دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > ألفية السيرة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ذو القعدة 1431هـ/28-10-2010م, 10:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي ألفية السيرة النبوية


بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
أَلْفِيَّةُ السيرةِ النَّبَوِيَّةِ
يقولُ راجِي مَن إليه الْمَهْرَبُ = عبدُ الرحيمِ بنُ الحسينِ الْمُذْنِبُ
أَحْمَدُ ربِّي بأِتَمِّ الْحَمْدِ = وللصلاةِ وللسلامِ أُهْدِي
إلى نَبِيِّهِ وأَرْجُو اللهَ = في نُجْحِ ما سُئِلْتُه شِفَاهَا
مِن نَظْمِ سيرةِ النبيِّ الأَمْجَدِ = أَلْفِيَّةً حاويةً للمَقْصَدِ
ولْيَعْلَم الطالبُ أنَّ السِّيَرَا = تَجْمَعُ ما صَحَّ وما قد أُنْكِرَا
والقصْدُ ذكْرُ ما أتى أهلُ السِّيَرْ = به وإنْ إسنادُه لم يُعْتَبَرْ
فإن يكنْ قد صَحَّ غيرُ ما ذُكِرْ = ذَكرتُ ما قد صحَّ منه واسْتُطِرْ
مُحَمَّدٌ مع الْمُقَفِّي أَحْمَدَا = الحاشرُ العاقبُ والماحِي الرَّدَا
وهو الْمُسَمَّى بنَبِيِّ الرحمةِ = في مسلمٍ وبِنَبِيِّ التوبةِ
وفيه أيضاً بنَبِيِّ الْمَلْحَمَهْ = وفي روايةٍ نَبِيُّ الْمَرْحَمَهْ
طه ويس مع الرسولِ = كذاك عبدُ اللهِ في التنزيلِ
والمتوكِّلُ النبيُّ الأُمِّي = والرؤوفُ الرحيمُ أيُّ رُحْمِ
وشاهدًا مُبَشِّراً نَذيرًا = كذا سراجًا صِلْ به مُنيرًا
كذا به الْمُزَّمِّلَ الْمُدَّثِّرَا = وداعيًا للهِ والْمُذَكِّرَا
ورحمةٌ ونعمةٌ وهَادِي = وغيرُها تَجِلُّ عن تَعدادِ
وقد وَعَى ابنُ العربيِّ سَبْعَهْ = مِن بعدِ سِتِّينَ وقيلَ تِسعهْ
مِن بعدِ تسعينَ ولابنِ دِحْيَةِ = الفَحْصَ يُوفِيها ثلاثَمائةِ
وكونُها ألفًا ففي العارِضَةِ = ذكرَه عن بعضِ ذي الصوفيَّةِ
بابُ ذكْرِ نَسَبِه الزَّكِيِّ الطيِّبِ الطاهرِ
وهْو ابنُ عبدِ اللهِ عبدُ المطَّلِبْ = أبوه وهو شَيْبَةُ الحمْدِ نُسِبْ
أبوه عمرٌو هاشمٌ والْجَدُّ = عبدُ منافِ بنُ قُصَيّ زيدُ
ابنُ كِلابٍ أي حكيمٍ يا أُخَيْ = وهو ابنُ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤَيْ
وهو ابنُ غالبٍ أي ابنِ فِهْرِ = وهو ابنُ مالكٍ أي ابنِ النضرِ
وأَبُهُ كِنانةُ ما أَبْرَكَهْ = والدُه خُزيمةُ بنُ مُدْرِكَهْ
وهو ابنُ إلياسَ أي ابنِ مُضَرَا = إبنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ لا مِرَا
وهو ابنُ عدنانَ وأهلُ النَّسَبِ = قد أَجْمَعُوا إلى هنا في الكُتُبِ
وبعدَه خلْفٌ كثيرٌ جَمُّ = أَصَحُّهُ حَوَاهُ هذا النَّظْمُ
عدنانُ في القولِ الصحيحِ ابنُ أُدَدْ = وبعضُهم يزيدُ أُدًّا في العَدَدْ
بينَهما وأُدَدٌ والدُهُ = مُقَوَّمٌ ناحورُ بعدُ جَدُّهُ
وهو ابنُ تَيْرَحٍ أي ابنِ يَعْرُبَا = وأنَّ يَعْرُبَ هو ابنُ يَشْجُبَا
وهو ابنُ نابتٍ وإسماعيلَ = أبٌ له وجَدُّهُ الخليلُ
إبراهِمُ بنُ تارحٍ أي ءَازَرُ = وهو ابنُ ناحورَ وهذا ءَاخَرُ
وهو ابنُ ساروحَ بنِ أَرْغُو فالَخْ = أبٌ له ابنُ عَيبرَ بنِ شالَخْ
وهو ابنُ أَرفخشذَ أبوهُ سامُ = أبوهُ نوحٌ صائمٌ قَوَّامُ
وهو ابنُ لامَكَ بنَ مَتْوشَلَخا = ابنِ خَنُوحَ وهو فيما وُرِّخَا
إدريسُ فيما زَعَمُوا يَرْدٌ أَبُهْ = وهو ابنُ مُهْليلَ بنِ قَينانَ يَعْقِبُهْ
يانَشُ شِيثُ أبُهُ ابنُ آدَمَا = صَلَّى عليه رَبُّنا وسَلَّمَا
أمَّا قُريشُ فالأصَحُّ فِهْرُ = جماعُها والأكثرونَ النَّضْرُ
وأمُّه ءَامِنَةُ والدُها = وَهْبٌ يَلِي عبدُ مَنافٍ جَدُّها
وهو ابنُ زُهرةَ يَلِي كِلابُ = وفيه مع أبيه الانتسابُ
بابُ ذِكْرِ مولِدِه ورَضاعِه وما وَقَعَ فيها مِن العجائبِ والآياتِ
ووُلِدَ النبيُّ عامَ الفيلِ = أيْ في ربيعٍ الأوَّلِ الفضيلِ
