دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ربيع الأول 1436هـ/4-01-2015م, 01:57 AM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي تلخيص مقاصد الباب الرابع من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن

تلخيص الباب الرابع: في آداب معلم القرآن ومتعلمه

المقصد الكلي للباب :

بيان ما ينبغي للمعلم والطالب أن يقصدا بطلب العلم وبذله , و بيان سمات معلم القرآن في نفسه ومع ربه ومع طلابه, وآداب المتعلم مع العلم والمعلم والأقران , والشروط التي يحسن توفرها في المقرئ والشيخ.


المقاصد الفرعية للباب الرابع :

1) بيان ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بقراءة القرآن وإقرائه
2) خلق المعلم مع نفسه ومع ربه.
3) صفات المعلم الفذ مع طلابه .
4) مندوبات يحسن بمعلم القرآن أن يتحلى بها .
5) آداب المتعلم مع العلم .
6) آداب المتعلم مع المعلم .
7) آداب المتعلم مع اقرانه.
8) شروط يحرص طالب العلم على توفرها فيمن يتعلم منه.
9) أقوال السلف في العلم آداب طالب العلم .

بيان ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بقراءة القرآن وإقرائه:
_ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى، قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} أي: الملة المستقيمة.
_ قبول العمل بحسب النية وفي الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وهذا الحديث من أصول الإسلام.
_ على قدر النية يعطى العامل ؛عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إنما يعطى الرجل على قدر نيته"، وعن غيره: "إنما يعطى الناس على قدر نياتهم".
_ وعن حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى: "الإخلاص: استواء أفعال العبد في الظاهر والباطن".
_ من علامات الإخلاص ؛ عن ذي النون رحمه الله تعالى، قال:"ثلاث من علامات الإخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية العمل في الأعمال، واقتضاء ثواب الأعمال في الآخرة".
_ منزلة الإخلاص بين الرياء والشرك ؛ عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه، قال: "ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".
_ معنى الإخلاص عند السلف ؛ عن سهل التستري رحمه الله تعالى، قال: "نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء، لا نفس ولا هوى ولا دنيا"
_ وعن السري رحمه الله، قال:"لا تعمل للناس شيئا، ولا تترك لهم شيئا، ولا تغط لهم شيئا، ولا تكشف لهم شيئا".
_ معنى الصدق عند السلف ؛ عن القشيري، قال: "أفضل الصدق: استواء الصدق والعلانية".
_ وعن الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى، قال: "الصادق: هو الذي لا يبالي ولو خرج عن كل قدر له في قلوب الخلائق من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله، ولا يكره إطلاع الناس على السيئ من عمله، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم، وليس هذا من أخلاق الصديقين"
_ ثواب الصدق عند الله ؛ "إذا طلبت الله تعالى بالصدق أعطاك الله مرآة تبصر فيها كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة".
_ أن لا يقصد به توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا، من مال أو رياسة أو وجاهة أونحو ذلك.
قال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}
_ ذم من ابتغى بالعلم عرضًا من الدنيا ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) رواه أبو داود بإسناد صحيح، ومثله أحاديث كثيرة.
_ الوعيد لمن طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء ؛ عن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)) رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك، وقال: ((أدخله النار)).
_ التحذير من الرغبة بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه.
_ وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به, فهي علامة سوء النية وفساد الطوية.
_ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: "يا حملة القرآن"، أو قال: "يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى".

خلق المعلم مع نفسه ومع ربه.
_ ينبغي للمعلم أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها:
_ الزهادة في الدنيا عدم المبالاة بها .
_ السخاء والجود ومكارم الأخلاق.
_ طلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة.
_ الحلم والصبر.
_ التنزه عن دنيء المكاسب،
_ ملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع.
_ اجتناب الضحك والإكثار من المزاح.
_ ملازمة الوظائف الشرعية كالتنظيف وتقليم بإزالة الأوساخ والشعور التي ورد الشرع بإزالتها كقص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة.
_ وينبغي للمعلم أن يحذر كل الحذر من الحسد والرياء والعجب، واحتقار غيره وإن كان دونه.
_ وينبغي أن يحرص على الذكر والتسبيح فيما ورد من صحيح الأذكار.
_ وأن يراقب الله تعالى في سره وعلانيته ويحافظ على ذلك.
_ وأن يكون تعويله في جميع أموره على الله تعالى.

