دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 صفر 1436هـ/8-12-2014م, 04:24 PM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة محاضرة أنواعُ المؤلفات في علوم القرآن الكريم والإجابة عليها

السؤال الأول : أكمل ما يلي :
1
:المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :كل العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم, سواء كانت خادمة له أو مستنبطة منه.
المعنى الخاص :أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحي شتى، يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا.

2
:أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات متنوعة تضمنت مسائل هذا العلم.
ب: الكتب المؤلفة تأليفا خاصا في هذا العلم.
ج: كتب أفردت نوعا من أنواع علوم القرآن الكريم.


3
:من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب البرهان في علوم القرآن لـبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي.


4:
من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ:الناسخ المنسوخ في القرآن الكريم للإمام أبي عبيدة القاسم بن سلام.
ب:الناسخ المنسوخ في كتاب الله للإمام أبي جعفر النحاس.
ج:الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لمكي بن أبي طالب.


السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1
:بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.

معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم مهم جدا لطالب العلم من حيث اختيار الأمثل منها والأنسب لمستواه وحاجته، وتفيده من جهتين:
أ: في القراءة والتحصيل، فيختار لها الكتب المناسبة الذي يختارها أهل العلم.
ب: في البحث العلمي، لأن طالب العلم المتخصص في علم من العلوم يحتاج إلى مكتبة تعينه على بحوثه.

2
:يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ؛ اذكرها.

1- حقيقة القرأن.
2- مصدره.
3- نزوله.
4- حفظه.
5- نقله.
6- بيانه وتفسيره.
7- لغته وأساليبه.
8- أحكامه.

3:اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث عندما صار مقررا في الجامعات ابتداء بجامعة الأزهر والكليات التي تعنى بدراسة العلو الشرعية في جميع البلاد. فكتبت مقررات دراسية للطلاب وأصبحت بعد ذلك كتبا، كما كتبت رسائل علمية مهمة من قبل طلاب العلم.



السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1
:المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن تأليف مميز، جمع فيه صاحبه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل التي فيهل اشكالات مع حرصه على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن، ويجكم على الآثار ولا يكاد يذكر إلا الصحيح منها.

2
:إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
امتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم، والرد على الأشياء التي فيها ضعف ونظر، واستعرض ما ذكره العلماء في كل موضوع ونبه على الجيد ورد على الأشياء الضعيفة، كما أنه استعرض للمؤلفات التي ألفت في هذا العلم وحكم عليها.



السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1
:الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

من أهم ما أخذ على ابن عقيلة في كتابهالزيادة والإحسان في علوم القرآن:
- أنه اعتمد على كتاب السيوطي فإنه يذكر أنواعا بتمامها ونصها.
- ذكر الروايات الضعيفة والباطلة دون الحكم عليها.
- لم يبين رأيه في أي مسألة.
- ذكر في خواص القرآن بعض الأشياء التي لا تليق به كأمور بدعية والخرافات دون أن يحكم عليها أو يذكر بطلانها.

2
:أسباب النزول للواحدي.
من أهم المؤاخذات على كتاب أسباب النزول للواحدي أنه مليء بالأسانيد المنقطعة والضعيفة.


السؤال الخامس :
1
:اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

جل ما ذكر في الإتقان أساسه في البرهان، وما انفرد به الإتقان لا يعدوا أن تكون قضايا فرعية وكثير منها مذكور بناء على أحاديث لا تصح، أما كتاب البرهان فنصفه أو أكثر منه يتعلق بالقضايا اللغوية.

2
:اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟

هو من أهم الكتب التي ألفت في القرن الرابع عشر، وأُلف بأسلوب شيق وعرض ممتع وتحرير فائق، ومن أهم مميزاته أنه اقتصر على المضوعات الرئيسية، والمبحث الثالث عشر منه وهو (ترجمة القرآن) يعتبر من أنفس ما كتب في هذا الموضوع.
ومن أهم ما أخذ عليه تورط المؤلف في المبحث السادس عشر في محكم القرآن ومتشابهه، فوقع في ذلك أخطاء عقدية ومنهجية.
ورسالة الدكتور خالد السبت للماجستير مناهل العرفان في علوم القرآن دراسة وتقويم من أهم ما صدر لدراسة الكتاب وتقويمه.


تم ولله الحمد.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 01:25 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة خان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة محاضرة أنواعُ المؤلفات في علوم القرآن الكريم والإجابة عليها
إجمالي الدرجات = 92 / 100

(21 / 24)
السؤال الأول : أكمل ما يلي
:
1
:المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :كل العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم, سواء كانت خادمة له أو مستنبطة منه.
المعنى الخاص :أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحي شتى، يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا.

2
:أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات متنوعة تضمنت مسائل هذا العلم. [مسائل من هذا العلم أو بعض مسائل هذا العلم ، أما صياغة مسائل هذا العلم ، فغير سديدة]
ب: الكتب المؤلفة تأليفا خاصا في هذا العلم.
ج: كتب أفردت نوعا من أنواع علوم القرآن الكريم.


3
:من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب البرهان في علوم القرآن لـبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي.
[كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لـلإمام ابن الجوزي ( 597 ه ).]

4:
من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ:الناسخ المنسوخ في القرآن الكريم للإمام أبي عبيدة القاسم بن سلام.
ب:الناسخ المنسوخ في كتاب الله للإمام أبي جعفر النحاس.
ج:الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لمكي بن أبي طالب.


(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1
:بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.

معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم مهم جدا لطالب العلم من حيث اختيار الأمثل منها والأنسب لمستواه وحاجته، وتفيده من جهتين:
أ: في القراءة والتحصيل، فيختار لها الكتب المناسبة الذي يختارها أهل العلم.
ب: في البحث العلمي، لأن طالب العلم المتخصص في علم من العلوم يحتاج إلى مكتبة تعينه على بحوثه.

2
:يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ؛ اذكرها.

1- حقيقة القرأن.
2- مصدره.
3- نزوله.
4- حفظه.
5- نقله.
6- بيانه وتفسيره.
7- لغته وأساليبه.
8- أحكامه.

3:اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث عندما صار مقررا في الجامعات ابتداء بجامعة الأزهر والكليات التي تعنى بدراسة العلو الشرعية في جميع البلاد. فكتبت مقررات دراسية للطلاب وأصبحت بعد ذلك كتبا، كما كتبت رسائل علمية مهمة من قبل طلاب العلم.



(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1
:المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن تأليف مميز، جمع فيه صاحبه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل التي فيهل اشكالات مع حرصه على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن، ويجكم على الآثار ولا يكاد يذكر إلا الصحيح منها.

2
:إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
امتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم، والرد على الأشياء التي فيها ضعف ونظر، واستعرض ما ذكره العلماء في كل موضوع ونبه على الجيد ورد على الأشياء الضعيفة، كما أنه استعرض للمؤلفات التي ألفت في هذا العلم وحكم عليها.



(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1
:الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

من أهم ما أخذ على ابن عقيلة في كتابهالزيادة والإحسان في علوم القرآن:
- أنه اعتمد على كتاب السيوطي فإنه يذكر أنواعا بتمامها ونصها.
- ذكر الروايات الضعيفة والباطلة دون الحكم عليها.
- لم يبين رأيه في أي مسألة.
- ذكر في خواص القرآن بعض الأشياء التي لا تليق به كأمور بدعية والخرافات دون أن يحكم عليها أو يذكر بطلانها.