ليومِ الاثنينِ مُبارَكاً أَتَى = لليلتينِ مِن ربيعٍ خَلَتَا
وقيلَ بل ذاك لثِنْتَيْ عَشْرَهْ = وقيلَ بعدَ الفيلِ ذا بفَتْرَهْ
بأربعينَ أو ثلاثينَ سَنَهْ = ورُدَّ ذا الْخُلْفُ وبعضٌ وَهَّنَهْ
وقد رأتْ إذ وَضَعَتْهُ نُورَا = خَرَجَ منها فأَضَا القُصُورَا
قصورَ بُصْرَى قد أضاءتْ ووُضِعْ = بصَرُهُ إلى السماءِ مُرْتَفِعْ
ماتَ أبوهُ وله عَامَانِ = وثُلُثٌ وقيلَ بالنُّقصانِ
عن قَدْرِ ذا بل صَحَّ كان حَمْلًا = وأَرْضَعَتْهُ حينَ كان طِفْلَا
مع عَمِّهِ حمزةَ ليثِ القَوْمِ = ومعْ أبي سلْمةَ المخزومِي
ثُويبةُ وهي التي أبو لَهَبْ = أَعْتَقَهَا وإنه حينَ انْقَلَبْ
هَلَكَا رُئِيَ نَوْماً بِشَرِّ حِيْبَهْ = لكن سُقِي بعِتْقِهِ ثُوَيْبَهْ
وبعدَها حَليمةُ السَّعْدِيَّهْ = فظَفِرَتْ بالدُّرَّةِ السَّنِيَّهْ
نالَتْ به خيراً وأيَّ خَيْرِ = مِن سَعةٍ ورَغَدٍ ومَيْرِ
أقامَ في سَعْدِ بنِ بكرٍ عندَها = أربعةَ الأعوامِ تَجْنِي سَعْدَها
وحينَ شَقَّ صَدْرَه جِبريلُ = خافَتْ عليه حَدَثًا يَؤُولُ
ردَّتْهُ سالِمًا إلى ءَامِنَةِ = وخَرَجَتْ به إلى المدينةِ
تَزُورُ أَخوالاً له فمَرِضَتْ = راجِعَةً فقُبِضَتْ ودُفِنَتْ
هناك بالأبواءِ وهو عُمْرُهْ = ستُّ سنينَ مع شيءٍ يقدرُهْ
ضابِطُهُ بمائةٍ أيَّامًا = وقيلَ بل أربعةٌ أعوامَا
وحينَ ماتَتْ حَمَلَتْهُ بَرَكَهْ = لِجَدِّهِ بمكَّةَ المبارَكَهْ
كَفَلَهُ إلى تَمامِ عُمْرِهِ = ثمانيًا ثم مَضَى لقَبْرِهِ
بابُ ذِكْرِ كفالةِ أبي طالبٍ له ومُتَعَلَّقَاتِ ذلك
أَوْصَى به جَدُّه عبدُ الْمُطَّلِبْ = إلى أبي طالبٍ الحامِي الْحَدِبْ
يَكْفُلُهُ بعدُ فكانتْ نَشأتُهْ = طاهرةً مأمونةً غائِلَتُهْ
وكان يُدْعَى بالأمينِ ورَحَلْ = مع عمِّهِ للشامِ حتى إذ وَصَلْ
بُصْرَى رأى منه بُحَيْرَا الراهبُ = ما دلَّ أنه النبيُّ العاقبُ
محمدٌ نَبِيُّ هَذِي الأُمَّهْ = فرَدَّهُ تَخَوُّفاً مِن ثَمَّهْ
مِن أنْ يَرَى بعضُ اليهودِ أَمْرَهْ = وعُمرُه إذ ذاك ثِنتا عَشْرَهْ
ثم مَضَى للشامِ مع مَيسرةِ = في مَتْجَرٍ والمالُ مِن خَدِيجَةِ
مِن قَبْلِ تزويجٍ بها فبَلَغَا = بُصْرَى فباعَ وتَقَاضَا ما بَغَا
وقد رأى مَيسرةُ العَجَائِبَا = منه وما خُصَّ به مَوَاهِبَا
وحَدَّثَ السيِّدَةَ الجليلَهْ = خديجةَ الكُبرى فأَحْصَتْ قِيلَهْ
ورَغِبَتْ فخَطَبَتْ مُحَمَّدَا = فيا لها مِن خِطبةٍ ما أَسْعَدَا
وكان إذ زُوِّجَها ابنَ خَمْسِ = مِن بعدِ عشرينَ بغيرِ لَبْسِ
بابُ قِصَّةِ بناءِ الكعبةِ الشريفةِ
وإذ بَنَتْ قريشٌ البيتَ اخْتَلَفْ = مَلَاؤُهُمْ تَنازُعًا حتى وَقَفْ
أمرُهم فيمَن يكونُ يَضَعُ = الحجَرَ الأسودَ حيثُ يُوضَعُ
إذ جاءَ قالوا كلُّهم رَضِينَا = لوَضْعِهِ مُحَمَّدَ الأمينَا
فحَطَّ في ثوبٍ وقالَ يَرْفَعُ = كلُّ قَبيلٍ طَرَفًا فرَفَعُوا
ثَمَّتَ أَوْدَعَ الأمينُ الْحَجَرَا = مكانَه وقد رَضُوا بما جَرَى
بابُ كيف كان بَدءُ الوَحْيِ
حتى إذا ما بَلَغَ الرسولُ = الأربعينَ جاءَه جِبريلُ
وهْو بغارٍ بحِراءٍ مُخْتَلِي = فجاءَهُ بالوحْيِ مِن عندِ العَلِي
في يومِ الاثنينِ وكان قد خَلَتْ = مِن شهْرِ مَولدٍ ثمانٌ ان ثَبَتْ
وقيلَ في سابعِ عشري رَجَبِ = وقيلَ بل في رمضانَ الطيِّبِ
قالَ له اقْرَأْ وهْو في الْمِرَارِ = يُجِيبُ نُطْقاً ما أنا بقَارِي
فغَطَّهُ ثلاثةً حتى بَلَغْ = الجَهْدَ فاشْتَدَّ لذاكَ وانْصَبَغْ
أَقرأَهُ جبريلُ أوَّلَ العَلَقْ = قرَأَهُ كما له بها نَطَقْ
وكونُ ذا الأوَّلَ فهْو الأَشْهَرُ = وقيلَ بل يا أيُّها الْمُدَّثِرُ
وقيلَ بل فاتحةُ الكتابِ = والأولُ الأقربُ للصوابِ
