وَقَارَبَهُمْ طَائِفَةٌ ثَالِثَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلاَمِ مِنَ المُعْتَزِلَةِ وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ، فَأَثْبَتُوا لَهُ الْأَسْمَاءَ دُونَ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ الصِّفَاتِ، فَمِنْهُمْ: مَنْ جَعَلَ الْعَلِيمَ، وَالْقَدِيرَ، وَالسَّمِيعَ، وَالْبَصِيرَ كَالْأَعْلاَمِ الْمَحْضَةِ الْمُتَرَادِفَاتِ، وَمِنْهُمْ: مَنْ قَالَ: عَلِيمٌ بِلاَ عِلْمٍ، قَدِيرٌ بِلاَ قُدْرَةٍ، سَمِيعٌ بَصِيرٌ بِلاَ سَمْعٍ وَلاَ بَصَرٍ، فَأَثْبَتُوا الِاسْمَ دُونَ مَا تَضَمَّنَهُ مِنَ الصِّفَاتِ.
وَالْكَلاَمُ عَلَى فَسَادِ مَقَالَةِ هَؤُلاَءِ وَبَيَانِ تَنَاقُضِهَا بِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ الْمُطَابِقِ لِصَحِيحِ الْمَنْقُولِ مَذْكُورٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ.