اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس مصطفى البيضاوي
|
#4
والسَّيِّئاتُ في كِفَّةٍ؛ كمَا قالَ تعالى:
{وَنَضَعُ المَوَازِيْنَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وإِنْ كَانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبينَ}.
ثمَّ تُنْشَرُ الدَّواوينُ، وهيَ صحائفُ الأعمالِ، {فأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ؛ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيْنَقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} أَوْ مِنْ وراءِ ظَهْرِهِ؛ {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا}، ويقولُ: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوْتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ}؛ قَالَ تعالَى:
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرى المُجْرِمينَ مُشْفِقينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولونَ يا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغيرَةً ولاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.
لا داعي لفصل الكلام على سطرين ، فيكون:
[فصل الآيات يكون بـ* ]
والسَّيِّئاتُ في كِفَّةٍ؛ كمَا قالَ تعالى: {وَنَضَعُ المَوَازِيْنَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وإِنْ كَانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبينَ}.
ثمَّ تُنْشَرُ الدَّواوينُ، وهيَ صحائفُ الأعمالِ، {فأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيْنَقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} أَوْ مِنْ وراءِ ظَهْرِهِ؛ {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا}، ويقولُ: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوْتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ}؛ قَالَ تعالَى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرى المُجْرِمينَ مُشْفِقينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولونَ يا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغيرَةً ولاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.
ومثله :
(65) قولُهُ: ((ويحاسبُ اللهُ الْخَلاَئِقَ…)) إلخ. الْمُرادُ بتلكَ المحاسبةِ تَذْكِيرُهمْ وَإِنْبَاؤُهُمْ بمَا قدَّموهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ {أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ}؛ قالَ تعالى:
{ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلونَ}.
وفي الحديثِ الصَّحيحِ:
((مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ)).
فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟)).
فقالَ: ((إنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكُ)).
وأَمَّا قولُهُ: ((وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ))؛ فقَدْ وَرَدَ عن ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: ((أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي مِنْهُ عَبْدَهُ المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليهِ كَنَفَهُ، وَيُحَاسِبُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ حتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَأَيْقَنَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ؛ قالَ لَهُ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ)).
وأَمَّا قولُهُ: (فإنَّهُ لاَ حسناتَ لهُمْ)؛ يعني: الكفارَ؛ لقولِهِ تعالى:
{وقَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُورًا}.
وقولِه: {مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ}.
والصَّحيحُ (أنَّ) أعمالَ الخيرِ التَّي يعملهَا الكافرُ يُجَازَى بهَا في الدُّنيا فقطْ، حتَّى إذَا جاءَ يومُ القيامةِ وجدَ صحيفةَ حسناتِهِ بَيْضَاءَ.
وقيلَ: يخفَّفُ بهَا عنهُ من عذابِ غيرِ الْكُفْرِ.
يصبح:
(65) قولُهُ: ((ويحاسبُ اللهُ الْخَلاَئِقَ…)) إلخ. الْمُرادُ بتلكَ المحاسبةِ تَذْكِيرُهمْ وَإِنْبَاؤُهُمْ بمَا قدَّموهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ {أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ}؛ قالَ تعالى: {ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلونَ}.
وفي الحديثِ الصَّحيحِ: ((مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ)).
فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟)). فقالَ: ((إنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكُ)).
وأَمَّا قولُهُ: ((وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ))؛ فقَدْ وَرَدَ عن ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: ((أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي مِنْهُ عَبْدَهُ المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليهِ كَنَفَهُ، وَيُحَاسِبُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا يَوْمَ كَذَا؟ حتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَأَيْقَنَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ؛ قالَ لَهُ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ)).
وأَمَّا قولُهُ: (فإنَّهُ لاَ حسناتَ لهُمْ)؛ يعني: الكفارَ؛ لقولِهِ تعالى: {وقَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُورًا}. وقولِه: {مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ}.
والصَّحيحُ (أنَّ) أعمالَ الخيرِ التَّي يعملهَا الكافرُ يُجَازَى بهَا في الدُّنيا فقطْ، حتَّى إذَا جاءَ يومُ القيامةِ وجدَ صحيفةَ حسناتِهِ بَيْضَاءَ.
وقيلَ: يخفَّفُ بهَا عنهُ من عذابِ غيرِ الْكُفْرِ.
****
فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟)). --> يصبح هكذا: فقالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: (يا رَسُولَ اللهِ! أَوَ لَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟).
#5
ثم ذَكَرَ الشَّيخُ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّ الحسابَ على نوعَيْنِ: --> بالعنابي
النَّوعُ الأوَّلُ: حسابُ المؤمِنِ، قال فيه: (ويَخْلو بعبدِه المؤمِنِ فيُقرِّرُه بذُنوبِه، كما وُصِفَ ذَلِكَ بالكتابِ والسُّنَّةِ)
#7
قَوْلُهُ: وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ وَهِيَ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ، نَشْرُ الدَّوَاوِينِ فَتْحُهَا وَبَسْطُهَا.
يُجعل للكلام قوسين:
قَوْلُهُ: (وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ) وَهِيَ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ، نَشْرُ الدَّوَاوِينِ فَتْحُهَا وَبَسْطُهَا.
وَأَمَّا الكُفَّارُ وَالمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: --> بالأسود {هَـؤُلاءِ الذين كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالمِينَ} أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
قَالَ عِيَاضٌ: قَوْلُهُ "عُذِّبَ" لهُ مَعْنَيَانِ: --> بالعنابي
وَحَكَى القُرْطُبِيُّ فِي صِفَةِ وَزْنِ عَمَلِ الكَافِرِ وَجْهَيْنِ: --> بالعنابي