جاءَ إلى خديجةَ الأَمِينَهْ = يَشْكُو لها ما قد رَءَاهُ حِينَهْ
فثَبَّتَتْهُ إنها مُوَفَّقَهْ = أوَّلُ مَن قد آمَنَتْ مُصَدِّقَهْ
ثم أَتَتْ به تَؤُمُّ وَرَقَهْ = قَصَّ عليه ما رَأَى فصَدَّقَهْ
فهْو الذي ءَامَنَ بعدُ ثانيَا = وكان بَرًّا صادقاً مُواتِيَا
والصادقُ المصدوقُ قالَ إنهْ = رأى له تَخَضْخُضًا في الجنَّهْ
بابُ ذِكْرِ قدْرِ إقامتِه عليه السلامُ بمكَّةَ بعدَ البَعْثِ
أقامَ في مكةَ بعدَ البِعْثَةِ = ثلاثَ عشرةَ بغيرِ مِرْيَةِ
وقيلَ عَشْراً أو فخَمْسَ عشْرَهْ = قولانِ وَهَّنُوهُمَا بِمَرَّهْ
فكان في صلاتِه يَسْتَقْبِلُ = بمكةَ القُدْسَ ولكن يَجْعَلُ
البيتَ مِن بينِ يديهِ أَيْضَا = فيما أَتَى تَطَوُّعاً أو فَرْضَا
وبعدَ هِجرةٍ كذا للقُدْسِ = عامًا وثُلُثَا أو ونِصْفُ سُدْسِ
وحُوِّلَتْ مِن بعدِ ذاك القِبلَةُ = لكعبةِ اللهِ ونِعْمَ الجهةُ
مِن الرجالِ ابنُ أبي قُحافَهْ = قالَ به حَسَّانُ في القَصيدَهْ
بابُ ذِكْرِ السابقينَ إلى الإسلامِ
وعِدَّةٌ مِن الصحابةِ الأُلَى = وَفَّوْا وتابِعُوهُم مِمَّنْ تَلَى
إذا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِن أخي ثِقَةٍ = فاذْكُرْ أخاكَ أبا بَكرٍ بما فَعَلَا
خيرَ البَرِيَّةِ أَتقاها وأَعْدَلَها = بعدَ النبيِّ وأوفاها بما حَمَلَا
والتالي الثاني المحمودَ مَشْهَدُه = وأوَّلَ الناسِ منهم صَدَّقَ الرُّسُلَا
خديجةَ اذْكُرْ أوَّلَ النِّسوانِ = عَلِيًّا اعْدُدْ أوَّلَ الصِّبْيَانِ
وعُمرُه ثمانٍ أو فعَشْرُ = أو سِتٌّ أو خَمْسٌ وقيلَ أكثرُ
مِن الْمَوَالِي زيدُ بنُ حارِثَهْ = كان مُجالِساً له مُحادِثَهْ
عثمانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ = طلحةُ سَعْدٌ أَمِنُوا مِن خَوْفِ
إذ ءَامَنُوا بدعوةِ الصِّدِّيقِ = كذا ابنُ مَظعونٍ بذا الطريقِ
ثم أبو عُبيدةَ والأَرْقَمُ = كذا أبو سلمةَ الْمُكَرَّمُ
وابنُ سعيدٍ خالدٌ قد أَسْلَمَا = وقيلَ بل قَبْلَهُم تَقَدَّمَا
كذا ابنُ زيدٍ أي سعيدٌ لا مِرَا = وزوجُه فاطمةُ أُخْتُ عُمَرَا
كذاك عبدُ اللهِ معْ قُدَامَهْ = هما لِمَظعونٍ سَعيدَا الهامَهْ
وحاطبٌ حطابٌ ابنا الحارِثِ = أسماءُ عائشُ وهي غيرُ طامثِ
كذا ابنُ إسحاقَ بذاكَ انْفَرَدَا = ولم تكنْ عائشُ مِمَّنْ وُلِدَا
فاطمةُ فُكَيْهَةُ الزَّوْجَانِ = تلك لذاكَ هذه للثاني
عُبيدةُ بنُ حارثٍ خَبَّابُ = ابنُ الأَرَتِّ كلُّهم أَجَابُوا
كذا سَلِيطٌ وهو ابنُ عمرِو = وابنُ حُذافَةَ خُنيسٌ بَدْرِي
وابنُ رَبيعةَ اسْمُه مَسعودُ = ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ مَعدودُ
ووَلَدَا جَحْشٍ هما عبدُ اللهْ = كذا أبو أحمدَ عبدٌ أَوَّاهْ
كذا شَبيهُ المصطفى أي جَعفرُ = أسماءُ زوجُه الحليفُ عامرُ
عيَّاشُ اعْنِي ابنَ أبي رَبيعهْ = وزوجُه أَسْمَا إلى سَلامهْ
نُعيمٌ النَّحامُ أيضاً حاطِبُ = وهو ابنُ عمرٍو وكذاك السائبُ
أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ ذُكِرْ = أبوه مع مُطَّلِبِ بنِ أَزهرْ
وزوجُه رَملةُ معْ أُمَيْنَهْ = بنتِ خَلَفْ لخالدٍ قَرينَهْ
مَضَى اسْمُه عَمَّارٌ بنُ ياسِرِ = وابنُ فُهيرةَ اسْمُه بعامِرِ
أبو حُذيفةَ صُهيبٌ جُنْدُبُ = وهو أبو ذَرٍّ صدوقٌ طَيِّبُ
وقالَ إني رابعٌ لأَرْبَعَهْ = مِن تابعِي النبيِّ أَسْلَمُوا مَعَهْ
كذا أُنيسٌ أخُهُ قد أَسْلَمَا = ثَمَّتَ بعدُ أَسْلَمَتْ أُمُّهُمَا
كذا ابنُ عبدِ اللهِ وهو وافِدُ = كذا إياسٌ عاقلٌ وخالدُ
وعامرٌ أربعةٌ بنو البُكَيْرْ = وابنُ أبي وقَّاصٍ اسْمُه عُميرْ
كذاك بنتُ أَسَدٍ فاطمَةُ = كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعةُ
عمرٌو أبو نَجِيحٍ فيهم مَعدودْ = عُتبةُ عبدُ اللهِ نَجْلَا مَسعودْ
بابُ إسلامِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ المذكورِ
جاءَ له النبيُّ وهْو يَرْعَى = غُنيمةً يُسِيمُهَا في الْمَرْعَى
قالَ له شَاؤُكَ فيها لَبَنُ = قالَ نَعم لكِنَّنِي مُؤْتَمَنُ
قالَ فهل فيها إذًا مِن شاةِ = ما مَسَّهَا الفَحْلُ إذًا فتَأْتِي
بها فمَسَّ الضَّرْعَ وهْو يَدْعُو = فامْتَدَّ ضَرْعُهَا ودَرَّ الضَّرْعُ
فاحْتَلَبَ الشاةَ وأَسْقَى ثم مَصْ = في شُربِهِ قالَ له اقْلُصْ فقَلَصْ
قالَ فعَلِّمْنِي لعَلِّي أَعْلَمُ = قالَ له غُليمٌ مُعَلَّمُ
بابُ اجتماعِ المسلمينَ بدارِ الأَرْقَمِ
واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأَرْقَمِ = للصَّحْبِ مُستخفينَ عن قومِهِمِ
وقيلَ كانوا يَخرجونَ تَتْرَى = إلى الشِّعابِ للصلاةِ سِرَّا
حتى مَضتْ ثلاثةٌ سِنِينَا = وأَظْهَرَ الرحمنُ بعدُ الدِّينَا
وصَدَعَ النبيُّ جَهْرًا مُعْلِنًا = إذ نَزلتْ فاصْدَعْ بما فما وَنَى
بابُ ذِكْرِ تأييدِه عليه السلامُ بمعجزةِ القُرءانِ
وأَنْذَرَ العشائرَ التي ذُكِرْ = بجَمْعِهم إذ نَزَلَتْ وأَنْذِرْ
وجَعَلَ اللهُ له القُرءانَا = ءايةَ حقٍّ أَعجزَتْ بُرهانَا
أقامَ فيهم فوقَ عَشْرٍ يَطلُبُ = إتيانَهم بِمِثْلِه فغُلِبُوا
ثم بعَشْرِ سُوَرٍ فسُورَهْ = فلم يُطيقُوهَا ولو قَصيرَهْ
وهم لعَمْرِي الفُصَحَاءُ اللُّسْنُ = فانْقَلَبُوا وهم حَيَارَى لُكْنُ
وأُسْمِعُوا التوبيخَ والتقريعَا = لَدَى الْمَلَا مُفْتَرِقًا مَجموعَا
فلم يَفُهْ منهم فَصيحٌ بشَفَهْ = معارِضًا بل الإلهُ صَرَفَهْ
فقائلٌ يقولُ هذا سِحْرُ = وقائلٌ في أُذُنِي وَقْرُ
وقائلٌ يقولُ ممن قد طَغَوْا = لا تَسْمَعْ وَالْهُ وفيه فالْغَوْا
وهم إذًا بعضٌ ببعضٍ قد خَلَا = اعتَرَفُوا بأنَّ حقًّا ما تَلَا
وأنه ليس كلامَ البَشَرِ = وأنه ليس له بِمُفْتَرِي
اعتَرَفَ الوليدُ ثم النَّضْرُ = وعُتبةُ بذاك واسْتَقَرُّوا
وابنُ شَريقٍ باءَ وهْو الأَخْنَسُ = كذا أبو جَهلٍ ولكن أُبْلِسُوا
وكيف لا وهْو كلامُ اللهِ = مُنَزَّهٌ عن نِحلةِ اشْتباهِ
يَهدِي إلى التي هُداها أَقْوَمُ = به يُطاعُ وبه يُعتصَمُ
وهْو لدينا حَبْلُهُ الْمَتينُ = نَعبدُه به ونَستعينُ
وهو الذي لا تَنقضِي عجَائِبُهْ = ولا يَضِلُّ أَبداً مُصاحِبُهْ
مُعجزةً باقيةً على الْمَدَا = حتى إلى الوقتِ الذي قد وَعَدَا
بابُ كِفايةِ اللهِ تعالى نَبِيَّهُ المستهزئينَ به مِن كُفَّارِ قُريشٍ ومَن تَبِعَهُمْ
وقد كَفَى المستهزئينَ البُعَدَا = اللهُ رَبُّنا فبَاءُوا بالرَّدَى
فعَمِيَ الأسودُ ثم الأَسْوَدُ = الآخرُ اسْتَسْقَى وأَرْدَتْهُ اليَدُ
كذا أَشارَ للوليدِ فانْتَقَضْ = الْجُرْحُ والعاصي كذاكَ فعَرَضْ
لرِجْلِه الشوكةُ حتى أُزْهِقَا = والحارثُ اجْتِيحَ بقَيْحٍ بَزَقَا
وعُقبةُ في يومِ بَدرٍ قُتِلَا = أبو لهبٍ باءَ سَريعاً بالْبَلَا
ثامنُهم أَسلمَ وهو الْحَكَمُ = فقد كَفاهُ شَرَّهُ إذ يُسْلِمُ

بابُ مَشْيِ كُفَّارِ قُريشٍ
ثم مَشَتْ قُريشٌ الاعداءُ = إلى أبي طالبٍ أن يُسَاءُوا
مِن ابنِه مُحَمَّدٍ في سَبِّهِمْ = وسَبِّ دينِهم وذِكْرِ عَيْبِهِمْ
في مَرَّةٍ ومَرَّةٍ ومَرَّهْ = وهْو يَذُبُّ ويُقَوِّي أَمْرَهْ
في ءَاخِرِ الْمَرَّاتِ قالوا أَعْطِنَا = مُحمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنَا
بَدَلَه قالَ أَرَدْتُمْ أَكْفُلُ = إبنَكم وأُسْلِمُ ابْنِي يُقْتَلُ
ثم مَضَى يَجهرُ بالتوحيدِ = ولا يَخافُ سَطوةَ العَبيدِ
وأَجْمَعَتْ قُريشٌ أن يَقولوا = ساحرًا احْذَرُوا وعنه مِيلُوا
وقَعَدُوا في زَمَنِ الْمَواسِمِ = يُحَذِّرونَ منه كلَّ قادمِ
