تكملة تلخيص القسم الثالث من حلية طالب العلم
64- احذر الجدل البيزنطي:
أي الجدل العقيم، أو الضئيل-الذي لا فائدة منه-، إذ هو:
1- يصد عن السبيل.
2- ويقسي القلب.
وهدي السلف: الكف عن كثرة الخصام والجدال، وأن التوسع فيه من قلة الورع؛ كما قال الحسن إذ سمع قوماً يتجادلون: "هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم، فتكلموا".
أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق، ويكون جدل مبني على السماحة، وعدم التنطع. فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125).
65- لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها:
يا طالب العلم ؛ اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى على طريقة السلف، ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهجاً، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام.
نواقض هذه الحلية:
اعلم أن من أعظم خوارمها المفسدة لنظام عقدها:
1 – إفشاء السر، وهو محرم؛ لأنه خيانة للأمانة.
2 – و نقل الكلام من قوم إلى آخرين. وهذه هي النميمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتات). أي: نمام.
3 – و الصلف واللسانة. الصلف: يعني التشدد في الشيء، يكون الإنسان غير لين لا بمقاله ولا بحاله. واللسن يعني عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق.
4 – و كثرة المزاح. فكثرة المزاح تذهب الهيبة، وتنزل مرتبة طالب العلم. أما المزاح القليل الذي يقصد به إدخال السرور على صاحبك فهو من السنة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
5 – و الدخول في حديث بين اثنين.
6 – و الحقد. يعني الكراهية والبغضاء.
7 – و الحسد. قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره، وقال شيخ الإسلام رحمه الله:«الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها.
8 – و سوء الظن. فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم.
9 – و مجالسة المبتدعة. وليته عمم: مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك.
فلا يجوز مجالسة المبتدعة لأمور:
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن من البيان لسحرا) . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.
10- و نقل الخطى إلى المحارم. يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة.