بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون}
معنى قوله تعالى ،( يحييكم ) :
1- قال مجاهد: الحق.
2- وقال قتادة: القرآن .
3- وقال السّديّ: الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
4- وقال ابن إسحاق وعروة بن الزبير : الحرب .
5-بعض المفسّرين: الجنّة .
6-قال الواحدي والفراء وابن القيم وجماعة : الجهاد .
علاقة الجهاد بالحياة :
1- الاسلام هو الحياة ويقوى بالجهاد .
2-بالجهاد يدحر أعداء الدين ويعز أهله .
3- بالجهاد نجاة وفوز بالحياة الدنيا وفي حياة البرزخ قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون }
4-وفي الآخرة ،قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}.
فوائد من لآية الكريمة :
1-الحياة الحقيقية تكون في اتباع أوامر الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
2-المسارعة والمبادرة بتنفيذ أوامر الله .
3-اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لانه هو المبلغ عن ربه .
4- أكمل الناس حياة أكثرهم استجابة للرسول صلى الله عليه وسلم .
5- من أعرض عن الاستجابة كانت حياته كحياة البهائم لا روح فيها .
الحياة على نوعين :
1- حياة الجسد :
أ~ يتقوى فيها العبد لطاعة ربه ،فيقبل على ما ينفعه ويبتعد عما يضره.
ب~الصحة نعمة عظيمة يفتقدها المريض والمهموم .
2- حياة القلب :
أ~ حياة القلب هي الهداية التي يقذفها الله في القلب
ب~ تعينه على الحذر من الزلات والمعاصي والاقبال على الطاعات
ج~ كلما كان القلب حياً كان أكثر قدرة على تمييز الحق والباطل وعلى العمل بمقتضى هذا الدين .
مقارنة بين حياة الجسد والقلب :
1- أخبرنا الله عز وجل في كتابه أن وحيه نور ،قال تعالى :{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}
2-الجسد الحي هو الذي يأمر الله الملك بنفخ الروح فيه فتدب في الجسد الحياة .
3-القلب الحي هو الذي حصل له استنارة من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تلقى الروح من أمر الله .
4- أكمل الاحوال من حصل له نفخ من الرسول الملكي بحياة الجسد واستنارة من الرسول صلى الله عليه وسلم فحيا قلبه وتمت له حياة الجسد والقلب .
علاقة النور بالهداية :
قال تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها}
1- شبه الله المعرض عن الهداية بالميت الذي يمشي في الظلام .
2- شبه المهتدي بالحي الذي لديه نور ينير طريقه وطريق الآخرين .
3- المهتدي سبب بعد الله في نجاة نفسه ونجاة غيره في الدنيا والاخرة.
4- نور الهدى يضيء للمؤمن في أصعب المواقف يوم القيامة وهو على الصراط .
وقوله: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}،
معنى الآية :
القول الأول :
قول الجمهور وابن عباس ، يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر والإيمان ، وبين أهل طاعته والمعاصي وبين أهل المعاصي وطاعته .
وجه المناسبة :
أن من تثاقل عن الاستجابة ولم يبادر للاستسلام والانقياد لأوامر الله وأحكام الشرع قد يعاقب بحرمان الهداية وعدم القدرة على الاستجابة بعد ذلك كما قال الحق سبحانه:{فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}.
القول الثاني:
ذكره الواحدي عن قتادة ورجحه ابن القيم ، أن الله عز وجل يكون قريب من القلب مطلع على خفاياه ، فيعلم الله حال قلبه هل هو مستجيب أم أنه أخفى خلاف ذلك .
وجه المناسبة :
أن القلب هو أصل الاستجابة ، فمن لم يكن في قلبه هدى لم تكن له حياة حقيقية ،وهو الأنسب للسياق.
استغفر الله العظيم وأتوب إليه