صفات المعلم الفذ مع طلابه .
_ الرفق بمن يقرأ عليه،ويحسن إليه بحسب حالهما.
فقد روينا عن أبي هرون العبدي، قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فيقول: "مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا))" رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
وروينا نحوه في مسند الدارمي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
_ يبذل لهم النصيحة .
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة؛ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم.
_ الحنو على الطالب ,والعناية بمصالحه كما يعتني بمصالح ولده ومصالح نفسه، ويُجري المتعلم مجرى ولده في الشفقة عليه والصبر على جفائه وسوء أدبه، ويعذره في قلة أدبه في بعض الأحيان.
_ أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا.
فقد ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "أكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت" وفي رواية: "إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني"
_ أن لا يتعاظم على المتعلمين، بل يلين إليهم ويتواضع لهم، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)).
وعن أبي أيوب السختياني رحمه الله، قال: "ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل".
_ أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية.
_ يكون حريصا على تعليمهم، مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية التي ليست بضرورية , ويراعي أحوالهم وفهومهم ويفرغ قلبه لهم حال جلوسه لإقرائهم .
_ العدل والإنصاف بين الطلاب .
_ يظهر لهم البشر وطلاقة الوجه، ويتفقد أحوالهم ويسأل عمن غاب منهم.
_ لا يفتش عن نيات طلابه؛ فقد قال سفيان وغيره: "طلبهم للعلم نية"، وقالوا: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله" معناه: كانت غايته أن صار لله تعالى.

مندوبات يحسن بمعلم القرآن أن يتحلى بها .
_يصون يديه في حال الإقراء عن العبث، وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة.
_ ويقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار.
_ وتكون ثيابه بيضاء نظيفة.
_ وإذا وصل إلى موضع جلوسه صلى ركعتين قبل الجلوس سواء كان الموضع مسجدا أو غيره، فإن كان مسجدا كان آكد فيه فإنه يكره الجلوس فيه قبل أن يصلي ركعتين، ويجلس متربعا إن شاء أو غير متربع.
روى أبو بكر بن أبي داود السجستاني بإسناده، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان يقرئ الناس في المسجد جاثيا على ركبتيه.
_أن لا يذل العلم ؛فيذهب إلى مكان ينسب إلى من يتعلم منه ليتعلم منه فيه وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه، بل يصون العلم عن ذلك كما صانه عنه السلف رضي الله عنهم، وحكاياتهم في هذا كثيرة مشهورة.
_ أن يكون مجلسه واسعا ليتمكن جلساؤه فيه، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير المجالس أوسعها)) رواه أبو داود في سنته، في أوائل كتاب الآداب بإسناد صحيح، من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

آداب المتعلم مع العلم ومجلس العلم :
_ أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سببا لا بد منه للحاجة.
_وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب)).
_ يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها.
_ ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير.
_ولا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل، وهذا يختلف باختلاف الناس والأحوال..
_ وينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وقوة البدن ونباهة الخاطر وقلة الشواغل قبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة.
_ أن يبكر بقراءته على الشيخ أول النهار، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).
_ أن يحافظ على قراءة محفوظة، وينبغي أن لا يؤثر بنوبته غيره فإن الإيثار مكروه في القُرَب، بخلاف الإيثار بحظوظ النفس فإنه محبوب.
_ ألا يحسد أحدا من رفقته , وأن لا يعجب بنفسه بما خصه الله ,أن يذكر نفسه أنه لم يحصل ما حصله بحوله وقوته وإنما هو فضل من الله.
وطريقه في نفي الحسد: أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذه الفضيلة في هذا، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمة أرادها الله تعالى ولم يكرهها، والله أعلم.
_ إذا دخل مجلس العلم يتأدب بآدابه :
*يدخل على شيخه كامل الخصال متصفا بما ذكرناه في المعلم.
*متطهرا مستعملا للسواك.
*فارغ القلب من الأمور الشاغلة.
*لا يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى استئذان.
* وأن يسلم على الحاضرين إذا دخل ويخصه دونهم بالتحية.
* وأن يسلم عليه وعليهم إذا انصرف كما جاء في الحديث، فليست الأولى بأحق من الثانية.
* ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم، أو يعلم من حالهم إيثار ذلك.
* ولا يقيم أحدا من موضعه، فإن آثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما، إلا أن يكون في تقديمه مصلحة للحاضرين أو أمره الشيخ بذلك.
*ولا يجلس في وسط الحلقة إلا لضرورة, ولا بين صاحبين بغير إذنهما، وإن فسحا له قعد وضم نفسه.

