وَسَبَبُ ذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ النُّصُوصُ لِلشُّبُهَاتِ الفَاسِدَةِ الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا إِخْوَانَهُمْ مِنَ الكَافِرِينَ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الأَمْرِ - وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لاَ بُدَّ للنَّصوصِ مِنْ مَعْنًى بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ المَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ - وَبَيْنَ صَرْفِ اللَّفْظِ إلىَ مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الخَلَفِ -، فَصَارَ هَذَا البَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ فَسَادِ العَقْلِ وَالْكُفْرِ بِالسَّمْعِ