ، ذكره النحاس .
- أهل القبلة من هذه الأمة، قاله أكثر المتأولين، ثم اختلفوا
* فقال الحسن: الآية في المنافقين
* وقال السدي: هي فيمن كفر من أهل القبلة حين اقتتلوا
* وقال أبو أمامة: الآية في الخوارج
* وقال قتادة: الآية في أهل الردة
* وروي عن مالك أنه قال: الآية في أهل الأهواء، وخصه ابن عطية بالمجلحين منهم القائلين ما هو كفر.
* وروي حديث: أن الآية في القدرية
* أهل البدعة والفرقة، قاله ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما،ذكره ابن كثير.
وهذا الوصف يعمّ كلّ كافر، لقوله تعالى بعدها {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}، ذكره ابن كثير.