2
:أسباب النزول للواحدي.
من أهم المؤاخذات على كتاب أسباب النزول للواحدي أنه مليء بالأسانيد المنقطعة والضعيفة.


( 15 / 20 ) السؤال الخامس :
1
:اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

جل ما ذكر في الإتقان أساسه في البرهان، وما انفرد به الإتقان لا يعدوا أن تكون قضايا فرعية وكثير منها مذكور بناء على أحاديث لا تصح، أما كتاب البرهان فنصفه أو أكثر منه يتعلق بالقضايا اللغوية.
من أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما ( علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة ) للدكتور حازم سعيد حيدر .

2:اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
هو من أهم الكتب التي ألفت في القرن الرابع عشر، وأُلف بأسلوب شيق وعرض ممتع وتحرير فائق، ومن أهم مميزاته أنه اقتصر على المضوعات الرئيسية، والمبحث الثالث عشر منه وهو (ترجمة القرآن) يعتبر من أنفس ما كتب في هذا الموضوع.
ومن أهم ما أخذ عليه تورط المؤلف في المبحث السادس عشر في محكم القرآن ومتشابهه، فوقع في ذلك أخطاء عقدية ومنهجية.
ورسالة الدكتور خالد السبت للماجستير مناهل العرفان في علوم القرآن دراسة وتقويم من أهم ما صدر لدراسة الكتاب وتقويمه.


تم ولله الحمد.
إجمالي الدرجات = 92 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 07:43 PM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

فهرسة مسائل آداب التلاوة
ما ورد في ماهية النصيحة لكتاب الله تعالى وأنها من النصيحة للدين
- عن تميم الداري رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)).قلنا: لمن. قال:((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).رواه مسلم في صحيحه
- النصيحة لكتاب الله تكون بأمور:
§ بالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ثم بتعظيمه.
§ بتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة.
§ بالذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين والتصديق بما فيه.
§ بالوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه. والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه.
§ بنشر علومه والدعاء إليه. نقل ذلك النووي عن بعض العلماء في كتابه التبيان.
لا يكتب القرآن إلا في شيء طاهر، والنهي عن كتابته على الأرض ولعن من فعل ذلك
- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: {نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يكتب القرآن على الأرض}.
- عن عمر بن عبد العزيز أنهقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا تكتبوا القرآن إلّا في شيءٍ طاهرٍ).
- وعنه أنه مرّ على رجلٍ قد كتب في الأرض، يعني قرآنًا أو شيئًا من ذكر اللّه، فقال: (لعن اللّه من كتبه، ضعوا كتاب اللّه مواضعه).
- وعنه أنه قال: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ.
- رواها جميعا عبيد الله العكبري الحنبلي في كتابه الابانة الكبرى.
كراهية أن يمحى اسم الله تعالى أو القرآن من اللوح بالبصاق أو الريق أو الرجل
- عن خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا:{أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى أن يمحى اسم اللّه بالبصاق}.
- قال مجاهد: {كانوا يكرهون أن يمحى اسم الله بالريق}.
- عن يحي بن الصامت أنه سأل عبد الله بن المبارك عن الألواح، يكون فيها مكتوب القرآن، أيكره للرّجل أن يمحوه بالبزاق؟ قال: (نعم أكرهه، ليمسحها بالماء).وفي رواية أخرى: قال: سألته عن الألواح، يكون فيها مكتوب القرآنأيكره أن يمحوه الرّجل برجله؟ قال: نعم، قال: ليمحه بالماء، ثمّ يضربه برجله.
- عن ابن عباس: أنّه رأى رجلًا يمحو لوحًا برجله، فنهاه وقال: ((لا تمح القرآن برجلك)).
- قال بشر:أكره أن يمحو الصّبيان، ألواحهم بأرجلهم في الكتّاب، وينبغي للمعلّم أن يؤدّبهم على هذا.
- رواها جميعا عبيد الله العكبري الحنبلي في كتابه الابانة الكبرى.
- قال عبيد الله العكبري الحنبلي بعد سوقه لحديث الخمسة وهذه الآثار في كتابه : فتفهّموا رحمكم اللّه ما روي عن هؤلاء الأئمّة العلماء رحمهم اللّه من إعظام القرآن وإجلاله وتنزيهه، ولو كان حكاية القرآن لما احتاجوا إلى هذا التّشديد.
حكم قول سورة صغيرة أو قصيرة وما أشبه ذلك، وما يستحسن قوله في وصفها
§ من كره أن يقال سورة قصيرة أو صغيرة أو خفيفة
- عن أبي العالية أنه قال له رجل: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال:" أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم.رواه القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
- عن ابن سيرين: أن خالد الحذاء قال له: سورة خفيفة. فقال:"من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول:{إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول:{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.رواه القاسم بن سلام. وعن أبي العالية نحوه عند أبي بكر السجستاني.
§ من رخص في أن يقال سورة قصيرة أو صغيرة
- عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الفجر بأوّل المفصّل، فقرأ ذات يومٍ بقصار المفصّل، فقيل له، فقال: ((إنّي سمعت بكاء صبيٍّ، فأحببت أن أفرغ له أمّه)).
- وعنه قال: (صلّى بنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بأقصر سورتين في المفصّل)، قال أبو المتوكل الناجي قلت له: ما هما؟ قال: بأقصر سورتين من القرآن، قالها ثلاث مرّاتٍ.
- قال زيد بن ثابتٍ لمروان: ما لك لا تقرأ في المغرب بقصار المفصّل؟ (لقد كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في المغرب بطولى الطّولتين)، فقلت لعروة: وما طولى الطّولتين؟ قال الأنعام والأعراف.
- عن عمر أنه كان يغلّس بالفجر وينوّر، ويقرأ سورة يوسف ويونس ومن قصار المثاني المفصّل.
- كتب عمر رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعريّ (أن اقرأ في المغرب بقصار المفصّل، وفي العشاء بوسط المفصّل، وفي الفجر بطوال المفصّل.
- لمّا طعن عمر كادت الشّمس أن تطلع، فقدّموا عبد الرّحمن بن عوفٍ، فأمّهم بأقصر سورتين في القرآن: النّصر (إذا جاء نصر اللّه والفتح)، و الكوثر(إنّا أعطيناك الكوثر).
- عن إبراهيم أنه قال: (كانوا يقرءون في السّفر في الفجر بالسّور القصار).
- قال الضّحّاك: (كان أولئك يصلّون بالسّور القصار يردّدها، ويعملون بالقرآن، وسيأتي عليكم زمانٌ يهذّ فيه القرآن لا يجاوز تراقي بعضهم).
- عن ابن عمر أنه ذكر عنده المفصّل فقال: وأيّ القرآن ليس بمفصّلٍ؟ ولكن قولوا: قصار السّور، وصغار السّور.
- ذكر هذه النقولاتأبو بكر السجستاني في كتابه المصاحف.
§ خلاصة الأقوال في المسألة
- اختلف السلف في حكم قول سورة صغيرة أو قصيرة وما أشبه ذلك إلى قولين:
القول الأول: كراهية ذلك، فكرهتها جماعة منهم أبو العالية وابن سيرين رحمهم الله، واستحسنا قول سورة يسيرة في وصفها، وقالا القرآن كله عظيم.
القول الثاني: جواز ذلك، كما ورد ذلك عن جماعة من الصحابة في قولهم قصار السور أو المفصل وفي رواية ابن عمر رضي الله عنه أنه قال قولوا قصار السّور، وصغار السّور.
ما ورد في قول "المفصل"
- عن ابن عمر أنه كان يكره أن يقول: المفصّل، ويقول:(القرآن كلّه مفصّلٌ، ولكن قولوا: قصار القرآن).
- وعن ، أنه قال:(سألني عمر، كم معك من القرآن ؟ قلت: عشر سورٍ، فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن ؟ قال: سورةٌ، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير، أنّه قال: فإن كنتم متعلّمين منه بشيءٍ فعليكم بهذا المفصّل فإنّه أحفظ).
- رواهما ابنُ أبي شيبة في مصنفه.
من كره أن يقال: قرأت القرآن كله، أو قرأت سورة كذا حتى أدبرتها، تأدبا وتعظيما.
- عن ابن عمر، أنّه كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كلّه.
- عن حبّة بن سلمة أنه قال له رجل: قرأت القرآن كلّه: فقال: وما أدركت منه. وكان حبة من أصحاب عبد الله.
- عن عبد الله بن سلمة، قال: قال حذيفة:ما تقرؤون ربعها يعني براءة.
- رواها ابنُ أبي شيبة في مصنفه.
- عن أم الدرداء أنه صحبها رجل, فقالت له: "هل تحسن من القرآن شيئا ؟" قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها. فقالت: "وإن القرآن ليدبر ؟"، فكفت دابتها، وقالت:"خذ أي طريق شئت. رواه القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
التأدب في السؤال عن شيء في القرآن
- قال النووي: من أراد السؤال عن تقديم آية على آية في المصحف، أو مناسبة هذه الآية في هذا الموضع، ونحو ذلك ينبغي أن يقول: ما الحكمة في كذا. قاله في كتابه التبيان.
متى يكون الخطأ في تلاوة القرآن
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى، ولا أن يختم الآية بحكيم عليم ، أو عليم حكيم، أو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن يجعل فيه ما ليس منه، أو أن يختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة. رواه أبو عبيد الهروي في كتابه فضائل القرآن.
- مذهب أثر ابن مسعود ومعنى كلامه: أراد أن هذه الحروف من نعت الله عزوجل فلا يجوز للسامع أن يخطّئ من يقولها ولكن يقول له: هو كذا وكذا، وبهذا قال أبو العالية، وليس وجهه أن يضع كل حرف من هذا في موضع الآخر، وهو عامد لذلك، ويجوز له أن يقول: أخطأت إذا سمع رجلا ختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، لأنه خلاف الحكاية عن الله عز وجل. قاله أبو عبيد.
من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا
- عن ابن مسعود أنه سأله رجلٌ : {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم} فجعل الرّجل يقول: ذرّياتهم، فجعل الرّجل يردّدها ويردّدها، ولا يقول: ليس كذا.
- قال إبراهيم: إنّي لأكره أن أشهد عرض القرآن فأقول كذا وليس كذا.
- عن الأعمش أنه قال: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مررت بحرفٍ ينكره لم يقل لي: ليس كذا وكذا، ويقول: كان علقمة يقرأه كذا وكذا.
- وعنه أنه قال: قال لي إبراهيم: إنّ إبراهيم التّيميّ يريد أن تقرئه قراءة عبد الله، قلت: لا أستطيع، قال: بلى، فإنّه قد أراد ذاك، قال: فلمّا رأيته قد هوي ذاك، قلت: فيكون هذا بمحضرٍ منك فنتذاكر حروف عبد الله فقال: اكفني هذا، قلت: وما تكره من هذا ؟ قال: أكره أن أقول لشيءٍ هو هكذا، وليس هو هكذا، أو أقول فيها واوٌ وليس فيها واوٌ.
- عن شعيبٍ أنه قال: كان أبو العالية يقرئ النّاس القرآن، فإذا أراد أن يغيّر على الرجل لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنّه يقول: اقرأ آية كذا، فذكرته لإبراهيم فقال: أظنّ صاحبكم قد سمع، أنّه من كفر بحرفٍ منه، فقد كفر به كلّه.
- روى هذه المرويات ابنُ أبي شيبة في مصنفه.
كراهية إتيان حامل القرآن الملوك إكراما للقرآن
- عن أبي عبيد أنه قال: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك. نقله عنه السخاوي في كتابه جمال القراء.
كراهية تلاوة الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا وأن يجعل للقرآن نظيرا من قول الانسان وفعله
- قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا.
- معنى أثر إبراهيم: هو كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه، فيقول كالمازح:{جئت على قدر يا موسى}. وهذا من الاستخفاف بالقرآن. قاله أبو عبيد.
- قال ابن شهاب:لا تناظر بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- لا يجعل للقرآن ولا للسنة نظير من القول ولا الفعل. قاله أبو عبيد وهو توضيح لقول بن شهاب.
- ذكر هذه النقولات السخاوي في كتابه جمال القراء.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 08:44 PM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
يجب الإخلاص في تلاوة القران، وينبغي للتالي له أن يكون غرضه به وجه الله، لا لينال به عرضا من الدنيا بالتياهي به أو التأكل به وغير ذلك، فيتعجل أجره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح, يتعجلون أجره , ولا يتأجلونه. فعلى القارئ أن يدخر أجره يوم لا ينفع مال ولا بنون بل العمل الذي أريد به وجه الله، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ،
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)(رواه مسلم)