وافترَقَ الناسُ فشَاعَ أَمْرُهُ = بينَ القبائلِ وسارَ ذِكْرُهُ
بابُ ذِكْرِ وَفْدِ نَجرانَ
وجاءَ مِن نَجرانَ قومٌ أَسْلَمُوا = عِدَّتُهُم عِشرونَ لَمَّا عَلِمُوا
بصِدْقِه جاءَ أبو جَهْلٍ فسَبْ = وأَقْذَعَ القولَ لهم بلا سَببْ
فأَعْرَضوا وقولُهم سَلامُ = ليس لنا معْ جاهلٍ كلامُ
بابُ قُدومِ ضِمادِ بنِ ثَعلبةَ
ثم أَتَى ضِمادٌ وهو الأَزْدِي = ليَستبينَ أمْرَهُ بالنقْدِ
ما هو إلا أنْ محمدٌ خَطَبْ = أَسْلَمَ للوقتِ بصِدْقٍ وذَهَبْ
بابُ ذِكْرِ أَذَى قُريشٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
وأُوذِيَ النبيُّ ما لم يُؤْذَا = مَن قَبْلَه مِن النَّبِيِّينَ وَذَا
مما يُضاعِفُ له الأُجُورَا = ولو يَشاءُ دُمِّرُوا تَدميرَا
لكنهم إذ أَضْمَرُوا الضغائِنَا = ما مُكِّنوا فاستَضْعَفوا مَن ءَامَنَا
عَمَّاراً الطيِّبَ أمَّه أَبَهْ = أمَّ بلالٍ وبلالاً عَذَّبَهْ
أُمَيَّةٌ ومنهم جارِيَةُ = ومنهم زِنِّيرَةُ الروميَّةُ
كذاك أمُّ عَنْبَسٍ وابنَتُها = وابنُ فُهيرةَ فَذِي سَبْعَتُها
ابتاعَها الصِّدِّيقُ ثم أَعْتَقْ = جميعَهم للهِ بَرَّ وصَدَقْ
بابُ ذِكْرِ انشقاقِ القمرِ
وإذ بَغَتْ منه قُريشٌ أن يُرِي = ءايًا أَراهمُ انشقاقَ القمَرِ
فصارَ فِرقتينِ فِرقةٌ عَلَتْ = وفِرقةٌ للطَّوْدِ منه نَزَلَتْ
وذاك مَرَّتَيْنِ بالِاجماعِ = والنصِّ والتواتُرِ السماعِي
زادَ الذينَ ءامَنُوا إِيمانَا = ولأبي جَهْلٍ به طُغيانَا
وقالَ ذا سِحْرٌ فجاءَ السفْرُ = كلٌّ به مُصَدِّقٌ مُقِرُّ
بابُ ذِكْرِ الهجرتينِ إلى النجاشِيِّ مَلِكِ الحبشةِ
لَمَّا فَشَا الإسلامُ واشْتَدَّ على = مَن أَسْلَمَ البلاءُ هاجَرُوا إلى
أَصْحَمَةٍ في رَجبٍ مِن سنَةِ = خمسٍ مَضَتْ لهم مِن النُّبُوَّةِ
خمسٌ مِن النساءِ واثنا عَشْرَا = مِن الرجالِ كلُّهم قد هاجَرَا
عُثمانُ معْ زوجتِه رُقَيَّهْ = أَسْبَقُهم للهجرةِ الْمَرْضِيَّهْ
مصعبٌ والزبيرُ وابنُ عوْفِ = وحاطبٌ فأَمِنُوا مِن خوفِ
كذا ابنُ مظعونٍ ابنُ مسعودٍ أبو = سلمةَ وزوجُه تُصَاحِبُ
أبو حُذيفةَ أَبوهُ عُتْبَةُ = وزوجُه بنتُ سُهيلٍ سَهْلَةُ
وابنُ عُميرٍ هاشمٌ وعامِرُ = ابنُ ربيعةَ الحليفُ الناصرُ
وزوجُه ليلى أبو سَبرةَ مَعَ = زوجتِه أي أمِّ كُلثومٍ جَمَعْ
وخَرَجَتْ قُريشٌ في الآثارِ = لم يَصِلُوا منهم لأَخْذِ الثارِ
فجَاوَرُوهُ في أَتَمِّ حالِ = ثم أَتَوْا مَكَّةَ في شَوَّالِ
مِن عامِهم إذ قيلَ أهلُ مَكَّةِ = قد أَسْلَمُوا ولم يكنْ بالثبَتِ
فاستقْبَلُوهُمْ بالأَذَى والشِّدَّةِ = فرَجَعُوا للهجرةِ الثانيةِ
في مائةٍ عُدَّ الرجالُ مِنْهُمُ = اثنانِ مِن بعدِ الثمانينَ هُمُ
فنَزَلُوا عندَ النجاشِي على = أَتَمِّ حالٍ وتَغَيَّظَ الْمَلَا
على النبيِّ وعلى أَصحابِهِ = وكَتَبَ البغيضُ في كِتابِهِ
على بني هاشمٍ الصحِيفَهْ = وعُلِّقَتْ بالكعبةِ الشريفَهْ
أنْ لا تُناكِحُوهُمْ ولا ولا = وحُصِرُوا في الشِّعْبِ حتى أَقْبَلَا
أوَّلُ عامِ سبعةٍ للبَعْثِ = قاسَوْا به جُهْدًا بشَرِّ مُكْثِ
وسُمِعَتْ أصواتُ صِبيانِهمْ = فساءَ ذاك بعضَ أقوامِهِمْ
واطَّلَعُ الرسولُ أنَّ الأَرَضَهْ = أَكَلَت الصحيفةَ الْمُبَغَّضَهْ
ما كان مِن جَوْرٍ وظُلْمٍ ذَهَبَا = وبَقِيَ الذكْرُ كما قد كُتِبَا
فوَجَدُوا ذاك كما قالَ وقَدْ = شُلَّتْ يدُ البغيضِ واللهُ الصمَدْ
فلَبِسُوا السلاحَ ثم خَرَجُوا = مِن شِعْبِهم وكان ذاك الْمَخرَجُ
في عامِ عشرةٍ بغيرِ مَيْنِ = وقِيلَ كان مُكثُهم عامَيْنِ
ألا أَبْلِغَا عَنِّي التي ذاتَ بَيْنِنا = لُؤَيًّا وخُصَّا مِن لؤيٍّ بني كَعْبِ
أَلَمْ تَعْلَموا أنَّا وَجَدْنَا مُحمَّدَا = نَبِيًّا كمُوسى خُطَّ في أوَّلِ الكُتُبِ
