باب دخول حروف الصّفات مكان بعض
[تأويل مشكل القرآن: 565]
قوله تعالى: {ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} [طه: 71]، أي على جذوع النخل.
قال الشاعر:
وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا
وقال عنترة:
بطل كأنّ ثيابه في سرحة يحذى نعال السّبت ليس بتوأم
أي على سرحه من طوله.
[تأويل مشكل القرآن: 567]
قال اللّه تعالى: {فسئل به خبيراً} [الفرقان: 59]، أي عنه.
قال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنّساء فإنّني بصير بأدواء النّساء طبيب
أي عن النساء.
وقال ابن أحمر:
تسائل بابن أحمر من رآه أعارت عينه أم لم تعارا
[تأويل مشكل القرآن: 568]
قال اللّه تعالى: {وما ينطق عن الهوى (3)} [النجم: 3]، أي بالهوى.
والعرب تقول: رميت عن القوس، أي رميت بالقوس.
«اللام» مكان «على»
قال اللّه تعالى: {ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ} [الحجرات: 2] أي لا تجهروا عليه بالقول.
والعرب تقول: سقط فلان لفيه، أي على فيه. قال الشاعر:
فخرّ صريعا لليدين وللفم
[تأويل مشكل القرآن: 569]
قال الآخر:
معرّس خمس وقّعت للجناجن
[تأويل مشكل القرآن: 570]
قال اللّه تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} [النساء: 2]، أي مع أموالكم. ومثله: {من أنصاري إلى اللّه} [آل عمران: 52]، أي مع اللّه.
والعرب تقول: الذّود إلى الذّود إبل، أي مع الذّود.
قال ابن مفرّغ:
شدخت غرّة السّوابق فيهم في وجوه إلى اللّمام الجعاد
أراد مع اللّمام الجعاد.
[تأويل مشكل القرآن: 571]
قال اللّه تعالى: {بأنّ ربّك أوحى لها (5)} [الزلزلة: 5]، أي أوحى إليها.
قال اللّه تعالى: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا} [الأعراف: 43]، أي إلى هذا.
يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: {وأوحى ربّك إلى النّحل} [النحل: 68] وقوله: {وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ} [النحل: 121].
[تأويل مشكل القرآن: 572]
قال اللّه تعالى: {إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2)} [المطففين: 2]، أي مع الناس.
وقال صخر الغيّ:
متى ما تنكروها تعرفوها على أقطارها علق نفيث
أي من أقطارها.
ومنه قوله تعالى: {من الّذين استحقّ عليهم الأوليان} [المائدة: 107]، أي منهم.
[تأويل مشكل القرآن: 573]
قال اللّه تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه} [الرعد: 11] أي بأمر اللّه.
وقال تعالى: {يلقي الرّوح من أمره} [غافرة: 15]، أي بأمره.
وقال: {تنزّل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربّهم من كلّ أمرٍ (4) سلامٌ} [القدر: 4، 5]، أي بكل أمر.
[تأويل مشكل القرآن: 574]
«الباء» مكان «من»
تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا.
قال اللّه تعالى: {عيناً يشرب بها المقرّبون (28)} [المطففين: 28] و{عيناً يشرب بها عباد اللّه} [الإنسان: 6]. ويكون بمعنى يشربها عباد اللّه ويشرب منها.
قال الهذليّ وذكر السّحائب:
شربن بماء البحر ثم ترفّعت متى لجج خضر لهنّ نئيج
أي شربن من ماء البحر.
وقال عنترة:
شربت بماء الدّحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الدّيلم
[تأويل مشكل القرآن: 575]
وقال عز وجل: {فإلّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنّما أنزل بعلم اللّه} [هود: 14]، أي من علم اللّه.
[تأويل مشكل القرآن: 576]
قال اللّه تعالى: {أروني ماذا خلقوا من الأرض} [فاطر: 40]، أي في الأرض.
قال اللّه تعالى: {ونصرناه من القوم} [الأنبياء: 77]، أي على القوم.
قال اللّه تعالى: {وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده} [الشورى: 25]، أي من عباده.
وتقول: أخذت هذا عنك، أي منك.
[تأويل مشكل القرآن: 577]
تقول: لهيت من فلان، أي عنه. و: حدثني فلان من فلان.
أي عنه.
قال اللّه تعالى: {ولهم عليّ ذنبٌ} [الشعراء: 14]، أي عندي.
قال اللّه تعالى: {ما خلقناهما إلّا بالحقّ} [الدخان: 39] أي للحق.
[تأويل مشكل القرآن: 578]