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
يستحب الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها وهو الذي عليه عمل الصحابة، سوى الفريضة فاختلفوا فيه إلى ثلاثة أقوال: فمنعها بعض العلماء، وبعضهم قالوا باستحبابه، وقال الآخرون بالجواز دون الاستحباب، ودليلهم في ذلك أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته ذلك والصحابة كانوا حريصين في أخذ ذلك عنه ولأن هذا لا يعد من كلام الناس وإنما الذي منعنا منه في الصلاة هوكلام الناس، وسبب قولهم بالجواز عموم لفظ الحديث إذ أنه أمر ولم يمنع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ والتين والزيتون فقال:{أليس الله بأحكم الحاكمين}، فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين)).رواه أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف.


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
الراجح فيه وجوب رد السلام باللفظ دون الإشارة، ثم يستأنف الاستعاذة ويعاود التلاوة.كما قال النووي رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ربيع الثاني 1436هـ/22-01-2015م, 11:54 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة خان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
يجب الإخلاص في تلاوة القران، وينبغي للتالي له أن يكون غرضه به وجه الله، لا لينال به عرضا من الدنيا بالتياهي به أو التأكل به وغير ذلك، فيتعجل أجره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح, يتعجلون أجره , ولا يتأجلونه. فعلى القارئ أن يدخر أجره يوم لا ينفع مال ولا بنون بل العمل الذي أريد به وجه الله، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ،
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)(رواه مسلم)
لو توسعت قليلا، فالأحاديث والآثار والأقوال في هذا الباب وفيرة
10/10