وأنَّ عليه في العِبادِ مَحَبَّةً = ولا خيرَ مِمَّنْ خَصَّهُ اللهُ بالْحُبِّ
بابُ وفاةِ أبي طالبٍ وخديجةَ بنتِ خُويلدٍ زوجةِ المصطفى، وذلك في عامٍ واحدٍ
بعدَ خُروجِهِمْ بثُلُثَيْ عامِ = وثُلُثَيْ شَهْرٍ ويومٍ طامِي
سِيقَ أبو طالبٍ للحُمَامِ = ثم تَلَى ثلاثةَ الأَيَّامِ
موتُ خَديجةَ الرِّضَا فلم يَهُنْ = على الرسولِ فَقْدُ ذَيْنِ وحَزِنْ
بابُ ذِكْرِ وفدِ الْجِنِّ مِن جِنِّ نَصيبينَ
وبعدَ أنْ مَضَتْ له خَمسونَا = ورُبْعُ عامٍ جاءَهُ يَسعونَا
جِنُّ نَصيبينَ له وكانا = يَقْرَأُ في صلاتِه قُرءانَا
بنَخلةٍ فاسْتَمَعُوا وأسْلَمُوا = ورَجَعُوا فأَنْذَرُوا قومَهُمُ
بابُ ذِكْرِ قِصَّةِ الإسراءِ
وبعدَ عامٍ معَ نِصْفٍ أُسْرِيَا = به إلى السماءِ حتى حَظِيَا
مِن مكةَ الغَرَّا إلى القُدْسِ على = ظَهْرِ البُراقِ رَاكبًا ثم عَلَا
إلى السماءِ معَه جِبريلُ = فاستَفْتَحَ البابَ له يقولُ
مُجيبًا إذ قيلَ له مَن ذا مَعَكْ = مُحَمَّدٌ معي فرَحَّبَ الْمَلَكْ
ثم تَلاقَى معَ الأنبياءِ = وكلُّ واحدٍ لَدَى سَمَاءِ
ثم علا لِمُسْتَوًى قد سَمِعَا = صَريفَ الأقلامِ بما قد وَقَعَا
ثم دَنَا حتى رأى الإلها = بعينِه مُخاطِباً شِفَاهَا
أَوْحَى له سُبحانَه ما أَوْحَى = فلا تَسَلْ عما جَرى تَصريحَا
وفَرَضَ الصلاةَ خَمسينَ على = أُمَّتِهِ حتى لِخَمْسٍ نَزَلَا
والأجرُ خمسونَ كما قد كانا = وزادَهُ مِن فضلِه إِحسانَا
فصَدَّقَ الصِّدِّيقُ ذو الوفاءِ = وكَذَّبَ الكُفَّارُ بالإسراءِ
وسَألوهُ عن صفاتِ القُدْسِ = رَفَعَهُ إليه رُوحُ القُدْسِ
جِبريلُ حتى حَقَّقَ الأَوْصَافَا = له فما طَاقُوا له خِلافَا
لكنهم قد كَذَّبُوا وجَحَدُوا = فأُهْلِكُوا وفي العذابِ خُلِّدُوا
بابُ ذِكْرِ عَرْضِ النبيِّ نفسَه على القبائلِ مِن العربِ
وبَيعةِ الأنصارِ لَمَّا هَداهمُ اللهُ إلى الإسلامِ
وعَرَضَ النبيُّ نفسَه على = قَبيلةٍ قبيلةٍ ليَحْصُلَا
إيواؤُهُ مِن بعضِهم يُبَلِّغُ = رسالةَ اللهِ فكلٌّ يَنْزَغُ
إليهم الشيطانُ حتى يُعْرِضُوا = عن قولِه ويَهْزَءُوا ويَرْفُضُوا
حتى أتاحَ اللهُ للأنصارِ = فاستَبَقُوا للخيرِ باختيارِ
فيُسلِمُ الواحدُ منهم يُسْلِمُ = به جميعُ أهلِه فَرُحِمُوا
لَقِيَ سِتًّا أو ثَمانيًا لَدَى = عَقَبَةٍ دَعاهُمْ إلى الْهُدَى
فآمَنُوا باللهِ ثم رَجَعُوا = لقومِهم يَدعونَهم فسَمِعُوا
حتى فَشَا الإسلامُ ثم قَدِمَا = في قابِلٍ منهم ومِمَّنْ أَسْلَمَا
لبَيعةٍ ضِعْفُ الذين أَسْلَفُوا = كبيعةِ النِّساءِ ثم انْصَرَفُوا
ثم أتى مِن قابلٍ سَبعونَا = ونَيِّفٌ فبَايَعُوا يُخْفُونَا
بيعتَهم ليلاً ونِعْمَ البيعةُ = جَزاءُ مَن بايَعَ فيها الجنَّةُ
بابُ ذِكْرِ الهجرةِ مِن مكةَ إلى المدينةِ المشرَّفَةِ
وإذ فَشَا الإسلامُ بالمدينهْ = هاجَرَ مَن يَحفَظُ فيها دينَهْ
وعَزَمَ الصِّدِّيقُ أن يُهاجِرَا = فَرَدَّهُ النبيُّ حتى هَاجَرَا
معًا إليها فتَرَافَقَا إلى = غارٍ بثورٍ بعدُ ثُمَّ ارْتَحَلَا
ومعهما عامرٌ مَوْلَى الصِّدِّيقْ = وابنُ أُريقطٍ دليلٌ للطريقْ
فأَخَذُوا نحوَ طريقِ الساحِلِ = والحَقُّ للعدُوِّ خيرُ شاغلِ
تَبِعَهُمْ سُراقةُ بنُ مالِكِ = يُريدُ فَتْكًا وهْو غيرُ فاتِكِ
لَمَّا دعا عليه ساخَتِ الفَرَسْ = ناداهُ بالأمانِ إذ عنه حُبِسْ
بابُ ذِكْرِ مُرورِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بأمِّ مَعْبَدٍ
مَرُّوا على خَيمةِ أمِّ مَعْبَدِ = وهْي على طريقِهم بِمَرْصَدِ
وعندَها شاةٌ أَضَرَّ الْجُهْدُ = بها وما بها قِوًى تَشْتَدُّ
فمَسَحَ النبيُّ منها الضَّرْعَا = فحَلَبَتْ ما قد كفاهم وُسْعَا
