منظومة الزمزمي
تلخيص موضوع ( الناسخ والمنسوخ )
النوع الحادى عشر والثاني عشر : الناسخ والمنسوخ
كَمْ صَنَّفُوا فِي ذَيْنِ مِنْ أَسْفَارِ = وَاشْتَهَرَتْ فِي الضَّخْمِ وَالْإِكْثَارِ
وَنَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى = تَرْتِيبُهُ إلَّا الَّذِي قَدْ ثَبَتَا
مِنْ آيَةِ الْعِدَّةِ لَا يَحِلُّ = لَكَ النَِّسَاءُ صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ
وَالنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أَوْ لِلتِّلَاوَةِ = أَوْ لَهُمَا كَآيَةِ الرَّضَاعَةِ
___________
المعنى العام للأبيات :
صنف العلماء كتب كثيرة وضخمة في الناسخ والمنسوخ اشتهرت والناسخ يقع ولابد في ترتيبه بعد المنسوخ وكذلك في القرآن يوافق الواقع إلا موضعين هم آية العدة وآية لا يحل لك النساء
والنسخ له أقسام ثلاثة وهم للحكم فقط دون التلاوة كآية العدة المتقدمة أو للتلاوة فقط دون الحكم كآية الرجم أو للتلاوة والحكم معا كآية الرضاع
المسائل التى اشتمل عليها الدرس :
أ- مفاهيم ودلالات : ( الشيخ الخضير والمساوي )
1- النسخ لغة: الإزالة أو النقل، من نسخت الشمس الظل، أو من نسخت ما في الكتاب
واصطلاحاً: رفع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم، على وجه لولاه لثبت مع تراخيه عنه
(كم): هذه للتكثير.
(صنفوا): يعني العلماء.
(في ذينِ): يعني الناسخ والمنسوخ.
(من أسفارِ): أي كتب.
(واشتهرت): تلك الكتب.
(في الضخم): يعني في الحجم الكبير.
(والإكثار): يعني منها المطولات.
ب- مسائل في الشرح : ( الشيخ الخضير والمساوي)
1- فائدة معرفة الناسخ والمنسوخ :
النسخ من أهم ما يُعنى به طالب العلم، ولا يجوز لأحد أن يتصدى للتفسير، أو للإفتاء، أو للقضاء وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ، وقد ذكر عن علي_رضي الله تعالى عنه_ أنه سمع قاصاً فقال له:" أتعرف الناسخ والمنسوخ"، قال: لا، قال :"هلكت وأهلكت"
2- شبهة إنكار النسخ :
أنكر النسخ طائفة من المبتدعة يقول:" أنه يستلزم البدا"؛ لأن الله _جل وعلا_ لما ذكر الحكم الأوّل كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر بل بدا له أن ينسخ ومدام هذا اللازم فالملزوم باطل، فالنسخ لا يجوز وقال بذلك اليهود قبل هذه الطائفة وهذا قول باطل فالنسخ واقع في النصوص، ومنصوص عليه في قول الله _جل وعلا_{ما ننسخ من آية أو ننسها}، وثابت في السنة أيضا والأدلة عليه أكثر من أن تذكر كما له من المقاصد الكثيرة التى تدل على حكمة الله جل وعلا
3- من مقاصد النسخ :
- أن الحكم المنسوخ هو عين المصلحة في وقته بالنسبة للمكلفين، ثم تتغير هذه المصلحة لتغير الزمان أو أهل الزمان، فيكون من المناسب أن يخفف عنهم أو يشدد عليهم أو يبدل الحكم بحكم آخر أو إلى غير بدل
- ومن المقاصد أيضا امتحان المكلفين، المكلف حينما يؤمر بأمر واحد ويضطرد فيه ويمشي عليه، سهل أن ينقاد له؛ لكن إذا أمر بأمر وتأقلم عليه ومشى عليه ثم نهي عنه هذا يحتاج إلى احتمال وصبر وانقياد وإذعان وهذا من باب الامتحان للمكلفين .
4- أفضل الكتب في الناسخ والمنسوخ
من أفضل الكتب في الناسخ والنسوخ بالنسبة للقرآن "النحاس"، وبالنسبة للسنة "الحازمي"
5- أقسام النسخ وآياته :
نسخ الجكم دون التلاوة مثل
- {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعًا إلى الحول غير إخراج}، الحول منسوخ بأربعة أشهر وعشرا {يتربصن بأنفسهن أربعة أشهرٍ وعشرا}
- قوله تعالى ( لا يحل لك النساء )... الآية في سورة الأحزاب، نسختها آية قبلها في سورة المجادلة، وهي: {إنا أحللنا لك أزواجك ...}
نسخ التلاوة دون الحكم مثل
كآية الرجم، وهي: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)، كانت في سورة الأحزاب، فنسخت رواه الحاكم وغيره عن عمر رضي الله عنه.
نسخ للتلاوة والحكم معا
وذلك (كآية الرضاعة)، وهي ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: "كان فيما انزل: عشر رضعات معلومات يحرمن، فنسخن بخمس رضعات معلومات يحرمن"، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن ما يقرأ من القرآن، أي يقرؤهن من لم يبلغه نسخهن، دون من بلغه نسخهن، ولكن الآن الآيتان كلتاهما منسوختان، فالأولى تلاوة وحكماً، وهو محل الشاهد، والثانية تلاوة فقط فالحكم ثابت
6- الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة
كما في الإتقان، من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم والعمل به، كذلك يتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه، فأبقيت التلاوة لهذه الحكمة.
والثاني: أن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً للنعمة، ورفعاً للمشقة .
7- فائدة في الآيات المنسوخة
قال في الإتقان عن ابن العربي: كل ما في القرآن من الأمر بالصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم، منسوخ بآية السيف، وهي قوله تعالى: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ...} الآية، فإنها نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية .
____________
انتهى ولله الحمد من قبل ومن بعد