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
يستحب الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها وهو الذي عليه عمل الصحابة، سوى الفريضة فاختلفوا فيه إلى ثلاثة أقوال: فمنعها بعض العلماء، وبعضهم قالوا باستحبابه، وقال الآخرون بالجواز دون الاستحباب، ودليلهم في ذلك أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته ذلك والصحابة كانوا حريصين في أخذ ذلك عنه ولأن هذا لا يعد من كلام الناس وإنما الذي منعنا منه في الصلاة هوكلام الناس، وسبب قولهم بالجواز عموم لفظ الحديث إذ أنه أمر ولم يمنع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ والتين والزيتون فقال:{أليس الله بأحكم الحاكمين}، فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين)).رواه أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف.
بارك الله فيك، لكن الصحيح أن نذكر من أصحاب هذه الأقوال وحجة كل قول، هذه هي طريقة العرض العلمي الصحيح لهذه الفتاوى، ويمكنك عرض الأقوال في هذه المسألة على التنظيم التالي، على أن تذكري أصحاب كل قول وحجته بالتفصيل:

اقتباس:
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها

الأحاديث والآثار الواردة في الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من قال بالاستحباب في الصلاة عموما فرضا كانت أو نفلا
من قال بالاستحباب في النفل دون الفرض
من قصر الشهادة للآيات وجواب أسئلتها على ما ورد فيه النص، يستوي في
ذلك الفرض والنفل
- من قال بالمنع
حكمها للمأموم
9/10

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
الراجح فيه وجوب رد السلام باللفظ دون الإشارة، ثم يستأنف الاستعاذة ويعاود التلاوة.كما قال النووي رحمه الله.
لا نريد الراجح فقط، وليس هذا الهدف من هذه الأسئلة أن يرجح الطالب، إنما يسوق جميع ما قيل في المسألة بتقسيم وعرض حسن للأقوال الواردة فيها، ثم يرجح إن ترجح منها شيء
9/10
الدرجة: 28/30
ممتازة يا أختي زادك الله هدى وتوفيقا
وأثني على جهدك وتميزك أدام الله عليك هذه النعمة

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 02:47 AM
نفيسة خان نفيسة خان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد :
ذكر من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

· من اتفق في حفظه من الصحابة
-أبي بن كعب.
-ومعاذ بن جبل.
-وزيد بن ثابت.
-وأبو زيد.
-عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. رواه أبو داود.
-وعن محمّد بن سيرين، قال: كان أصحابنا لا يختلفون، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ كلّهم من الأنصار: معاذ بن جبلٍ وأبيّ بن كعبٍ وزيدٌ، وأبو زيدٍ. رواه ابن أبي شيبه.
-قال الحافظ البيهقي: هذه الرواية أصح من غيرها، وأسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد.
*فوائد:
-الصحيح في اسم أبي زيد أن اسمه: قيس بن السكن، وليس سعد ابن عبيد فإنه كان أوسيا وأبو زيد خزرجي، كما رجح ذلك ابن حجر برواية أبي داود.
-زيد ابن ثابت رضي الله عنه: هو ممن شهد العرضة الأخيرة: قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ : ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ، وإنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين.
· أقوال العلماء في المراد بالحصر في قول أنس "ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ" و مما يدل على وجود حفاظ آخرين من الصحابة غير الأربعة.
- قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله : أن الحديث ليس للحصر وأن حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة ويشهد لصحة ذلك:
1- كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة.
2- وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء
3- قول عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
- قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله: (وما كان من ألفاظها للحصر فليس محمولا على ظاهره وله تأويل.
-بعض التأويلات التي ذكرها القاضي أبو بكر وغيره للحديث :
1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
2- أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
3-أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
4- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
5- أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
6-أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
7- أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
-قال المازري: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.
-نقل ذلك كله أبو شامة المقدسي في كتابه [المرشد الوجيز]
-قال ابن حجر: في غالب الاحتمالات التي سبق ذكرها تكلف.
-وذكر ابن حجر احتمالين آخرين فقال: يجوز أن لا يكون لقول أنسٍ "أربعةٌ" مفهومٌ لكن رواية سعيدٍ، عن قتادة في أول الحديث (افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس منا أربعةٌ من اهتز له العرش سعد بن معاذٍ ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابتٍ ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامرٍ ومن حمته الدبر عاصم بن ثابتٍ فقال الخزرج منا أربعةٌ جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهمالآن من عند الطبري) صريحةٌ في الحصر، ويحتمل مع ذلك أن مراد أنسٍ لم يجمعه غيرهم أي من الأوس بقرينة المفاخرة المذكورة ولم يرد نفي ذلك عن المهاجرين. ثم ساق الأدلة على وجود حفظة غير هؤلاء الأربعة سيأتي ذكرها. [فتح الباري]
· معنى "القراء " عند السلف
-قال ابن حجر: قول البخاري (باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أي الذين اشتهروا بحفظ القرآن والتصدي لتعليمه وهذا اللفظ كان في عرف السلف أيضًا لمن تفقه في القرآن.[فتح الباري]
-سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة فذكر:
1-من المهاجرين: أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
2-من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
3-من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
-ثم قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء. [كتاب القراءات.]

· حديث "خذوا القرآن من أربعة"
-عن عبد الله ابن عمرو أنه ذكر عبد الله بن مسعودٍ فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ. رواه البخاري
-قال ابن حجر: الظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد منهم جماعةٌ من الصحابة. [فتح الباري]
· الحفاظ من الصحابة غير الأربعة المتفق فيهم

-ذكر من جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كله
-عثمان بن عفان :عن الشعبي (ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان).
-عبد الله ابن مسعود : عن عبد الله رضي الله عنه قال: « والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه) رواه البخاري.
-وعنه أنه قال لو أعلم أحدًا تبلغنيه الإبل أحدث عهدًا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته أو قال لتكلفت أن آتيه. نقلها ابن حجر عن أبي عبيدة من طريق بن سيرين.
-وعنه قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله أقرئه، فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-وعنه قال: : قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً وإنّ زيد بن ثابتٍ له ذؤابتان في الكتاب.
-عبد الله بن عمرو : قال عبد الله بن عمرو : جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر)).
-رواهما ابن أبي شيبة.
-أبو الدرداء : عن الشّعبيّ، قال: قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبيٌّ ومعاذٌ وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء وسعيد بن عبيدٍ. رواه ابن أبي شيبه
قال الشّعبيّ: وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم.
-سعد بن عبيد :عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: قرأه معاذٌ وأبيّ وسعدٌ، وأبو زيدٍ. رواه ابن أبي شيبه.
-ذكر من لم يجمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كله
-سالم مولى أبي حذيفة : عن عبد الله ابن عمرو قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ. رواه البخاري
وقال الشعبي: وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ،فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
-مجمع بن جارية: عن الشعبي (وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين). رواه ابن أبي شيبه
-وعبد الله بن عباس : عن ابن عبّاسٍ، قال: جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل. رواه ابن أبي شيبه.
-علي بن أبي طالب: عن محمّد بن سيرين قال: لمّا استخلف أبو بكرٍ قعد عليٌّ في بيته فقيل لأبي بكرٍ فأرسل إليه: أكرهت خلافتي، قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس، فقال أبو بكرٍ: نعم ما رأيت. رواه ابن أبي شيبه
-ذكر من اختلف في حفظه ولم يرد في حفظه دليل صريح
-أبو بكر رضي الله عنه:
-قال ابن حجر: يظهر من كثيرٍ من الأحاديث أن أبا بكرٍ كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يشهد على ذلك:
1- أنه رضي الله عنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك.
2-شدة حرص أبي بكرٍ على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرةً وعشيةً.
3-حديث مسلم (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) و أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكرٍ أن يؤم في مكانه لما مرض فيدل على أنه كان أقرأهم. [فتح الباري]
-قال ابن عثيمين رحمه الله: أستبعد غاية البعد أن هؤلاء الأجلة أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا لم يحفظوا القرآن، فإن ورد فينظر في الإسناد، فإن صح السند فلعل الراوي تكلم بما لديه من علم، ويمكن أن لم يصله علم في ذلك.
تأليف القرآن عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وترتيب سوره أمر توقيفي
مما يدل على أن تأليف القرآن كان عن الله ورسوله:
- حديث عثمان ابن عفان أنه قال:كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.رواه أبو جعفر النحاس
- قال أبو جعفر في هذا الحديث بيان على أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه .
- الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
-حديث أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أنهم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.
- حديث أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل).
-قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.)
-ذكر جميع ذلك الإمام أبو جعفر النحاس في [الناسخ والمنسوخ].
-قال ابن عبد الله الزركشي: ثبت من هذا الحديث أن القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف، واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين. [البرهان في علوم القرآن]
-قال النووي: اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه، فلما كان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقتل كثير من حملة القرآن خاف موتهم واختلاف من بعدهم فيه، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم في جمعه في مصحف فأشاروا بذلك فكتبه في مصحف وجعله في بيت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها. التبيان في آداب حملة القرآن.[التبيان في آداب حملة القرآن]


والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 جمادى الأولى 1436هـ/7-03-2015م, 10:24 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,754
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة خان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد :
ذكر من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

· من اتفق في حفظه من الصحابة
-أبي بن كعب.
-ومعاذ بن جبل.
-وزيد بن ثابت.
-وأبو زيد.
-عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. رواه أبو داود.
-وعن محمّد بن سيرين، قال: كان أصحابنا لا يختلفون، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ كلّهم من الأنصار: معاذ بن جبلٍ وأبيّ بن كعبٍ وزيدٌ، وأبو زيدٍ. رواه ابن أبي شيبه.
-قال الحافظ البيهقي: هذه الرواية أصح من غيرها، وأسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد.
*فوائد:
-الصحيح في اسم أبي زيد أن اسمه: قيس بن السكن، وليس سعد ابن عبيد فإنه كان أوسيا وأبو زيد خزرجي، كما رجح ذلك ابن حجر برواية أبي داود.
-زيد ابن ثابت رضي الله عنه: هو ممن شهد العرضة الأخيرة: قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ : ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ، وإنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين.
· أقوال العلماء في المراد بالحصر في قول أنس "ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ" و مما يدل على وجود حفاظ آخرين من الصحابة غير الأربعة.
- قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله : أن الحديث ليس للحصر وأن حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة ويشهد لصحة ذلك:
1- كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة.
2- وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء
3- قول عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
- قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله: (وما كان من ألفاظها للحصر فليس محمولا على ظاهره وله تأويل.
-بعض التأويلات التي ذكرها القاضي أبو بكر وغيره للحديث :
1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
2- أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
3-أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
4- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
5- أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
6-أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
7- أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
-قال المازري: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.
-نقل ذلك كله أبو شامة المقدسي في كتابه [المرشد الوجيز]
-قال ابن حجر: في غالب الاحتمالات التي سبق ذكرها تكلف.
-وذكر ابن حجر احتمالين آخرين فقال: يجوز أن لا يكون لقول أنسٍ "أربعةٌ" مفهومٌ لكن رواية سعيدٍ، عن قتادة في أول الحديث (افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس منا أربعةٌ من اهتز له العرش سعد بن معاذٍ ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابتٍ ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامرٍ ومن حمته الدبر عاصم بن ثابتٍ فقال الخزرج منا أربعةٌ جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهمالآن من عند الطبري) صريحةٌ في الحصر، ويحتمل مع ذلك أن مراد أنسٍ لم يجمعه غيرهم أي من الأوس بقرينة المفاخرة المذكورة ولم يرد نفي ذلك عن المهاجرين. ثم ساق الأدلة على وجود حفظة غير هؤلاء الأربعة سيأتي ذكرها. [فتح الباري]
· معنى "القراء " عند السلف
-قال ابن حجر: قول البخاري (باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أي الذين اشتهروا بحفظ القرآن والتصدي لتعليمه وهذا اللفظ كان في عرف السلف أيضًا لمن تفقه في القرآن.[فتح الباري]
-سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة فذكر:
1-من المهاجرين: أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
2-من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
3-من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
-ثم قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء. [كتاب القراءات.]

· حديث "خذوا القرآن من أربعة"
-عن عبد الله ابن عمرو أنه ذكر عبد الله بن مسعودٍ فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ. رواه البخاري
-قال ابن حجر: الظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد منهم جماعةٌ من الصحابة. [فتح الباري]
· الحفاظ من الصحابة غير الأربعة المتفق فيهم

-ذكر من جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كله
-عثمان بن عفان :عن الشعبي (ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان).
-عبد الله ابن مسعود : عن عبد الله رضي الله عنه قال: « والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه) رواه البخاري.
-وعنه أنه قال لو أعلم أحدًا تبلغنيه الإبل أحدث عهدًا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته أو قال لتكلفت أن آتيه. نقلها ابن حجر عن أبي عبيدة من طريق بن سيرين.
-وعنه قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله أقرئه، فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-وعنه قال: : قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً وإنّ زيد بن ثابتٍ له ذؤابتان في الكتاب.
-عبد الله بن عمرو : قال عبد الله بن عمرو : جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر)).
-رواهما ابن أبي شيبة.
-أبو الدرداء : عن الشّعبيّ، قال: قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبيٌّ ومعاذٌ وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء وسعيد بن عبيدٍ. رواه ابن أبي شيبه
قال الشّعبيّ: وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم.
-سعد بن عبيد :عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: قرأه معاذٌ وأبيّ وسعدٌ، وأبو زيدٍ. رواه ابن أبي شيبه.
-ذكر من لم يجمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كله
-سالم مولى أبي حذيفة : عن عبد الله ابن عمرو قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ. رواه البخاري
وقال الشعبي: وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ،فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
-مجمع بن جارية: عن الشعبي (وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين). رواه ابن أبي شيبه
-وعبد الله بن عباس : عن ابن عبّاسٍ، قال: جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل. رواه ابن أبي شيبه.
-علي بن أبي طالب: عن محمّد بن سيرين قال: لمّا استخلف أبو بكرٍ قعد عليٌّ في بيته فقيل لأبي بكرٍ فأرسل إليه: أكرهت خلافتي، قال: لا، لم أكره خلافتك، ولكن كان القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس، فقال أبو بكرٍ: نعم ما رأيت. رواه ابن أبي شيبه
-ذكر من اختلف في حفظه ولم يرد في حفظه دليل صريح
-أبو بكر رضي الله عنه:
-قال ابن حجر: يظهر من كثيرٍ من الأحاديث أن أبا بكرٍ كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يشهد على ذلك:
1- أنه رضي الله عنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك.
2-شدة حرص أبي بكرٍ على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرةً وعشيةً.
3-حديث مسلم (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) و أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكرٍ أن يؤم في مكانه لما مرض فيدل على أنه كان أقرأهم. [فتح الباري]
-قال ابن عثيمين رحمه الله: أستبعد غاية البعد أن هؤلاء الأجلة أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا لم يحفظوا القرآن، فإن ورد فينظر في الإسناد، فإن صح السند فلعل الراوي تكلم بما لديه من علم، ويمكن أن لم يصله علم في ذلك.
تأليف القرآن عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وترتيب سوره أمر توقيفي
مما يدل على أن تأليف القرآن كان عن الله ورسوله:
- حديث عثمان ابن عفان أنه قال:كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.رواه أبو جعفر النحاس
- قال أبو جعفر في هذا الحديث بيان على أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه .
- الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
-حديث أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أنهم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.
- حديث أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل).
-قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.)
-ذكر جميع ذلك الإمام أبو جعفر النحاس في [الناسخ والمنسوخ].
-قال ابن عبد الله الزركشي: ثبت من هذا الحديث أن القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف، واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين. [البرهان في علوم القرآن]
-قال النووي: اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه، فلما كان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقتل كثير من حملة القرآن خاف موتهم واختلاف من بعدهم فيه، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم في جمعه في مصحف فأشاروا بذلك فكتبه في مصحف وجعله في بيت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها. التبيان في آداب حملة القرآن.[التبيان في آداب حملة القرآن]


