الدرس السادس: شرح الأصل الأول وهو معرفة العبد ربه جل وعلا
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
اقتباس:
(اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ.
وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بهِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بالْعِبَادَةِ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بهِ شَيْئاً﴾ [النساء:36].
فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِي يَجبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟
فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟
فَقُلْ: رَبيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بنِعْمَتِهِ، وَهُوَ: مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌ سِوَاهُ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿الحَمْدُ لِلِّهِ رَب العَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2]، وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العَالَمِ.
فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟
فَقُلْ: بآيَاتِهِ وَمَخْلُوقاَتِهِ، وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ وَالْقمَرُ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ السَّمَاواتُ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُمَا.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾ [غافر:57].
وَقَوْلُهُ تَعَالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلِّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت:37].
وَقَوْلُهُ تَعَالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بأَمْـرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف:54].
وَالرَّبُّ: هُوَ الْمَعْبُودُ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رزْقاً لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلِّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:21-22]
قَالَ ابْنُ كَثيِرٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (الْخَالِقُ لِهذِهِ الأَشْيَاءِ، هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعبَادَةِ).
|
عناصر الدرس:
· بيان معنى الحنيفية.
- الأمر باتباع ملّة إبراهيم عليه السلام
· بيان معنى الإخلاص
· بيان أعظم ما أمر الله به وهو التوحيد.
· بيان أعظم ما نهى الله عنه وهو الشرك.
· بيان الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها وهي: معرفة العبد ربه ونبيه ودين الإسلام بالأدلة.
· دراسة الأصل الأول وهو معرفة العبد ربه جل وعلا.
- بيان معنى الرب.
- بيان طرق معرفة العبد ربه جل وعلا.
- أمثلة للآيات الدالة على بطلان عبادة ما سوى الله عز وجل
....- حجج وجوب التوحيد في القرآن الكريم