وحَلَبَتْ بعدُ إناءً آخَرَا = تَرَكَ ذاكَ عندَها وسافَرَا
بابُ ذِكْرِ وصولِه ـ أي: رسولِ اللهِ ـ إلى قُبَا
حتى إذا أتى إلى قُبَاءِ = نَزَلَها بالسعْدِ والهناءِ
في يومِ الاثنينِ لثِنْتَيْ عَشْرَهْ = مِن شهرِ مَوْلِدٍ فنِعمَ الْهِجْرَهْ
أقامَ أربعًا لَدَيْهِم وطَلَعْ = في يومِ جُمُعةٍ فصَلَّى وجَمَعْ
في مَسجِدِ الجمعةِ وهْي أَوَّلُ = ما جَمَّعَ النبيُّ فيما نَقَلُوا
وقيلَ بل أقامَ أربعَ عَشْرَهْ = فيهم وهم يَنتحلونَ ذِكْرَهْ
وهو الذي أَخْرَجَهُ الشيخانِ = لكن ما مَرَّ مِن الإتيانِ
بمسجِدِ الجمعةِ يومَ جُمُعَةِ = لا يَستقيمُ معَ هذي الْمُدَّةِ
إلا على القولِ بكونِ القَدْمَةِ = إلى قُبَا كانت بيومِ الجمُعَةِ
بَنَى به مَسْجِدَهُ وارْتَحَلَا = لطَيْبةِ الفَيحاءِ طابَتْ نُزُلَا
فبَرَكَتْ ناقتُه المأمورَهْ = بِمَوْضِعِ المسجدِ في الظهيرَهْ
فحَلَّ في دارِ أبي أَيُّوبَا = حتى ابْتَنَى مسجدَه الرَّحِيبَا
وحولَه مَنازِلًا لأَهْلِهِ = وحولَهُ أصحابُه في ظِلِّهِ
طابَتْ به طيبةُ مِن بعدِ الرَّدَى = أَشْرَقَ ما قد كان منها أَسْوَدَا
كانتْ لَمِن أَوْبَأِ أرضِ اللهِ = فزالَ داؤُها بهذا الْجَاهِ
ونَقَلَ اللهُ بفضْلِ رَحْمَةِ = ما كانَ مِن حُمَّى بها للجُحْفَةِ
وليس دَجَّالٌ ولا طاعونُ = يَدْخُلُها فحِرْزُها حَصينُ
أقامَ شَهْرًا ثم بعدُ نَزَلَتْ = عليه إتمامُ الصلاةِ أُكْمِلَتْ
أقامَ مِن شهرِ ربيعٍ لصَفَرْ = يُبْنَى له مَسجدُه والمستَقَرْ
ووَادَعَ اليهودَ في كتابِهِ = ما بينَهم وبينَ ما أصحابِهِ
وكان بَدْءُ الأمْرِ بالأذانِ = رُؤيا ابنِ زيدٍ أو لعامٍ ثانِ
وفيه فَرْضُ الصومِ والزكاةِ = للفِطْرِ والعيدينِ بالصلاةِ
بخُطبتينِ بعدُ والأُضْحِيَّةُ = كذا زكاةُ مالِهم والقِبلةُ
للمسجدِ الحرامِ والبِناءُ = بعائشَ كذلك الزهراءُ
وبَدْرٌ الكُبرى وفي الثالثةِ = دخولُه بحَفْصَةَ القانتةِ
والزينبينِ وبَنَى ابنُ عَفَّانْ = بأمِّ كُلثومٍ وفيه الْجَمعانْ
الْتَقَيَا بأُحُدٍ والرابعَهْ = بئرُ مَعونةَ بتلك الفاجِعَهْ
وغَزْوَهُ بني النَّضيرِ وجَلَوْا = ذاتُ الرِّقاعِ بعدَها كما حَكَوْا
وقائلٌ فيها الصلاةُ قُصِرَتْ = والخمرُ حُرِّمَتْ أو في التي خَلَتْ
وقيلَ فيها ءايةُ التَّيَمُّمِ = كذا صلاةُ الخوفِ معْ خُلْفٍ نُمِي
وقيلَ في الخمْسِ وفيه نَزَلَتْ = آيُ الحجابِ والخسوفُ صُلِّيَتْ
لقمرٍ وفيه غَزْوُ الْخَنْدَقِ = معَ قُريظةَ مع المصطَلِقِ
على الصحيحِ وبها جُوَيْرِيَهْ = بَنَى بها والإفكُ أو في الآتِيَهْ
في الستِّ كانت عُمرةُ الْحُديبيهْ = وبَيعةُ الرِّضوانِ تلك الزاكيهْ
وفيه فَرْضُ الْحَجِّ أو ما خَلَتِ = أو في الثمانِ أو ففي التاسعةِ
خُلْفٌ وقيلَ كان قَبلَ الْهِجرةِ = وُجُوبُهُ حكاهُ في النهايةِ
وفيه قد سابَقَ بينَ الخيلِ = وءايةُ الظِّهارِ في ابنِ خَوْلِي
في السبعِ خيبرٌ وعُمرةُ الْقَضَا = وقَدِمَتْ أمُّ حَبيبةَ الرِّضَا
بَنَى بها وبعدَها مَيمونَهْ = كذاك فيها قَبْلَها صَفِيَّهْ
وفيه مَنْعُ الْحُمُرِ الأَهلِيَّةِ = ومُتعةُ النساءِ ثم حَلَّتِ
يومَ حُنينٍ ثم قد حَرَّمَها = مُؤَبَّداً ليس لذلك انْتِهَا
وفي الثمانِ وَقعةٌ بِمُؤْتَةِ = والفتحُ معْ حُنينَ في ذي السنةِ
وأَخْذُ جِزيةِ مَجوسِ هَجَرَا = واتَّخَذَ النبيُّ فيه الْمِنْبَرَا
في التِّسْعِ غَزوةُ تَبوكَ بعدَ أنْ = صَلَّى على أَصْحَمَ غائبًا فسَنْ
وفيه قد ءَالَى مِن النِّسوانِ = شَهْرًا وفيه قِصَّةُ اللِّعانِ
وحَجَّةُ الصِّدِّيقِ ثم أَرْسَلَا = له عَلِيًّا بعدَه على الوَلَا
أن لا يَحُجَّ مُشرِكٌ بعدُ ولا = يَطوفَ عُريانٌ كفِعْلِ الْجُهَلَا