آداب المتعلم مع المعلم .
_ أن يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا وغير ذلك، ويتواضع للعلم، فبتواضعه يدركه، وقد قالوا:
العلم حرب للفتى المتعالي ....... كالسيل حرب للمكان العالي
_ أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله، كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب الناصح الحاذق، وهذا أولى.
_ أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على طبقته فإنه أقرب إلى انتفاعه به، وكان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال " :اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني"، وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: "ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".
وروينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "من حق المعلم عليك: أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن: قال فلان خلاف ما تقول، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه إذا قام، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض أي تشبع من طول صحبته".
_ وأن يقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، ولا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة.
_ أن لا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة ولا يعبث بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا من غير حاجة، بل يكون متوجها إلى الشيخ مصغيا إلى كلامه.
_ أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ وملله واستنفاره وغمه وفرحه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك، مما يشق عليه أو يمنعه من كمال حضور القلب والنشاط، وأن يغتنم أوقات نشاطه.
_ أن يتحمل جفوة الشيخ وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته واعتقاد كماله، ويتأول لأفعاله وأقواله التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة، فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق أو عديمه، وإن جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار إلى الشيخ وأظهر أن الذنب له والعتب عليه، فذلك أنفع له في الدنيا والآخرة وانقى لقلب الشيخ .
_ إذا جاء إلى مجلس الشيخ فلم يجده انتظر ولازم بابه ، وإذا وجد الشيخ نائما أو مشتغلا بمهم لم يستأذن عليه بل يصبر إلى استيقاظه أو فراغه أو ينصرف، والصبر أولى كما كان ابن عباس رضي الله عنهما وغيره يفعلون.

آداب المتعلم مع اقرانه.
_ وينبغي أيضا أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ، فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه.

شروط يحرص طالب العلم على توفرها فيمن يتعلم منه:
_ لا يتعلم إلا ممن كملت أهليته .
_ وظهرت ديانته .
_ وتحققت معرفته .
_ واشتهرت صيانته.
فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: "هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم"

بعض أقوال السلف في العلم آداب طالب العلم :
_ قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: "هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم"
_ كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني".
_ قال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: "ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".
_ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "من حق المعلم عليك: أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن: قال فلان خلاف ما تقول، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه إذا قام، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض أي تشبع من طول صحبته".
_ قالوا: من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا،
_ والأثر المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما: "ذللت طالبا فعززت مطلوبا".
_ وقد أحسن من قال:
من لم يذق طعم المذلة ساعة ....... قطع الزمان بأسره مذلولا
_ وقد أحسن القائل بقوله: "يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة".
_ قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تسودوا"، وهذا معنى قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: "تفقه قبل أن ترأس، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الأول 1436هـ/12-01-2015م, 09:12 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارية السكاكر مشاهدة المشاركة
تلخيص الباب الرابع: في آداب معلم القرآن ومتعلمه

المقصد الكلي للباب :

بيان ما ينبغي للمعلم والطالب أن يقصدا بطلب العلم وبذله , و بيان سمات معلم القرآن في نفسه ومع ربه ومع طلابه, وآداب المتعلم مع العلم والمعلم والأقران , والشروط التي يحسن توفرها في المقرئ والشيخ.


