دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الآخرة 1436هـ/17-04-2015م, 03:10 AM
مريم العبدلي مريم العبدلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 506
افتراضي

تلخيص مقدمة بن كثير:

طرق التفسير:
الطريق الأول :تفسيرالقرآن بالقرآن،وهوأصح الطرق،فإن أُجْمل في مكان فقد يفسرفي موضع آخر.
الطريق الثاني :السنة، إن لم تجد بالقرآن فعليك بالسنة، لأن السنة شارحة له وموضحة . قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني : السنة.
الطريق الثالث :أقوال الصحابة، فإن لم نجد التفسير في القرآن والسنة أخذنا بأقوالهم لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوابها.
قال أبوعبدالرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا بما فيها من العمل، فتعلمناالقرآن والعمل جميعا.
الطريق الرابع : أقوال التابعين، فإن لم يجد التفسير في الكتاب ولا في السنة ولا عند الصحابة فإنه يرجع إلى قول التابعين، وممن اشتهربالتفسير من التابعين مجاهد بن جبر فإنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحتهإ لى خاتمته، يوقفه عند كل آية.

حكم رواية الإسرائيليات:
الأول:ماعلمنا صحته ممابأيدينا مما يشهد له بالصدق،فذاك صحيح.
الثاني: ماعلمنا كذبه بماعندنا مما يخالفه.
الثالث:ما هو مسكوت عنه، فلا نؤمن به ولانكذبه.

حكم التفسير بالرأي :
حرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال في القرآن برأيه، أوبما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار"
ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير مالا علم لهم به.
فقد روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : أي أرض تقلني؟ وأي سماءتظلني؟ إذاقلت في كتاب الله مالا أعلم.
وروي عن عمر رضي الله عنه لما قرأ قوله تعالى " وفاكهة وأبا" قال : ما الأب؟ ثم قال : إن هذا لهوالتكلف ،فما عليك ألا تدريه .
وروي عن سعيد بن المسيب: أنه كان لايتكلم إلا في المعلم من القرآن.
وقال عبيد الله بن عمر : لقدأدركت فقهاءالمدينة ،وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم : سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع .
وهذه الآثارالصحيحة وماشاكلها عن أئمةالسلف محمولةعلى تحرجهم عن الكلام بما لاعلم لهم به.
أما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه، ولهذا روي عن هؤلاء أقوال في التفسير، ولا منافاة، لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه.
قال ابن عباس : " التفسيرعلى أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها ، وتفسيرلايعذر أحدبجهالته، وتفسيريعلمه العلماء،وتفسيرلايعلمه إلا الله "

ـــــــــــــــــــــــــ
فضائل القرآن :
1- الهيمنة على الكتب قبله.
قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه "
قال ابن عباس :" ومهيمنا عليه " المهيمن الأمين . قال القرآن أمين على كل كتاب قبله .
وروي عن ابن عباس " ومهيمنا عليه " قال مؤتمنا.
وأصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده : قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن، وفي أسماء الله تعالى : المهيمن، وهوالشهيدعلى كل شيء.

2- ابتداء نزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام ،كما أنه كان في زمن شريف وهو رمضان، فاجتمع شرف الزمان والمكان.
سناده:لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينةعشرا.
والمشهور أنه أقام في مكة ثلاث عشرة سنة، ويحتمل أنه حذف ما زاد عن العشرة اختصارا في الكلام، لأن العرب كثيرا ما يحذفون الكسور في كلامهم، فإنه نزل في ثلاث وعشرين سنة.



تكملة فضائل القرآن:
3-أن القرآن لم ينزل جملة واحدة ولم ينزل متتابعا بل أنزل مفرقا ليكون في ذلك أبلغ العناية والإكرام ، حسب الوقائع ، ومنه المكي والمدني.
قال تعالى " وقرآنا فرقناه على مكث ونزلناه تنزيلا"

4- أن القرآن نزل به خير ملك على خير رسول ، فجبريل ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال تعالى " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين "

5-إعجاز القرآن وأنه أعظم من كل معجزة أعطيها نبي من الأنبياء ، فإن النبي بعث إلى قوم هم من أفصح الخلق وأعلمهم بالبلاغة والشعر وقريض الكلام وضروبه ، لكن جاءهم من الله ما لا قبل لأحد من البشرية من الكلام الفصيح ، البليغ ، الوجيز ، المحتوي على العلوم الكثيرة الصحيحة النافعة ،فأتباعه صلى الله عليه وسلم أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالته ودوامها إلى قيام الساعة ، واستمرار معجزته.
قال تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
" أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة"

6- الأخذ به سبب للنجاة وتركه سبب للهلاك عند اختلاف الأمة ، قال تعالى " إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به "
7- أن القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش خلاصة العرب ، قال تعالى " قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون"


جمع القرآن
معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم العرضة الأخيرة:
عارض جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره مرتين؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته لما مرض: ((وما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي)).أخرجاه في الصحيحين.


الجمع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يحفظ في مصحف واحد ، بل كان في صدور الرجال ، وفي العسب واللخاف.


القراء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
الخلفاء الراشدون ، وأبي بن كعب ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وتميم الداري ، عبادة بن الصامت ، عبدالله بن عمرو بن العاص ، وأبو زيد.
ثبت في الصحيحين عن أنس قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. فقيل له: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. وفي لفظ للبخاري عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه.
أبو بكر أقرأ الصحابة :
لما ثبت في الخبر المتواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليؤم القوم أقرؤهم))فلو لم يكن الصديق أقرأ القوم لما قدمه عليهم حيث قدمه صلى الله عليه وسلم ليصلي بالناس في مرض موته.

جمع القرآن في خلافة أبو بكر
الدليل: قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول منأنفسكم عزيز}[التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
:
مسائل وتنبيهات في جمع أبي بكر:
((سبب الجمع في تلك المرحلة ))
لئلا يذهب القرآن بموت من تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أن القتل استحر بقراء القرآن في اليمامة ، حيث روي بسند منقطع أنه قتل منهم خمسمائة.
1- سعة علم وفقه عمر رضي الله عنه ، حيث أنه تنبه لذلك لما استحر القتل في القراء، وراجع أبي بكر في جمع القرآن حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك.
2- تزكية أبي بكر لزيد بن ثابت لكتابة المصاحف وهذه فضيلة لزيد.
3- أن القرآن موجود قبل جمع أبي بكر في صدور الرجال وفي العسب واللخاف.
4- الغرض من تلك المصاحف حفظ كتاب الله فقط ولهذا كانت عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر في حياته ثم عند حفصة لأنها كانت وصيته من أولاده على أوقافه وتركته وكانت عند أم المؤمنين رضيالله عنها، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر: 9.
.
5- خزيمة بن ثابت جعل رسول الله شهادته بشهادتين ،حيث أن عمر لما جمع القرآن كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان . وذلك عن أمر الصديق له في ذلك فقبل من خزيمة بن ثابت آية لم توجد عند غيره كما جاء في حديث زيد السابق :" ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز}[التوبة: 128].
6- فعل أبو بكر وعمر في حفظ كتاب في الصحف من أكبر المصالح الدينية ، لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. هذا إسناده صحيح.



جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
قال البخاري رحمه الله: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}[الأحزاب: 23]،فألحقناها في سورتها في المصحف.
مسائل وتنبيهات في جمع عثمان رضي الله عنه:
1- سبب الجمع : جمع عثمان رضي الله عنه الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوافي القرآن ، وذلك أن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه لما كان غازيا في فتح أرمينية وأذربيجان، وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شتى، ورأى منهم اختلافا كثيرا وافتراقا، فلما رجع إلى عثمان أعلمه وقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.


2- موقف الصحابة من جمع عثمان:
وافقه على ذلك جميع الصحابة ، إلا ابن مسعود فقد روي عنه شيء من التغضب لأنه لم يكن ممن كتب المصاحف ..
قال علي رضي الله عنه : لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
وقال أيضا حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هولصنعته.
قال مصعب بن سعد بن أبي وقاص: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد.وهذا إسناد صحيح.
قال غنيم بن قيس المازني: قرأت القرآن على الحرفين جميعا، والله ما يسرني أن عثمان لم يكتب المصحف، وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلام، فأصبح له مثل ما له. قال: قلنا له: يا أبا العنبر، ولم؟ قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرؤون الشعر.


3- كُتَاب المصحف العثماني :
لما قال حذيفة لعثمان ذلك أفزعه وأرسل إلى حفصة أم المؤمنين أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه الشيخان ليكتب ذلك في مصحف واحد، وينفذه إلى الآفاق، ويجمع الناس على القراءة به وترك ما سواه، ففعلت حفصة وأمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري،أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.

4- ترتيب الآيات :
الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا آياته؛ فإن نكسه أخطأ خطأ كبيرا.
سناده : قال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.
5- ترتيب السور :
من أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه؛ . حكم ترتيب السور فمستحب اقتداء بعثمان، رضي الله عنه.
سناده : 1- قول عثمان رضي الله عنه : "وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
2-روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم.
3-وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.