والحمد لله رب العالمين

أحسنتِ أختي الفاضلة ، ولو ميزت عناوين المسائل الرئيسية فجعلتِ خطها أكبر لتظهر للقارئ بشكل أفضل ، وكذلك فصل المسائل في أ على التلخيص ليسهل مراجعتها.
وأضع بين يديكِ نموذجا لتلخيص هذا الموضوع وأرجو أن تتأملي طريقة عرضه وترتيب مسائله.

اقتباس:
ذكر من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم


عناصر الموضوع:
·
ذكر من جمع القرآن حفظا من الصحابة
-
من الخلفاء الراشدين
-
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
-
من المهاجرين
-
من الأنصار
-
من أجمع العلماء على جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-
من اختلف العلماء في جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-
من ذكر أنه بقي له من القرآن شيء لم يحفظه
-
حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن
·
الأدلة على عدم حصر الحفاظ على من جاء ذكرهم في الآثار
·
تأويل حصر العدد
· حصر عدد الحفاظ في بعض الآثار لا ينفي تواتر القرآن
·
ما جاء في فضل بعض حفاظ الصحابة
·
ما قيل في تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة حفظ الصحابة على ذلك


تلخيص مسائل: من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

· ذكر من جمع القرآن حفظا من الصحابة
- من الخلفاء الراشدين
- قال الشعبي: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان؛ [ ذكره النحاس، وأبو شامة، والزركشي]
- قال الزركشي: رد على الشعبي قوله بأن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وأبي بن كعب وهو أقرأ من أبي بكر، وقد قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وهو مشكل
- وقد ذكر أبو عبيدٍ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أول "كتاب القراءات" فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، ونقله أبو شامة وابن حجر
- قال ابن حجر: يظهر من كثيرٍ من الأحاديث أن أبا بكرٍ كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستدل بما يلي:
· أنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك
· شدة حرص أبي بكرٍ على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة ملازمته له.
· أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤم في مكانه، وصح عنه أنه قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، فدل على أنه كان أقرأهم.
- ذكرالذهبي الذين عرضوا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن وهم سبعة؛ فذكر منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب.
- وروي عن علي رضي الله عنه أنه جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
عن علي أنه قال: " .. كان القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس .."رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
عائشة وحفصة وأم سلمة، كما ذكر أبو عبيد في أول "كتاب القراءات"، ونقله عنه أبو شامة وابن حجر.

- من المهاجرين
- ذكر أبو عبيدٍ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعدًا وحذيفة وسالمًا وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة. ذكره الزركشي، وابن حجر.
- قال ابن حجر: ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعد ابن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضًا تميم بن أوسٍ الداري وعقبة بن عامرٍ.
- وممن جمعه أيضًا أبو موسى الأشعري ذكره أبو عمرٍو الداني.
- وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص.
- وأخرج النسائي بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عمر قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلةٍ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأه في شهرٍ الحديث وأصله في الصحيح.

- من الأنصار

- عن قتادة، قال: «سألت أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " أربعةٌ، كلهم من الأنصار: أبي بن كعبٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ » رواه البخاري ورواه ابن أبي شيبة بلفظ مقارب. عن أنسٍ أن أبا زيدٍ اسمه قيس بن السكن أحد عمومته.
- وعن الشعبي جمعه ستة: أبي وزيد ومعاذ وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد.
- وعد ابن أبي داود في كتاب الشريعة من الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن جارية وفضالة بن عبيدٍ ومسلمة بن مخلدٍ وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعد بعض المتأخرين من القراء سعد بن عبادٍ وأم ورقة.
- وقد روى ابن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري» وإسناده حسنٌ مع إرساله

- من أجمع العلماء على جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قال البيهقي: أسند عن ابن سيرين أنه قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد ..[ذكره أبو شامة، والزركشي]

- من اختلف العلماء في جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن سيرين: واختلفوا في رجلين من ثلاثة: أبو الدرداء، وعثمان، وقيل عثمان وتميم الداري.

-
من ذكر أنه بقي له من القرآن شيء لم يحفظه

- قال الشّعبيّ: ".. وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ»
- ذكره النحاس وقال: فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
- وعن الشعبي أن مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة. [ذكره الزركشي]
- وروي عن علي رضي الله عنه أنه جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
- عن ابن عبّاسٍ، قال: «جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن
- قال المازري: حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون.
- قال النووي: كان طوائف من الصحابة يحفظون أبعاضا منه.
- الزركشي: وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلهم بالغون حد التواتر، وجاء في ذلك أخبار ثابتة في الترمذي والمستدرك وغيرهما من حديث ابن عباس قال:" كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا".وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

· الأدلة على عدم حصر الحفاظ على من جاء ذكرهم في الآثار
- كثرة القراء المقتولين يوم اليمامة.
- قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
- عدم ذكر عبد الله بن عمرو في الآثار، وقد قال: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
- صعوبة حصر الحفاظ مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد.
- مع ما جاء من الاضطراب في العدد، وإن خرجت في الصحيحين، فليس منه شيء مرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[هذا حاصل ما استدل به القاضي أبو بكر الطيب، والقرطبي والماوردي، ونقله عنهم أبو شامة والزركشي وابن حجر]

· تأويل حصر العدد
- ذكر القاضي وغيره أنه قد يكون سبب ذلك تفرد المذكورين بما يلي:
- جمع القرآن على جميع الوجوه والأحرف والقراآت التي نزل بها.
- أو جمع ما نسخ منه وما لم ينسخ.
- أو تلقي جميعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أو إظهار جمعه والانتصاب لتلقينه.
- أو جمعه حفظا وكتابة.
- أو ذكر إكماله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أو جمعه بالسمع والطاعة له والعمل بموجبه.
[قال ابن حجر: في غالب هذه الاحتمالات تكلفٌ ولا سيما الأخير]
- أو أن هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا فكثير.
- أو أنهم ذكروا العدد المذكور لسبب خاص، كما يحتمل في أثر أنس رضي الله عنه أن يكون على وجه المفاخرة، أو لشدة تعلقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم. رجح هذا ابن حجر.