المقاصد الفرعية للباب الرابع :

1) بيان ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بقراءة القرآن وإقرائه
2) خلق المعلم مع نفسه ومع ربه.
3) صفات المعلم الفذ مع طلابه .
4) مندوبات يحسن بمعلم القرآن أن يتحلى بها .
5) آداب المتعلم مع العلم .
6) آداب المتعلم مع المعلم .
7) آداب المتعلم مع اقرانه.
8) شروط يحرص طالب العلم على توفرها فيمن يتعلم منه.
9) أقوال السلف في العلم آداب طالب العلم .

بيان ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بقراءة القرآن وإقرائه:
_ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى، قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} أي: الملة المستقيمة.
_ قبول العمل بحسب النية وفي الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وهذا الحديث من أصول الإسلام.
_ على قدر النية يعطى العامل ؛عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إنما يعطى الرجل على قدر نيته"، وعن غيره: "إنما يعطى الناس على قدر نياتهم".
_ وعن حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى: "الإخلاص: استواء أفعال العبد في الظاهر والباطن".
_ من علامات الإخلاص ؛ عن ذي النون رحمه الله تعالى، قال:"ثلاث من علامات الإخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية العمل في الأعمال، واقتضاء ثواب الأعمال في الآخرة".
_ منزلة الإخلاص بين الرياء والشرك ؛ عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه، قال: "ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".
_ معنى الإخلاص عند السلف ؛ عن سهل التستري رحمه الله تعالى، قال: "نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء، لا نفس ولا هوى ولا دنيا"
_ وعن السري رحمه الله، قال:"لا تعمل للناس شيئا، ولا تترك لهم شيئا، ولا تغط لهم شيئا، ولا تكشف لهم شيئا".
_ معنى الصدق عند السلف ؛ عن القشيري، قال: "أفضل الصدق: استواء الصدق والعلانية".
_ وعن الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى، قال: "الصادق: هو الذي لا يبالي ولو خرج عن كل قدر له في قلوب الخلائق من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله، ولا يكره إطلاع الناس على السيئ من عمله، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم، وليس هذا من أخلاق الصديقين"
_ ثواب الصدق عند الله ؛ "إذا طلبت الله تعالى بالصدق أعطاك الله مرآة تبصر فيها كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة".
_ أن لا يقصد به توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا، من مال أو رياسة أو وجاهة أونحو ذلك.
قال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} .
_ ذم من ابتغى بالعلم عرضًا من الدنيا ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) رواه أبو داود بإسناد صحيح، ومثله أحاديث كثيرة.
_ الوعيد لمن طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء ؛ عن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)) رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك، وقال: ((أدخله النار)).
_ التحذير من الرغبة بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه.
_ وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به, فهي علامة سوء النية وفساد الطوية.
_ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: "يا حملة القرآن"، أو قال: "يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى".

خلق المعلم مع نفسه ومع ربه.
_ ينبغي للمعلم أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها:
_ الزهادة في الدنيا عدم المبالاة بها .
_ السخاء والجود ومكارم الأخلاق.
_ طلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة.
_ الحلم والصبر.
_ التنزه عن دنيء المكاسب ،
_ ملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع.
_ اجتناب الضحك والإكثار من المزاح.
_ ملازمة الوظائف الشرعية كالتنظيف وتقليم بإزالة الأوساخ والشعور التي ورد الشرع بإزالتها كقص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة.
_ وينبغي للمعلم أن يحذر كل الحذر من الحسد والرياء والعجب، واحتقار غيره وإن كان دونه.
_ وينبغي أن يحرص على الذكر والتسبيح فيما ورد من صحيح الأذكار.
_ وأن يراقب الله تعالى في سره وعلانيته ويحافظ على ذلك.
_ وأن يكون تعويله في جميع أموره على الله تعالى.

