اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريهام الصياد
جاء في شرح الشيخ ناظم سلطان للأربعين النووية:
اقتباس:
فالَّذينَ اشْتَرَطُوا وُجوبَ النِّيَّةِ قدَّرُوهُ بصحَّةِ الأعمالِ بالنِّيَّاتِ أَو مَا يُقارِبُهَا.
والَّذِينَ لَم يَشْتَرطُوا النِّيَّةَ، قدَّرُوهُ بِكَمَالِ الأعمالِ بالنِّيَّاتِ ، وَهَذَا يُرَدُّ؛ لأنَّ النِّيَّةَ شرطٌ فِي قَبولِ الْعَمَلِ، كَمَا قَالَ الصَّنعانيُّ، فالقولُ الأوَّلُ أَرْجَحُ؛ لأنَّ الصِّحَّةَ أَكْثَرُ لُزومًا للحقيقةِ مِنَ الكمالِ، فالعملُ عَلَيْهَا أَوْلَى، وبهذا قَالَ ابنُ دقيقٍ.
|
ما معنى هذه العبارة: (لأنَّ الصِّحَّةَ أَكْثَرُ لُزومًا للحقيقةِ مِنَ الكمالِ، فالعملُ عَلَيْهَا أَوْلَى)؟
|
النفي إذا ورد على معنىً من المعاني فله مراتب:
المرتبة الأولى: نفي الوجود في الحقيقة كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا غول ولا هامة)
لأنها اعتقادات جاهلية مبنية على خرافات لا حقيقة لها.
المرتبة الثانية: نفي الوجود الشرعي ، فقد يكون الأمر موجوداً كوناً لكن النفي لاعتباره شرعاً
كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا صفر) فشهر صفر موجود ، وإنما المنفي ما يعتقده أهل الجاهلية في شهر صفر من التشاؤم
وكذلك قوله: (ولا طيرة)
المرتبة الثالثة: نفي الصحة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لحائض بغير خمار) فإنه قد تقع منها أفعال الصلاة لكنها لا تصح ولا تقبل إذا كانت بغير خمار.
المرتبة الرابعة: نفي الكمال والأولوية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
وكقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الربا في النسيئة)
وقوله عن فارس والروم: (وهل الناس إلا هم).
وهذه المراتب على الترتيب
فحمل النفي على الحقيقة إن أمكن فهو المتعين
وإن لم يمكن انتقل النفي إلى نفي الوجود الشرعي ، وهكذا
والفرق بين المرتبتين الثانية والثالثة أن النفي في المرتبة الثانية لما ليس له أصل في الشرع.