وسُمِّيَتْ بسنةِ الوُفودِ = لكثرةِ القادمِ مِن وُفودِ
في العشْرِ كانتْ حَجَّةُ الوَداعِ = لا يَحْصُرُ الوافونَ باطِّلاعِ
فقيلَ كانوا أريعينَ أَلْفَا = أو ضِعْفَها وزِدْ عليها حتى ضِعْفَا
وارْتَدَّ فيها وادَّعَى النُّبُوَّهْ = الأسودُ العَنْسِيُّ حتى مَوَّهْ
لبعضِ قومِه بسَجْعٍ صَنَعَهْ = فقُتِلَ الشقِيُّ معْ مَن تَبِعَهْ
فيما يَلِيهَا وهي إحدى عَشْرَهْ = قَضَى نَبِيُّ اللهِ فيها عُمْرَهْ
عاشَ ثلاثًا بعدَ سِتِّينَ على = أصَحِّها والخُلْفُ في هذا خَلَا
بابُ ذِكْرِ صفتِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أي: أوصافِه الطاهرةِ
ورَبعةً كان مِن الرجالِ = لا مِن قِصارِهم ولا الطِّوالِ
بَعيدَ بينَ الْمَنْكِبينِ شَعْرُهْ = يَبلُغُ شَحمةً للاذْنِ يُوفِرُهْ
مَرَّةً أُخْرَى فيكونُ وَفْرُهُ = يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ يَعْلُو ظَهْرَهُ
يَحْلِقُ رأسَه لأَجْلِ النُّسُكِ = وربما قَصَّرَهُ في نُسُكِ
وقد رَوَوْا لا تُوضَعُ النواصي = إلا لأَجْلِ النُّسُكِ الْمَحَّاصِ
أبيضَ قد أُشْرِبَ حُمرةً عَلَتْ = وفي الصحيحِ أَزْهَرُ اللونِ ثَبَتْ
وفي الصحيحِ أَشْكَلُ العينينِ = أي حُمرةٌ لدى بياضِ العينِ
ولِعَلِيٍّ أَدْعَجُ وفُسِّرَا = بشِدَّةِ السوادِ في العينِ يُرَى
وفي الصحيحِ أنه دَعْجُ الشَّعَرْ = لا سَبِطٌ ولا بِجَعْدٍ الْخَبَرْ
وعن عليٍّ سَبِطٌ لم يَثْبُتِ = إسنادُهُ وكان كَثَّ اللحيةِ
وأَشْعَرَ الصدْرِ دَقيقَ الْمَسْرُبَهْ = مِن سُرَّةٍ حتى يُحاذِي لَبَّتَهْ
وكان شَثْنًا كَفُّهُ والقَدَمُ = وهو الغليظُ قُوَّةً يَستلزِمُ
إذا مَشَى كأنما يَنْحَطُّ = مِن صَبَبٍ مِن صُعُدٍ يَحُطّ
إذا مَشَى كأنما تَقَلَّعَا = مِن صَخْرٍ أيْ قَوِيَّ مَشْيٍ مُسْرِعَا
يُقْبِلُ كلُّه إذا ما الْتَفَتَا = وليس يَلْوِي عُنُقًا تَلَفُّتَا
كأنما عَرْفُهُ كاللؤلؤِ = أيْ في البياضِ والصَّفَا إذا رُئِي
تَجمعُهُ أمُّ سُلَيمٍ تَجعلُهْ = في طِيبِهَا فهو لعَمْرِي أَفضَلُهْ
يقولُ مَن يَنْعَتُهُ ما قَبْلَهُ = أو بَعدَه رأيتُ قَطُّ مِثْلَهُ
بابُ ذِكْرِ وَصْفِ أمِّ مَعبدٍ الْخُزَاعِيَّةِ له، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ اسْمِهَا
تقولُ فيه بلسانٍ ناعِتِ = أَبْلَجُ وجهٍ ظاهرُ الوضاءةِ
الخلْقُ منه لم تَعِبْهُ ثَجْلَهْ = كَلَّا ولم تُزْرِ به مِن صَعْلَهْ
أَدْعَجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ = مِن طولِها أو غَطَفٌ أو عَطْفُ
والْجِيدُ فيه سَطْعٌ وَسيمُ = والصوتُ فيه صَحَلٌ قَسيمُ
كَثيفُ لِحيةٍ أَزَجُّ أَقْرَنُ = أخلاهُ مِن قُرْبٍ له وأَحْسَنُ
أجْمَلَهُ مِن بُعْدٍ وأَبْهَا = يَعْلُوهُ إذ ما يَتكلَّمُ الْبَهَا
كذاك يَعلوهُ الوَقارُ إن صَمَتْ = مَنْطِقُهُ كخَرَزٍ تَحَدَّرَتْ
فضْلُ الكلامِ ليس فيه هَذْرُ = حُلْوُ المقالِ ما عَراهُ نَزْرُ
لا بائنٌ طُولاً ولا يُقْتَحَمُ = مِن قِصَرٍ فهْو عليهم يَعْظُمُ
بنَضرةِ الْمَنظرِ والْمِقدارِ = تَحُفُّهُ الرُّفقةُ بائتمارِ
إنْ أُمِروا تَبَادَرُوا امْتِثَالَا = أو قالَ قولاً أَنْصَتُوا إِجلالاَ
فهو لَدَى أصحابِه مَحفودُ = أي يُسرعونَ طاعةً مَحشودُ
ليس بعَابِسٍ ولا مُفَنَّدِ = بذاكَ عَرَّفَتْهُ أمُّ مَعْبَدِ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفية, السيرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجلس مذاكرة (مختصر عبد الغني) بطريقة التلخيص مسلمة 12 منتدى الإعداد العلمي 32 5 ربيع الثاني 1437هـ/15-01-2016م 01:25 AM


الساعة الآن 06:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir