عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم
العناصر :
1. تخريج الحديث.
2. موضوع الحديث.
3. قصة الحديث.
4. منزلة الحديث.
5. معاني المفردات.
6. المعنى الإجمالي للحديث.
7. فوائد الحديث.
المسائل العلمية المتعلقة بالحديث:
1. حكم إنكار المنكر.
2. شروط وجوب إنكار المنكر.
3. ضابط المنكر الذي يجب إنكاره.
4. أحوال المنكر عليهم مع المنكر.
5. دوافع الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.
6. خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
العناصر
تخريج الحديث:
أخرجه مسلم من رواية قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي سعيد، في صحيحه في كتاب الإيمان، بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان.
موضوع الحديث :
وجوب إنكار المنكر وتغييره.
قصة الحديث :
عن طارق بن شهاب قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان، فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة، فقال: قد ترك ما هنالك.
فقال أبو سعيد: لم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذته بثوبه فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيرتم والله ، فقال: أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم.
فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم.
والجمع بين الروايتين: فيحتمل أن الرجل أنكر بلسانه وحاول أبو سعيد أن ينكر بيده، ويحتمل تعدد الواقعة.
قال النووي: فيحتمل أنها قصتان إحداهما لأبي سعيد، والأخرى للرجل بحضرة أبي سعيد.
منزلة الحديث:
هذا الحديث عظيم الشأن، لأنه نص على وجوب إنكار المنكر، وهذا كما قال النووي: ( باب عظيم به قوام الأمروملاكه، وإذا كثر الخبث، عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله بعذاب:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، فينبغي لطالب الآخرة، الساعي في تحصيل رضى الله عز وجل، أن يعتني بهذا الباب، فإن نفعه عظيم).
مفردات الحديث :
رأى : أي أبصر بعينيه وشاهد بها هذا المنكر، والرؤية رؤيتان :
بصرية : وتشترك فيها جميع المخلوقات، وهي بالعينين.
وقلبية : وتسمى بصيرة أو رؤية علمية يقينية، وهذا للمؤمنين بالغيب، ويمتثلون أوامر الله ويعملون بها؛ ولذا يعملون للآخرة كأنما يرونها.
المنكر: ضد المعروف، فهو ما عرف قبحه شرعا وعرفا ، ويشمل ترك الأوامر والوقوع في النواهي؛ لأنها منكر بهذه الصورة.
تعريف آخر للمنكر: شيئا أنكره الشرع ومنع عنه.
المعنى الإجمالي للحديث :
من رأى منكرا من المكلفين، وجب عليه تغييره بيده إن أمكنه ذلك، فإن لم يستطع أنكره بلسانه، فإن عجز عن ذلك أنكره بقلبه، وكرهه كرها شديدا، والإنكار بالقلب من أضعف الإيمان .
فوائد الحديث :
1. أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه من خصال الإيمان ، لذلك أخرج مسلم هذا الحديث في كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان.
2. التأكد من وجود المنكر عند إنكاره.
3. بيان مراتب إنكار المنكر.
4. عدم صلاح المجتمع إلا بزوال المنكر.
5. المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
6. زيادة الإيمان ونقصانه.
7. أنه ليس في الدين من حرج، وأن الوجوب مشروع بالاستطاعة، وهذه قاعدة عامة في الشريعة: {فاتقوا الله ما استطعتم}.
المسائل العلمية المتعلقة بالحديث:
حكم إنكار المنكر :
إنكار المنكر باليد واللسان له حالتان:
1. فرض كفاية: قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
2. فرض عين : والدليل قوله صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرا فليغيره فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه))، دل عموم هذا الحديث على وجوب إنكار المنكر على كل فرد مستطيع علم بالمنكر أو رآه.
أما إنكار المنكر بالقلب :
فهو من الفروض العينية التي لا تسقط مهما كان الحال، فالقلب الذي الذي لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر قلب خرب خاو من الإيمان.
الشروط الواجب توفرها في المنكر:
1. الإسلام.
2. التكليف؛ ويشمل : العقل والبلوغ.
3. الاستطاعة.
4. العدالة.
5. وجود المنكر ظاهرا.
6. العلم بما ينكر وبما يأمر.
شروط وجوب إنكار المنكر:
لا يجوز إنكار المنكر حتى يتقين المنكر وذلك من وجهين:
الوجه الأول : أن يتيقن أنه منكر.
الوجه الثاني : أن يتيقن أنه منكر في حق الفاعل، لأن الشيء قد يكون منكرا في حد ذاته، لكنه ليس منكرا بالنسبة للفاعل.
مثال ذلك: الأكل والشرب في رمضان، الأصل أنه منكر، لكن قد لا يكون منكرا في حق رجل بعينه: كأن يكون مريضا يحل له الفطر، أو يكون مسافرا يحل له الفطر.
أحوال المُنكر عليهم مع المنكر:
الحالة الأولى: أن ينتقلوا من هذا المنكر إلى ما هو أنكر منه.
حكمها: الإنكار حرام في هذه الحالة.
الحالة الثانية: أن ينتقلوا إلى ما هو أخف منه أو يتركوا المنكر.
حكمها: يجب الإنكار.
الحالة الثالثة: أن ينتقلوا منه إلى منكر يساويه.
حكمها: هذه الحالة محل اجتهاد.
الحالة الرابعة: أن ينتقلوا منه إلى منكر آخر لا يعلم قدره.
حكمها: لا يجوز الإنكار.
دوافع الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر:
1. كسب الثواب والأجر من الله.
2. خشية عقاب الله.
3. النصيحة للمؤمنين، والرحمة بهم رجاء إنقاذهم.
4. الغضب لله على انتهاك محارمه.
5. إجلال الله تعالى وإعظامه ومحبته.
خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1. الطرد من رحمة الله كما طرد أهل الكتاب من رحمته عندما تركوا هذه المهمة.
2. الهلاك في الدنيا.
3. عدم استجابة الدعاء.