6- نشر المصاحف بالآفاق وإلزام الناس بها وإحراق ما عداها:
المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق، مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا، رواه أبو بكر بن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني، سمعه يقوله. وصحح القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف. وهذا غريب، وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق، وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم.

7- موافقة مصحف عثمان العرضة الأخيرة
عثمان رضي الله عنه، جمع قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، فإنه عارضه به عامئذ مرتين؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته لما مرض: ((وما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي)).أخرجاه في الصحيحين.
قال أبو بكر : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدثنا أبو بكر، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار،فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها،قال: وكان عثمان يتعاهدهم، وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه. قال محمد: فقلت لكثير -وكان فيهم فيمن يكتب- : هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا. قال محمد: فظننت ظنا إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله. صحيح .

8- حرق المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر:
لم يحرقها في جملة ما حرقه ،وسبب ترك عثمان رضي الله عنه لهذا المصحف لأنها هي بعينها الذي كتبه، وإنما رتبه، ثم إنه كان قد عاهد حفصة على أن يردها إليها، فما زالت عندها حتى ماتت، ثم أخذها مروان بن الحكم فحرقها وتأول في ذلك ما تأول عثمان
حدثنا محمد بن عوف، حدثنا أبواليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله: أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها. قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، وقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب. إسناده صحيح.

9- موقف عبد الله بن مسعود من تحريق المصاحف :
لما أمر عثمان بالمصاحف -يعني بتحريقها- ساء ذلك عبد الله بن مسعود وقال: من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليغلل، فإنه من غل شيئا جاء بما غل يوم القيامة.
ثم قال عبد الله: لقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد صبي، أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 شوال 1436هـ/20-07-2015م, 04:15 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,754
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم العبدلي مشاهدة المشاركة
تلخيص مقدمة بن كثير:

طرق التفسير:
الطريق الأول :تفسيرالقرآن بالقرآن،وهوأصح الطرق،فإن أُجْمل في مكان فقد يفسرفي موضع آخر.
الطريق الثاني :السنة، إن لم تجد بالقرآن فعليك بالسنة، لأن السنة شارحة له وموضحة . قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني : السنة.
الطريق الثالث :أقوال الصحابة، فإن لم نجد التفسير في القرآن والسنة أخذنا بأقوالهم لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوابها.
قال أبوعبدالرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا بما فيها من العمل، فتعلمناالقرآن والعمل جميعا.
الطريق الرابع : أقوال التابعين، فإن لم يجد التفسير في الكتاب ولا في السنة ولا عند الصحابة فإنه يرجع إلى قول التابعين، وممن اشتهربالتفسير من التابعين مجاهد بن جبر فإنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحتهإ لى خاتمته، يوقفه عند كل آية.

حكم رواية الإسرائيليات:
الأول:ماعلمنا صحته ممابأيدينا مما يشهد له بالصدق،فذاك صحيح.
الثاني: ماعلمنا كذبه بماعندنا مما يخالفه.
الثالث:ما هو مسكوت عنه، فلا نؤمن به ولانكذبه.

حكم التفسير بالرأي :
حرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال في القرآن برأيه، أوبما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار"
ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير مالا علم لهم به.
فقد روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : أي أرض تقلني؟ وأي سماءتظلني؟ إذاقلت في كتاب الله مالا أعلم.
وروي عن عمر رضي الله عنه لما قرأ قوله تعالى " وفاكهة وأبا" قال : ما الأب؟ ثم قال : إن هذا لهوالتكلف ،فما عليك ألا تدريه .
وروي عن سعيد بن المسيب: أنه كان لايتكلم إلا في المعلم من القرآن.
وقال عبيد الله بن عمر : لقدأدركت فقهاءالمدينة ،وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم : سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع .
وهذه الآثارالصحيحة وماشاكلها عن أئمةالسلف محمولةعلى تحرجهم عن الكلام بما لاعلم لهم به.
أما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه، ولهذا روي عن هؤلاء أقوال في التفسير، ولا منافاة، لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه.
قال ابن عباس : " التفسيرعلى أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها ، وتفسيرلايعذر أحدبجهالته، وتفسيريعلمه العلماء،وتفسيرلايعلمه إلا الله "

ـــــــــــــــــــــــــ
فضائل القرآن :
1- الهيمنة على الكتب قبله.
قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه "
قال ابن عباس :" ومهيمنا عليه " المهيمن الأمين . قال القرآن أمين على كل كتاب قبله .
وروي عن ابن عباس " ومهيمنا عليه " قال مؤتمنا.
وأصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده : قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن، وفي أسماء الله تعالى : المهيمن، وهوالشهيدعلى كل شيء.