· حصر عدد الحفاظ في بعض الآثار لا ينفي تواتر القرآن
قال المازري: قد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا. [ذكره أبو شامة]

· ما جاء في فضل بعض حفاظ الصحابة
- عن مسروقٍ، ذكر عبد الله بن عمرٍو عبد الله بن مسعودٍ فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ» رواه البخاري وابن أبي داوود.
- قال ابن حجر: قوله خذوا القرآن من أربعةٍ أي تعلموه منهم
- وقال الكرماني: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك.
- قال ابن حجر: وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين ...فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن
- عن شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال: «والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم»، قال شقيقٌ: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك). رواه البخاري
- قال ابن حجر: وقع في رواية عبدة وأبي شهابٍ جميعًا عن الأعمش أني أعلمهم بكتاب الله بحذف من وزاد ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه وهذا لا ينفي إثبات من فإنه نفى الأغلبية ولم ينف المساواة
وقال: الأعلمية بكتاب الله لا تستلزم الأعلمية المطلقة بل يحتمل أن يكون غيره أعلم منه بعلومٍ أخرى فلهذا قال وما أنا بخيرهم.
- عن مسروقٍ، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» ). رواه البخاري
- عن عبد الله، قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله أقرئه، فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
- قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين، وولاه أبو بكر رضي الله عنه جمع المصحف. [ذكره علي الخَازِنُ]

· ما قيل في تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة حفظ الصحابة على ذلك
- عن ابن سيرين، قال: قلتُ لعكرمة: ألَّفوه كما أنزل؛ الأوَّلَ فالأوَّلَ؟ فقال: (لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا) رواه محمد البجلي في فضائل القرآن
- قال عثمان بن عفان: (كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا ..) رواه أبو جعفر النحاس.
- قال: فيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه.
- قال: ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور، وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران..
- واستدل على ذلك أيضا بما رواه عن أبي رافع عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
- قال النحاس: وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.
- قال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال)






تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
= 95 %

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ربيع الثاني 1436هـ/22-01-2015م, 11:45 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة خان مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل آداب التلاوة
ما ورد في ماهية النصيحة لكتاب الله تعالى وأنها من النصيحة للدين
- عن تميم الداري رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)).قلنا: لمن. قال:((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).رواه مسلم في صحيحه
- النصيحة لكتاب الله تكون بأمور:
§ بالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ثم بتعظيمه.
§ بتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة.
§ بالذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين والتصديق بما فيه.
§ بالوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه. والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه.
§ بنشر علومه والدعاء إليه. نقل ذلك النووي عن بعض العلماء في كتابه التبيان.
وعلاقة الحديث بموضوع الأدب مع القرآن، أن الأدب مع القرآن من معاني النصيحة له، راجعي كلام النووي: ثم تعظيمه ..

لا يكتب القرآن إلا في شيء طاهر، والنهي عن كتابته على الأرض ولعن من فعل ذلك
- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: {نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يكتب القرآن على الأرض}.
- عن عمر بن عبد العزيز أنهقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا تكتبوا القرآن إلّا في شيءٍ طاهرٍ).
- وعنه أنه مرّ على رجلٍ قد كتب في الأرض، يعني قرآنًا أو شيئًا من ذكر اللّه، فقال: (لعن اللّه من كتبه، ضعوا كتاب اللّه مواضعه).
- وعنه أنه قال: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ.
- رواها جميعا عبيد الله العكبري الحنبلي في كتابه الابانة الكبرى.
كراهية أن يمحى اسم الله تعالى أو القرآن من اللوح بالبصاق أو الريق أو الرجل
- عن خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا:{أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى أن يمحى اسم اللّه بالبصاق}.
- قال مجاهد: {كانوا يكرهون أن يمحى اسم الله بالريق}.
- عن يحي بن الصامت أنه سأل عبد الله بن المبارك عن الألواح، يكون فيها مكتوب القرآن، أيكره للرّجل أن يمحوه بالبزاق؟ قال: (نعم أكرهه، ليمسحها بالماء).وفي رواية أخرى: قال: سألته عن الألواح، يكون فيها مكتوب القرآنأيكره أن يمحوه الرّجل برجله؟ قال: نعم، قال: ليمحه بالماء، ثمّ يضربه برجله.
- عن ابن عباس: أنّه رأى رجلًا يمحو لوحًا برجله، فنهاه وقال: ((لا تمح القرآن برجلك)).
- قال بشر:أكره أن يمحو الصّبيان، ألواحهم بأرجلهم في الكتّاب، وينبغي للمعلّم أن يؤدّبهم على هذا.
- رواها جميعا عبيد الله العكبري الحنبلي في كتابه الابانة الكبرى.
- قال عبيد الله العكبري الحنبلي بعد سوقه لحديث الخمسة وهذه الآثار في كتابه : فتفهّموا رحمكم اللّه ما روي عن هؤلاء الأئمّة العلماء رحمهم اللّه من إعظام القرآن وإجلاله وتنزيهه، ولو كان حكاية القرآن لما احتاجوا إلى هذا التّشديد.
اكتفي ببعض الأدلة حال كثرتها، خاصة إذا كانت شبه متطابقة ولا تضيف كثيرا في المسألة، فيذكر بعضها ويشار إلى البقية باختصار.

حكم قول سورة صغيرة أو قصيرة وما أشبه ذلك، وما يستحسن قوله في وصفها
§ من كره أن يقال سورة قصيرة أو صغيرة أو خفيفة
- عن أبي العالية أنه قال له رجل: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال:" أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم.رواه القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
- عن ابن سيرين: أن خالد الحذاء قال له: سورة خفيفة. فقال:"من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول:{إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول:{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.رواه القاسم بن سلام. وعن أبي العالية نحوه عند أبي بكر السجستاني.
§ من رخص في أن يقال سورة قصيرة أو صغيرة
- عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الفجر بأوّل المفصّل، فقرأ ذات يومٍ بقصار المفصّل، فقيل له، فقال: ((إنّي سمعت بكاء صبيٍّ، فأحببت أن أفرغ له أمّه)).
- وعنه قال: (صلّى بنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بأقصر سورتين في المفصّل)، قال أبو المتوكل الناجي قلت له: ما هما؟ قال: بأقصر سورتين من القرآن، قالها ثلاث مرّاتٍ.
- قال زيد بن ثابتٍ لمروان: ما لك لا تقرأ في المغرب بقصار المفصّل؟ (لقد كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في المغرب بطولى الطّولتين)، فقلت لعروة: وما طولى الطّولتين؟ قال الأنعام والأعراف.
- عن عمر أنه كان يغلّس بالفجر وينوّر، ويقرأ سورة يوسف ويونس ومن قصار المثاني المفصّل.
- كتب عمر رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعريّ (أن اقرأ في المغرب بقصار المفصّل، وفي العشاء بوسط المفصّل، وفي الفجر بطوال المفصّل.
- لمّا طعن عمر كادت الشّمس أن تطلع، فقدّموا عبد الرّحمن بن عوفٍ، فأمّهم بأقصر سورتين في القرآن: النّصر (إذا جاء نصر اللّه والفتح)، و الكوثر(إنّا أعطيناك الكوثر).
- عن إبراهيم أنه قال: (كانوا يقرءون في السّفر في الفجر بالسّور القصار).
- قال الضّحّاك: (كان أولئك يصلّون بالسّور القصار يردّدها، ويعملون بالقرآن، وسيأتي عليكم زمانٌ يهذّ فيه القرآن لا يجاوز تراقي بعضهم).
- عن ابن عمر أنه ذكر عنده المفصّل فقال: وأيّ القرآن ليس بمفصّلٍ؟ ولكن قولوا: قصار السّور، وصغار السّور.
- ذكر هذه النقولاتأبو بكر السجستاني في كتابه المصاحف.
§ خلاصة الأقوال في المسألة
- اختلف السلف في حكم قول سورة صغيرة أو قصيرة وما أشبه ذلك إلى قولين:
القول الأول: كراهية ذلك، فكرهتها جماعة منهم أبو العالية وابن سيرين رحمهم الله، واستحسنا قول سورة يسيرة في وصفها، وقالا القرآن كله عظيم.
القول الثاني: جواز ذلك، كما ورد ذلك عن جماعة من الصحابة في قولهم قصار السور أو المفصل وفي رواية ابن عمر رضي الله عنه أنه قال قولوا قصار السّور، وصغار السّور.
ما ورد في قول "المفصل"
- عن ابن عمر أنه كان يكره أن يقول: المفصّل، ويقول:(القرآن كلّه مفصّلٌ، ولكن قولوا: قصار القرآن).
- وعن ، أنه قال:(سألني عمر، كم معك من القرآن ؟ قلت: عشر سورٍ، فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن ؟ قال: سورةٌ، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير، أنّه قال: فإن كنتم متعلّمين منه بشيءٍ فعليكم بهذا المفصّل فإنّه أحفظ).
- رواهما ابنُ أبي شيبة في مصنفه.
والآثار كثيرة في المسألة قبلها