صفات المعلم الفذ مع طلابه .
_ الرفق بمن يقرأ عليه،ويحسن إليه بحسب حالهما.
فقد روينا عن أبي هرون العبدي، قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فيقول: "مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا))" رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
وروينا نحوه في مسند الدارمي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
_ يبذل لهم النصيحة .
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة؛ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم.
_ الحنو على الطالب ,والعناية بمصالحه كما يعتني بمصالح ولده ومصالح نفسه، ويُجري المتعلم مجرى ولده في الشفقة عليه والصبر على جفائه وسوء أدبه، ويعذره في قلة أدبه في بعض الأحيان.
_ أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا.
فقد ثبت في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "أكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت" وفي رواية: "إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني"
_ أن لا يتعاظم على المتعلمين، بل يلين إليهم ويتواضع لهم، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه)).
وعن أبي أيوب السختياني رحمه الله، قال: "ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل".
_ أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية.
_ يكون حريصا على تعليمهم، مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية التي ليست بضرورية , ويراعي أحوالهم وفهومهم ويفرغ قلبه لهم حال جلوسه لإقرائهم .
_ العدل والإنصاف بين الطلاب .
_ يظهر لهم البشر وطلاقة الوجه، ويتفقد أحوالهم ويسأل عمن غاب منهم.
_ لا يفتش عن نيات طلابه؛ فقد قال سفيان وغيره: "طلبهم للعلم نية"، وقالوا: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله" معناه: كانت غايته أن صار لله تعالى.

مندوبات يحسن بمعلم القرآن أن يتحلى بها .
_يصون يديه في حال الإقراء عن العبث، وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة.
_ ويقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار.
_ وتكون ثيابه بيضاء نظيفة.
_ وإذا وصل إلى موضع جلوسه صلى ركعتين قبل الجلوس سواء كان الموضع مسجدا أو غيره، فإن كان مسجدا كان آكد فيه فإنه يكره الجلوس فيه قبل أن يصلي ركعتين، ويجلس متربعا إن شاء أو غير متربع.
روى أبو بكر بن أبي داود السجستاني بإسناده، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان يقرئ الناس في المسجد جاثيا على ركبتيه.
_أن لا يذل العلم ؛فيذهب إلى مكان ينسب إلى من يتعلم منه ليتعلم منه فيه وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه، بل يصون العلم عن ذلك كما صانه عنه السلف رضي الله عنهم، وحكاياتهم في هذا كثيرة مشهورة.
_ أن يكون مجلسه واسعا ليتمكن جلساؤه فيه، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير المجالس أوسعها)) رواه أبو داود في سنته، في أوائل كتاب الآداب بإسناد صحيح، من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

آداب المتعلم مع العلم ومجلس العلم :
_ أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سببا لا بد منه للحاجة.
_وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب)).
_ يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها.
_ ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير.
_ولا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل، وهذا يختلف باختلاف الناس والأحوال..
_ وينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ والنشاط وقوة البدن ونباهة الخاطر وقلة الشواغل قبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة.
_ أن يبكر بقراءته على الشيخ أول النهار، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).
_ أن يحافظ على قراءة محفوظة، وينبغي أن لا يؤثر بنوبته غيره فإن الإيثار مكروه في القُرَب، بخلاف الإيثار بحظوظ النفس فإنه محبوب.
_ ألا يحسد أحدا من رفقته , وأن لا يعجب بنفسه بما خصه الله ,أن يذكر نفسه أنه لم يحصل ما حصله بحوله وقوته وإنما هو فضل من الله.
وطريقه في نفي الحسد: أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذه الفضيلة في هذا، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمة أرادها الله تعالى ولم يكرهها، والله أعلم.
_ إذا دخل مجلس العلم يتأدب بآدابه :
*يدخل على شيخه كامل الخصال متصفا بما ذكرناه في المعلم.
*متطهرا مستعملا للسواك.
*فارغ القلب من الأمور الشاغلة.
*لا يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى استئذان.
* وأن يسلم على الحاضرين إذا دخل ويخصه دونهم بالتحية.
* وأن يسلم عليه وعليهم إذا انصرف كما جاء في الحديث، فليست الأولى بأحق من الثانية.
* ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم، أو يعلم من حالهم إيثار ذلك.
* ولا يقيم أحدا من موضعه، فإن آثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما، إلا أن يكون في تقديمه مصلحة للحاضرين أو أمره الشيخ بذلك.
*ولا يجلس في وسط الحلقة إلا لضرورة, ولا بين صاحبين بغير إذنهما، وإن فسحا له قعد وضم نفسه.

