وقالَ دَوْسَرُ بنُ ذُهَيْلٍ القُرَيْعِيِّ:
وقائلةٍ مَا بالُ دَوسَرَ بَعدَنَا = صَحَا قلبُهُ مِنْ آلِ لَيْلَى وعنْ هِنْدِ
فإنْ تكُ أثْوَابِي تَمَزَّقْنَ لِلْبِلَى = فإنِّي كَنَصْلِ السَّيْفِ في خَلَقِ الغِمدِ
وإِنْ يَكُ شَيبٌ قدْ عَلاني فرُبَّمَا = أَرَاني في رَيْعِ الشبابِ معَ المُرْدِ
طَوِيلُ يدِ السِّرْبَالِ أَغْيَدُ لِلصِّبَا = أكُفُّ على ذِفْرَايَ ذَا خُصَلٍ جَعْدِ
وحَنَّتْ قَلُوصِي مِنْ عَدَانَ إلى نَجْدٍ = ولمْ يُنْسِها أوطانَها قِدَمُ العَهدِ
وإنَّ الذي لاقيتِ في القَلبِ مِثْلُهُ = إلى آلِ نجدٍ مِنْ غَليلٍ ومِنْ وَجدِ
إذَا شِئْتِ لاقَيْتِ القِلاصَ ولا أَرَى = لِقَوْمِيَ أَبدَالاً فَيَأْلَفَهُمْ وُدِّي
وأَرْمِي الذي يَرْمُونَ عنْ قَوسِ بِغْضَةٍ = وليسَ عَلى مَوْلايَ حَدِّي ولا عَهدِي
إذَا مَا امْرُؤٌ ولَّى عَلَيَّ بِوُدِّهِ = وأَدْبَرَ لم يَصْدُرْ بإدبارِه وُدِّي
ولم أَتَعَذَّرْ مِن خِلالٍ تَسُوءُهُ = لِمَا كان يَأْتِي مثلَهُنَّ على عَمْدِ
وذي نَخَوَاتٍ طامِحِ الرأسِ جاذَبَتْ = حِبَالِي فَرَخَّى مِن عَلابِيِّهِ مَدِّي