تفسير الصلاة على وجهين
الوجه الأول: الاستغفار من المخلوقين، ومن الله المغفرة
ومن الله، المغفرة، وذلك قوله في سورة الأحزاب {هو الذي يصلّي عليكم} يعني - الله تبارك وتعالى - هو الّذي يغفر لكم إذا عصيتموه. قال: {وملائكته} يعني وتستغفر لكم الملائكة. وهو قول ابن عباس. وكقوله: {إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي} يعني إنّ الله يغفر للنّبيّ وتستغفر له الملائكة. وقال: {يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه} يعني استغفروا له، {وسلّموا تسليمًا}. وقال في البقرة: {وبشّر الصابرين}...... إلى قوله: {أولئك عليهم صلواتٌ مّن رّبّهم} يعني مغفرة من ربّهم. وقال في براءة: {وصلّ عليهم}. يقول للنّبيّ: استغفر لهم {إنّ صلاتك} يعني إنّ استغفارك {سكنٌ} يعني طمأنينة قلوبهم. وقال فيها أيضا: {وصلوات الرسول} يعني استغفار النّبيّ.
الوجه الثاني: الصلاة يعني الصلاة التي يصلي المخلوقين لله
الصّلاة التي يصلّي المخلوقون لله، وذلك قوله في سورة البقرة: {ويقيمون الصلاة} يعني يتمّون الصّلاة، يعني الصّلوات الخمس. وقال أيضا: {وأقم الصلاة طرفي النهار}. ونحوه كثير. وقال: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} يعني الصّلوات الخمس {إلى غسق الليل}. وقال في سور النّساء: {إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا مّوقوتًا}.