2- ابتداء نزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام ،كما أنه كان في زمن شريف وهو رمضان، فاجتمع شرف الزمان والمكان.
سناده:لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينةعشرا.
[ السناد هو الدليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية أو الإجماع ]
والمشهور أنه أقام في مكة ثلاث عشرة سنة، ويحتمل أنه حذف ما زاد عن العشرة اختصارا في الكلام، لأن العرب كثيرا ما يحذفون الكسور في كلامهم، فإنه نزل في ثلاث وعشرين سنة.



تكملة فضائل القرآن:
3-أن القرآن لم ينزل جملة واحدة ولم ينزل متتابعا بل أنزل مفرقا ليكون في ذلك أبلغ العناية والإكرام ، حسب الوقائع ، ومنه المكي والمدني.
قال تعالى " وقرآنا فرقناه على مكث ونزلناه تنزيلا"

4- أن القرآن نزل به خير ملك على خير رسول ، فجبريل ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال تعالى " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين "

5-إعجاز القرآن وأنه أعظم من كل معجزة أعطيها نبي من الأنبياء ، فإن النبي بعث إلى قوم هم من أفصح الخلق وأعلمهم بالبلاغة والشعر وقريض الكلام وضروبه ، لكن جاءهم من الله ما لا قبل لأحد من البشرية من الكلام الفصيح ، البليغ ، الوجيز ، المحتوي على العلوم الكثيرة الصحيحة النافعة ،فأتباعه صلى الله عليه وسلم أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالته ودوامها إلى قيام الساعة ، واستمرار معجزته.
قال تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
" أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة"

6- الأخذ به سبب للنجاة وتركه سبب للهلاك عند اختلاف الأمة ، قال تعالى " إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به "
7- أن القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش خلاصة العرب ، قال تعالى " قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون"


جمع القرآن
معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم العرضة الأخيرة:
عارض جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره مرتين؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته لما مرض: ((وما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي)).أخرجاه في الصحيحين.

[ وأين الحديث عن المعارضة كل عام ، فهي أساس في جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لمقابلته على ما أوحاه إليه ، فيبقي ما بقي ، ويذهب ما نُسخ ]


الجمع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يحفظ في مصحف واحد ، بل كان في صدور الرجال ، وفي العسب واللخاف.


القراء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
الخلفاء الراشدون ، وأبي بن كعب ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وتميم الداري ، عبادة بن الصامت ، عبدالله بن عمرو بن العاص ، وأبو زيد.
ثبت في الصحيحين عن أنس قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. فقيل له: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. وفي لفظ للبخاري عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه.
أبو بكر أقرأ الصحابة :
لما ثبت في الخبر المتواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليؤم القوم أقرؤهم))فلو لم يكن الصديق أقرأ القوم لما قدمه عليهم حيث قدمه صلى الله عليه وسلم ليصلي بالناس في مرض موته.

جمع القرآن في خلافة أبو بكر
الدليل: قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول منأنفسكم عزيز}[التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
:
مسائل وتنبيهات في جمع أبي بكر:
((سبب الجمع في تلك المرحلة ))
لئلا يذهب القرآن بموت من تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أن القتل استحر بقراء القرآن في اليمامة ، حيث روي بسند منقطع أنه قتل منهم خمسمائة.
1- سعة علم وفقه عمر رضي الله عنه ، حيث أنه تنبه لذلك لما استحر القتل في القراء، وراجع أبي بكر في جمع القرآن حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك.
2- تزكية أبي بكر لزيد بن ثابت لكتابة المصاحف وهذه فضيلة لزيد.
3- أن القرآن موجود قبل جمع أبي بكر في صدور الرجال وفي العسب واللخاف.
4- الغرض من تلك المصاحف حفظ كتاب الله فقط ولهذا كانت عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر في حياته ثم عند حفصة لأنها كانت وصيته من أولاده على أوقافه وتركته وكانت عند أم المؤمنين رضيالله عنها، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر: 9.
.
5- خزيمة بن ثابت جعل رسول الله شهادته بشهادتين ،حيث أن عمر لما جمع القرآن كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان . وذلك عن أمر الصديق له في ذلك فقبل من خزيمة بن ثابت آية لم توجد عند غيره كما جاء في حديث زيد السابق :" ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز}[التوبة: 128].
6- فعل أبو بكر وعمر في حفظ كتاب في الصحف من أكبر المصالح الدينية ، لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. هذا إسناده صحيح.
[ يمكنك ِ تخصيص عنوان لكل جملة من هذه الجمل ، كما فعلتِ في سبب الجمع ]


جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
قال البخاري رحمه الله: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}[الأحزاب: 23]،فألحقناها في سورتها في المصحف.
مسائل وتنبيهات في جمع عثمان رضي الله عنه:
1- سبب الجمع : جمع عثمان رضي الله عنه الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوافي القرآن ، وذلك أن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه لما كان غازيا في فتح أرمينية وأذربيجان، وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شتى، ورأى منهم اختلافا كثيرا وافتراقا، فلما رجع إلى عثمان أعلمه وقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.


