وَأَنْوَاعُ تَحَمُّلِ الْحَدِيثِ ثَمَانِيَةٌ:
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: السَّمَاعُ
وتارةً يَكُونُ مِنْ لَفْظِ المُسْمِعِ حِفظًا أو مِن كتابٍ، قالَ القاضِي عِيَاضٌ: فلا خِلافَ حِينَئِذٍ أنْ يَقُولَ السامِعُ: "حَدَّثَنا" و"أَخْبرَنا" و"أَنْبَأنَا" و"سَمِعْتُ"، و"قالَ لنَا"، و"ذَكَرَ لنا فُلانٌ".
وقالَ الخطيبُ: أَرْفَعُ العباراتِ "سَمِعْتُ"، ثم "حَدَّثَنا"، و"حَدَّثَنِي"، قالَ: وقد كانَ جَماعَةٌ مِن أهلِ العِلمِ لا يكَادُونَ يُخْبِرُونَ عَمَّا سَمِعُوهُ مِن الشيخِ إلا بقولِهِمْ: "أَخْبَرَنا"، منهم حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وابنُ المُبَارَكِ وهُشَيْمُ (بنُ بُشَيْرٍ)، ويَزِيدُ بنُ هَارُونَ وعَبْدُ الرَّزَّاقِ، ويَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وإسحاقُ بنُ رَاهَوَيْهِ، وآخَرُونَ كَثِيرُونَ.
قال ابنُ الصلاَحِ: ويَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ "حَدَّثَنا" و"أَخْبَرَنا" أَعْلَى مِن "سَمِعْتُ"؛ لأنه قد لا يَقْصِدُه بالإسماعِ، بخِلافِ ذَلِكَ. واللهُ أَعْلَمُ.
(حاشيةٌ) قُلْتُ: بلِ الذي يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَعْلَى العِبَارَاتِ علَى هَذَا أَنْ يَقُولَ: "حَدَّثَنِي"، فإنه إذا قالَ: "حَدَّثَنَا" أو "أَخْبَرَنا" قد لا يَكُونُ قَصَدَهُ الشَّيْخُ بذَلِكَ أيضًا؛ لاحتمالِ أن يَكُونَ في جمعٍ كَثِيرٍ. واللهُ أَعْلَمُ.