من كره أن يقال: قرأت القرآن كله، أو قرأت سورة كذا حتى أدبرتها، تأدبا وتعظيما.
- عن ابن عمر، أنّه كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كلّه.
- عن حبّة بن سلمة أنه قال له رجل: قرأت القرآن كلّه: فقال: وما أدركت منه. وكان حبة من أصحاب عبد الله.
- عن عبد الله بن سلمة، قال: قال حذيفة:ما تقرؤون ربعها يعني براءة.
- رواها ابنُ أبي شيبة في مصنفه.
- عن أم الدرداء أنه صحبها رجل, فقالت له: "هل تحسن من القرآن شيئا ؟" قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها. فقالت: "وإن القرآن ليدبر ؟"، فكفت دابتها، وقالت:"خذ أي طريق شئت. رواه القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
التأدب في السؤال عن شيء في القرآن
- قال النووي: من أراد السؤال عن تقديم آية على آية في المصحف، أو مناسبة هذه الآية في هذا الموضع، ونحو ذلك ينبغي أن يقول: ما الحكمة في كذا. قاله في كتابه التبيان.
متى يكون الخطأ في تلاوة القرآن
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى، ولا أن يختم الآية بحكيم عليم ، أو عليم حكيم، أو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن يجعل فيه ما ليس منه، أو أن يختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة. رواه أبو عبيد الهروي في كتابه فضائل القرآن.
- مذهب أثر ابن مسعود ومعنى كلامه: أراد أن هذه الحروف من نعت الله عزوجل فلا يجوز للسامع أن يخطّئ من يقولها ولكن يقول له: هو كذا وكذا، وبهذا قال أبو العالية، وليس وجهه أن يضع كل حرف من هذا في موضع الآخر، وهو عامد لذلك، ويجوز له أن يقول: أخطأت إذا سمع رجلا ختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، لأنه خلاف الحكاية عن الله عز وجل. قاله أبو عبيد.
من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا
- عن ابن مسعود أنه سأله رجلٌ : {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم} فجعل الرّجل يقول: ذرّياتهم، فجعل الرّجل يردّدها ويردّدها، ولا يقول: ليس كذا.
- قال إبراهيم: إنّي لأكره أن أشهد عرض القرآن فأقول كذا وليس كذا.
- عن الأعمش أنه قال: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مررت بحرفٍ ينكره لم يقل لي: ليس كذا وكذا، ويقول: كان علقمة يقرأه كذا وكذا.
- وعنه أنه قال: قال لي إبراهيم: إنّ إبراهيم التّيميّ يريد أن تقرئه قراءة عبد الله، قلت: لا أستطيع، قال: بلى، فإنّه قد أراد ذاك، قال: فلمّا رأيته قد هوي ذاك، قلت: فيكون هذا بمحضرٍ منك فنتذاكر حروف عبد الله فقال: اكفني هذا، قلت: وما تكره من هذا ؟ قال: أكره أن أقول لشيءٍ هو هكذا، وليس هو هكذا، أو أقول فيها واوٌ وليس فيها واوٌ.
- عن شعيبٍ أنه قال: كان أبو العالية يقرئ النّاس القرآن، فإذا أراد أن يغيّر على الرجل لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنّه يقول: اقرأ آية كذا، فذكرته لإبراهيم فقال: أظنّ صاحبكم قد سمع، أنّه من كفر بحرفٍ منه، فقد كفر به كلّه.
- روى هذه المرويات ابنُ أبي شيبة في مصنفه.
كراهية إتيان حامل القرآن الملوك إكراما للقرآن
- عن أبي عبيد أنه قال: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك. نقله عنه السخاوي في كتابه جمال القراء.
كراهية تلاوة الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا وأن يجعل للقرآن نظيرا من قول الانسان وفعله
- قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا.
- معنى أثر إبراهيم: هو كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه، فيقول كالمازح:{جئت على قدر يا موسى}. وهذا من الاستخفاف بالقرآن. قاله أبو عبيد.
- قال ابن شهاب:لا تناظر بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- لا يجعل للقرآن ولا للسنة نظير من القول ولا الفعل. قاله أبو عبيد وهو توضيح لقول بن شهاب.
- ذكر هذه النقولات السخاوي في كتابه جمال القراء.
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك،
وقد اجتهدت بارك الله فيك في ترتيب المسائل، وإن كنا لم نصل للترتيب الأمثل بعد.
هذا التصنيف للمسائل تحت ستة عناصر تقريبا تيسر فهمها ودراستها
اقتباس:

1- الأدب مع القرآن من معاني النصيحة له
2- من إكرام القرآن ألا يؤتى به أبواب الملوك
3- من التأدب مع القرآن عدم المناظرة به على شيء من أمور الدنيا
4- أدب السؤال عن شيء في القرآن
5- أدب الحديث عن القرآن وسوره وآياته وتلاوته
كراهة قول: "أخطأت" للقاريء إ
ذا أبدل حرفا مكان حرف في تلاوته.
كراهة أن يقال لمن يعرض القرآن: "ليس كذا"
إذا أبدل حرفا مكان حرف
كراهة نعت السور بالصغيرة أو الكبيرة أو الخفيفة
- من خالف هذا الرأي من السلف
كراهة أن يقال: أدبرت سورة كذا
كراهة قول: "المفصل"
- من خالف هذا الرأي من السلف
كراهة أن يقال: قرأت القرآن كله

6-أدب كتابة القرآن

لا يكتب القرآن إلا في شيء طاهر
النهي عن كتابته على الأرض
عدم محوه من اللوح بالبصاق أو الريق أو الرجل
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 14 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 20 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 69/70

وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir