تفسير المد على ستة وجوه
الوجه الأول: يمدهم يعني يلجهم في ضلالتهم يعمهون
وذلك قوله في الأعراف: {وإخوانهم يمدّونهم في الغي} يعني يلجونهم في الغيّ، {ثمّ لا يقصرون}.
الوجه الثاني: المد الإعطاء
وذلك قوله في قد أفلح: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مّالٍ وبنين} يعني نعطيهم من مال وبنين. وكقوله في سورة نوح: {ويمددكم بأموالٍ وبنين} يعني يعطيكم أموالا وبنين. وكقوله في سبحان لبني إسرائيل: {وأمددناكم بأموالٍ وبنين}، يقول: وأعطيناكم.
الوجه الثالث: المد التقوية
وذلك قوله في آل عمران: {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدّكم ربّكم بثلاثة آلافٍ مّن الملائكة منزلين}
يعني يقوّيكم. وقال في الأنفال: {أنّي ممدّكم بألفٍ مّن الملائكة مردفين} يعني مقوّيكم. وقوله {مردفين} أعوانا للمسلمين.
الوجه الرابع: المد الذي لا انقطاع له
وذلك قوله: {وجعلت له مالًا مّمدودًا} يعني لا ينقطع شتاء ولا صيفا. وقال في سورة مريم: {ونمدّ له من العذاب مدًّا} يعني لا انقطاع له. وقال في الواقعة: {وظلٍّ مّمدودٍ} يعني لا انقطاع له.
الوجه الخامس: المد يعني البسط
وذلك قوله في الفرقان: {كيف مدّ الظل} يعني بسط الظلّ من طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس في الدّنيا كلّها. وقال في الرّعد: {وهو الذي مدّ الأرض} يعني بسط الأرض من تحت الكعبة. وقال في سورة الحجر: {والأرض مددناها} يعني بسطناها من تحت الكعبة. وقال في ق: {والأرض مددناها} يعني بسطناها. ونحوه كثير.
الوجه السادس: مدّت يعني سويت
وذلك قوله: {وإذا ألأرض مدّت} يعني سويت، قد حلّ ماء على ظهرها في بطنها. ومثله كثير.