2- موقف الصحابة من جمع عثمان:
وافقه على ذلك جميع الصحابة ، إلا ابن مسعود فقد روي عنه شيء من التغضب لأنه لم يكن ممن كتب المصاحف ..
قال علي رضي الله عنه : لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
وقال أيضا حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هولصنعته.
قال مصعب بن سعد بن أبي وقاص: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد.وهذا إسناد صحيح.
قال غنيم بن قيس المازني: قرأت القرآن على الحرفين جميعا، والله ما يسرني أن عثمان لم يكتب المصحف، وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلام، فأصبح له مثل ما له. قال: قلنا له: يا أبا العنبر، ولم؟ قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرؤون الشعر.


3- كُتَاب المصحف العثماني :
لما قال حذيفة لعثمان ذلك أفزعه وأرسل إلى حفصة أم المؤمنين أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه الشيخان ليكتب ذلك في مصحف واحد، وينفذه إلى الآفاق، ويجمع الناس على القراءة به وترك ما سواه، ففعلت حفصة وأمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري،أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.

4- ترتيب الآيات :
الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا آياته؛ فإن نكسه أخطأ خطأ كبيرا.
سناده : قال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.
5- ترتيب السور :
من أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه؛ . حكم [ التزام ] ترتيب السور [ في القراءة ] فمستحب اقتداء بعثمان، رضي الله عنه.
سناده : 1- قول عثمان رضي الله عنه : "وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
2-روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم.
3-وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.

6- نشر المصاحف بالآفاق وإلزام الناس بها وإحراق ما عداها:
المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق، مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا، رواه أبو بكر بن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني، سمعه يقوله. وصحح القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف. وهذا غريب، وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق، وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم.

7- موافقة مصحف عثمان العرضة الأخيرة
عثمان رضي الله عنه، جمع قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، فإنه عارضه به عامئذ مرتين؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته لما مرض: ((وما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي)).أخرجاه في الصحيحين.
قال أبو بكر : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدثنا أبو بكر، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار،فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها،قال: وكان عثمان يتعاهدهم، وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه. قال محمد: فقلت لكثير -وكان فيهم فيمن يكتب- : هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا. قال محمد: فظننت ظنا إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله. صحيح .

8- حرق المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر:
لم يحرقها في جملة ما حرقه ،وسبب ترك عثمان رضي الله عنه لهذا المصحف لأنها هي بعينها الذي كتبه، وإنما رتبه، ثم إنه كان قد عاهد حفصة على أن يردها إليها، فما زالت عندها حتى ماتت، ثم أخذها مروان بن الحكم فحرقها وتأول في ذلك ما تأول عثمان
حدثنا محمد بن عوف، حدثنا أبواليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله: أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها. قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، وقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب. إسناده صحيح.

9- موقف عبد الله بن مسعود من تحريق المصاحف :
لما أمر عثمان بالمصاحف -يعني بتحريقها- ساء ذلك عبد الله بن مسعود وقال: من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليغلل، فإنه من غل شيئا جاء بما غل يوم القيامة.
ثم قال عبد الله: لقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد صبي، أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.



أحسنتِ أختي الفاضلة ، زادكِ الله إحسانًا وتوفيقًا.
بالنسبة للمقصد الأول والثاني فقد فاتكِ الكثير من مسائله وأرجو أن تراجعي في ذلك موضوع الشيخ هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7#.VazvAX17M1k
فقد لخصهما وبينهما بيانًا حسنًا.

بالنسبة لمقصد جمع القرآن :
كان الأولى أن نرتب مسائله تحت مراحل جمع القرآن فنجمع المسائل تحت ثلاث مراحل :
الجمع النبوي ، جمع أبي بكر الصديق ، الجمع العثماني.
وما فعلتِه حسنٌ وطيب ، لكن أرجو الانتباه للملحوظات أعلاه.

- السناد هو الدليل الذي يستدل به المؤلف ، وليس كلامه نفسه.


تقييم التلخيص : [ التقييم على المقصد الثالث من مقاصد المقدمة ]
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 17 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) :14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 96 %
بارك الله فيكِ أختي الغالية ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir