سورة المزمل
فإذ قيل: ما معنى وصف القرآن بالثقل في قوله تعالى: (إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا)؟
قلنا: فيه وجوه: أحدها: أنه كان يثقل نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام حتى يعرق عرقًا شديدا في اليوم الثاني، الثاني: أن
العمل بما فيه من التكاليف ثقيل شاق، الثالث: ثقيل في الميزان يوم القيامة، الرابع: أنه ثقيل على المنافقين، الخامس: أنه كلام له وزن
ورجحان، كما يقال للرجل العاقل: رزين راجح)، السادس: أنه ليس بسفساف، لأن السفساف من الكلام يكون خفيفًا.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (السّماء منفطرٌ به) (ولم يقل سبحانه منفطرة به) والسماء مؤنثة؟
قلنا: هو على النسب: أي ذات انفطار، وقيل: ذكر السماء على معنى السقف، وقيل: معناه السماء شيء منفطر به، وقيل: السماء تذكير وتؤنث.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (واللّه يقدّر اللّيل والنّهار علم أن لن تحصوه) ولم يقل تعالى أن لن تحصوهما: أي لن تعرفوا تحقيق مقادير ساعات الليل والنهار؟
قلنا: الضمير عائد إلى مصدر يقدر معناه: لن تحصوا تقديرهما.
[أنموذج جليل: 543]