آداب المتعلم مع المعلم .
_ أن يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا وغير ذلك، ويتواضع للعلم، فبتواضعه يدركه، وقد قالوا:
العلم حرب للفتى المتعالي ....... كالسيل حرب للمكان العالي
_ أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله، كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب الناصح الحاذق، وهذا أولى.
_ أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على طبقته فإنه أقرب إلى انتفاعه به، وكان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال " :اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني"، وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: "ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".
وروينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "من حق المعلم عليك: أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن: قال فلان خلاف ما تقول، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه إذا قام، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض أي تشبع من طول صحبته".
_ وأن يقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، ولا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة.
_ أن لا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة ولا يعبث بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا من غير حاجة، بل يكون متوجها إلى الشيخ مصغيا إلى كلامه.
_ أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ وملله واستنفاره وغمه وفرحه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك، مما يشق عليه أو يمنعه من كمال حضور القلب والنشاط، وأن يغتنم أوقات نشاطه.
_ أن يتحمل جفوة الشيخ وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته واعتقاد كماله، ويتأول لأفعاله وأقواله التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة، فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق أو عديمه، وإن جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار إلى الشيخ وأظهر أن الذنب له والعتب عليه، فذلك أنفع له في الدنيا والآخرة وانقى لقلب الشيخ .
_ إذا جاء إلى مجلس الشيخ فلم يجده انتظر ولازم بابه ، وإذا وجد الشيخ نائما أو مشتغلا بمهم لم يستأذن عليه بل يصبر إلى استيقاظه أو فراغه أو ينصرف، والصبر أولى كما كان ابن عباس رضي الله عنهما وغيره يفعلون.

آداب المتعلم مع اقرانه._ وينبغي أيضا أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ، فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه.

شروط يحرص طالب العلم على توفرها فيمن يتعلم منه:
_ لا يتعلم إلا ممن كملت أهليته .
_ وظهرت ديانته .
_ وتحققت معرفته .
_ واشتهرت صيانته.
فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: "هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم"

بعض أقوال السلف في العلم آداب طالب العلم :
_ قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: "هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم"
_ كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء، وقال: "اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني".
_ قال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: "ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له".
_ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "من حق المعلم عليك: أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن: قال فلان خلاف ما تقول، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تشاور جليسك في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه إذا قام، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض أي تشبع من طول صحبته".
_ قالوا: من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا،
_ والأثر المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما: "ذللت طالبا فعززت مطلوبا".
_ وقد أحسن من قال:
من لم يذق طعم المذلة ساعة ....... قطع الزمان بأسره مذلولا
_ وقد أحسن القائل بقوله: "يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة".
_ قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تسودوا"، وهذا معنى قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: "تفقه قبل أن ترأس، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه".
بارك الله فيك ، ونفع بك ، أداء جيد ومتميز ، أدام الله عليكِ التميز والسداد ، يرجى الانتباه للملاحظات اليسيرة أثناء التصحيح .
تقييم تلخيص الباب الرابع
الشمول : 10 / 10
الترتيب : 5 / 5
التحرير العلمي : 5 / 5
الصياغة : 4 / 5
العرض : 5 / 5
استخلاص مقصد الباب : 10 / 10

إجمالي الدرجات = 39 / 40
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 11:23 AM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي

أرغب بمعرفة الخلل في الصياغة أين؟ لأني لم أفهم القصد من وضع كلمة أقرانه باللون الأحمر


الملاحظات الذي أفهمه منها وأستطيع أداؤه لن أتركه عنوة بالتأكيد لكن أحياناً لاتصلني الفكرة المطلوبة بوضوح أو أفهمها خلاف المطلوب.

جزاكم الله خير وأحسن إليكم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir