بسمِ اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ
قالَ الشيخُ الإمامُ العالِمُ، العاملُ الفاضلُ الكاملُ، المتْقِنُ المحقِّقُ مَجْمَعُ الفضائلِ، فريدُ دَهْرِهِ ، ولسانُ عصْرِهِ ، بدْرُ الدِّينِ أبو عبدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ ابنُ الإمامِ حُجَّةِ العرَبِ مُحَمَّدِ بنِ مالكٍ الطَّائِيُّ الجَيَّانِيُّ، تَغَمَّدَهُ اللَّهُ برحمتِهِ .
أمَّا بعدَ حمدِ اللَّهِ سُبحانَهُ بِمَا لَهُ مِن الْمَحامِدِ على ما أَسْبَغَ مِنْ نِعمةِ البَوادِئِ والعوائدِ . والصلاةُ والسلامُ على سَيِّدِنا محمَّدٍ المُرْسَلِ رَحمةً للعالَمِينَ، وقُدوةً للعارِفينَ ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الطاهرينَ، وعلى سائرِ عِبادِ اللَّهِ الصالحينَ ؛ فإني ذَاكِرٌ في هذا الكتابِ أُرْجُوزَةَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ في عِلْمِ النحوِ الْمُسَمَّاةَ بالْخُلاصةِ ... رَاجيًا مِن اللَّهِ تعالى حُسْنَ التأييدِ والتوفيقِ والتسديدِ بِمَنِّهِ وعَوْنِهِ.
قالَ مُحَمَّدٌ هوَ ابْنُ مالكِ = أَحْمَدُ رَبِّي اللَّهَ خيرَ مالِكِ
مُصَلِّيًا على النبيِّ الْمُصْطَفَى = وآلِهِ المُسْتَكْمِلِينَ الشُّرَفَا
وأَسْتَعِينُ اللَّهَ في أَلْفِيَّهْ = مقاصِدُ النحوِ بها مَحْوِيَّهْ
تُقَرِّبُ الأقْصَى بلَفْظٍ مُوجَزِ = وتَبْسُطُ البذْلَ بوَعْدٍ مُنْجَزِ
وتَقْتَضِي رِضًى بغيرِ سُخْطِ = فائِقَةً ألْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي
وهوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيلَا = مستوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلَا
واللَّهُ يَقْضِي بِهِباتٍ وَافِرَةْ = لِيولَهُ في دَرجاتِ الآخِرَةْ