دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1431هـ/30-09-2010م, 05:32 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة يونس

سورة يونس
من الاية 1 الى الاية 19
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قولها عزّ وجلّ: (الر تلك آيات الكتاب الحكيم (1)
قد بيّنّا في أول البقرة ما قيل من " الر " وما أشبه ذلك.
وقوله: (تلك آيات الكتاب الحكيم).
أي الآيات التي جرى ذكرها هي آيات الكتاب الحكيم.
وقوله: (أكان للنّاس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر النّاس وبشّر الّذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند ربّهم قال الكافرون إنّ هذا لساحر مبين (2)
يعنى بالناس ههنا أهل مكة، ويروى أنهم قالوا: العجب أن اللّه لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم أبي طالب، وجائز - واللّه أعلم – أنهم عجبوا من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنذرهم وبشّر الذين آمنوا، والإنذار والبشارة متّصلان بالبعث والنشور، فعجبوا أن أعلمهم أنهم يبعثون ويجازون بالحسنة والسيئة.
فقال: (أكان للنّاس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر النّاس وبشّر الّذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند ربّهم).
فموضع (أن) الأولى رفع، المعنى: أكان للناس عجبا وحينا وموضع " أن " الثانية نصب بـ أوحينا، وموضع " أنّ " المشددة نصب بـ بشّر، والقراءة
[معاني القرآن: 3/5]
الفتح، ويجوز كسرها: (وبشّر الّذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند ربّهم) لأنّ البشارة قول، فالمعنى: قل لهم إنّ لهم قدم صدق عند ربهم ولكنّه لا يقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية لأن القراءة سنة.
والقدم الصّدق: المنزلة الرفيعة.
(قال الكافرون إنّ هذا لسحر مبين) - و (لساحر مبين) - جميعا.
وإنما قالوا " لسحر مبين " لمّا أنذرهم بالبعث والنشور.
وقوله: (إنّ ربّكم اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش يدبّر الأمر ما من شفيع إلّا من بعد إذنه ذلكم اللّه ربّكم فاعبدوه أفلا تذكّرون (3)
أعلمهم أنّ الّذي خلق السّماوات والأرض وقدرته هذه القدرة قادر على بعثهم بعد موتهم.
وقوله: (ما من شفيع إلّا من بعد إذنه).
ولم يجر للشفيع ذكر قبل هذا، ولكن الذين خوطبوا كانوا يقولون إنّ الأصنام شفعاؤنا عند اللّه، فالذكر جرى بعد في الشّفعاء.
فقوله: (ما من شفيع إلّا من بعد إذنه) أي لا يشفع شفيع إلّا لمن ارتضى اللّه.
قال اللّه - جلّ وعزّ: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)
(ذلكم اللّه ربّكم فاعبدوه).
أي فاعبدوه وحده.
وقوله: (إليه مرجعكم جميعا وعد اللّه حقّا إنّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات بالقسط والّذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون (4)
[معاني القرآن: 3/6]
يدلّ على أنّ الأمر في العجب كان في البعث والنشور.
(جميعا) منصوب على الحال.
وقوله: (حقّا).
(وعد اللّه) منصوب على معنى وعدكم اللّه وعدا، لأن قوله: (مرجعكم)
معناه الوعد بالرجوع، و (حقّا) منصوب على أحقّ ذلك حقّا.
ويجوز من غير القراءة وعد اللّه حقّ.
(إنّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده).
قرئت (إنّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده)، وقرئت أنّه - بفتح الألف وكسرها.
جميعا. كثيرتان في القراءة، فمن فتح فالمعنى: إليه مرجعكم جميعا لأنه يبدأ الخلق، ومن كسر كسر على الاستئناف والابتداء (ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات بالقسط).
أي بالعدل.
وقوله: (هو الّذي جعل الشّمس ضياء والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلّا بالحقّ يفصّل الآيات لقوم يعلمون (5)
(وقدّره) يعني القمر، لأنه المقدّر لعلم السّنين والحساب، وقد يجوز أن يكون المعنى وقدّرهما منازل فحذف أحدهما اختصارا وإيجازا كما قال الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما... عندك راض والرأي مختلف
[معاني القرآن: 3/7]
وقوله: (دعواهم فيها سبحانك اللّهمّ وتحيّتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد للّه ربّ العالمين (10)
معنى (دعواهم) دعاؤهم، يعني إن دعاء أهل الجنة تنزيه الله وتعظيمه.
(وتحيّتهم فيها سلام).
جائز أن يكون ما يحيّي به بعضهم بعضا سلام، وجائز أن يكون اللّه يحييهم منها بالسلام.
(وآخر دعواهم أن الحمد للّه ربّ العالمين).
أعلم اللّه أنهم يبتدئون بتعظيم الله رب العالمين.
و(أن الحمد للّه ربّ العالمين) - بالتخفيف - على حذف أنّ الشديدة والهاء، والمعنى أنه الحمد للّه رب العالمين.
وقوله: (ولو يعجّل اللّه للنّاس الشّرّ استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الّذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون (11)
يروى أنهم لو أجيبوا في الدعاء على أنفسهم وأهليهم، كقول الرجل لابنه وحميمه: أماتك اللّه، وفعل بك كذا وكذا.
وجائز أن يكون عنى قوله: (فأمطر علينا حجارة من السّماء)، وما أشبه ذلك فلو عجل الله ذلك كما يعجّل لهم الخير لأهلكهم به.
ونصب (استعجالهم) على مثل استعجالهم بالخير، أي على نعت مصدر محذوف.
والمعنى: ولو يعجّل اللّه للنّاس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير، (لقضي إليهم أجلهم).
ويقرأ: لقضى إليهم أجلهم جميعا، جيّدتان، ولقضي أحسنهما، لأن
[معاني القرآن: 3/8]
قوله: (ولو يعجل اللّه للناس الشر) يتصل به (لقضي إليهم أجلهم).
(فنذر الّذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون).
الطغيان في كل شيء ارتفاعه وعلوّه.
والعمه التحير.
المعنى فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في غلوهم وكفرهم يتحيرون.
وقوله: (وإذا مسّ الإنسان الضّرّ دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون (12)
المعنى - واللّه أعلم -: وإذا مسّ الإنسان الضر من حال من الأحوال فجائز أن يكون دعانا لجنبه، ودعانا وهو سطيح، أو دعانا قائما.
ويجور أن يكون: وإذا مس الإنسان الضر لجنبه أو مسّه قاعدا، أو مسّه قائما، دعانا.
(فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه).
المعنى مر في العافية على ما كان عليه قبل أن يبتلى، ولم يتعظ بما ناله.
وقوله: (كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون).
ويجوز زيّن للمسرفين.
موضع الكاف نصب على مفعول ما لم يسم فاعله المعنى زين للمسرفين عملهم كذلك أي مثل ذلك، أي جعل جزاءهم الإضلال بإسرافهم بكفرهم.
[معاني القرآن: 3/9]
وقوله: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لمّا ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبيّنات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين (13)
المعنى كالمعنى من قوله: (فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل).
أعلم اللّه - جل ثناؤه أنهم لا يؤمنون ولو أبقاهم أبدا. فجائز أن يكون جعل جزاءهم الطبع على قلوبهم، وجائز أن يكون أعلم ما قد علم منهم.
والدّليل على أنّه طبع على قلوبهم جزاء لهم
قوله: (كذلك نجزي القوم المجرمين).
قوله: (كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه).
(كأن) مخففة من الشديدة، المعنى كأنّه لم يدعنا.
قالت الخنساء:
كأن لم يكونوا حمى يتّقى... إذ الناس إذ ذاك من عزّ بزّا
أي كأنهم لم يكونوا.
وقوله: (ثمّ جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون (14)
موضع (كيف) نصب بقوله (تعملون) لأنها حرف استفهام، ولا يعمل فيها (لننظر) لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل في الاستفهام.
ولو قلت: لننظر أخيرا تعملون أم شرّا كان العامل في خير وشيء تعملون.
وقوله: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّنات قال الّذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدّله قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم (15)
منصوب على الحال.
(قال الّذين لا يرجون لقاءنا).
[معاني القرآن: 3/10]
لا يؤمنون بالبعث والنشور.
(ائت بقرآن غير هذا أو بدّله).
أي إيت بقرآن ليس فيه ذكر البعث والنشور وليس فيه عيب آلهتنا.. أو " بدّله " أي أو بدل منه ذكر البعث والنشور.
(قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ)
تأويله: إنّ الّذي أتيت به من عند اللّه لا من عندي فأبدله.
(قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون (16)
ويجوز (عمرا) بإسكان الميم، أي قد لبثت فيكم من قبل أن يوحى إليّ لا أتلو كتابا ولا أخطه بيميني، وهذا دليل على أنه أوحي إليّ؛ إذ كنتم تعرفونني بينكم، نشأت لا أقرأ كتابا، وإخباري إياكم أقاصيص الأولين من غير كتاب ولا تلقين يدل على أنّ ما أتيت به من عند اللّه وحي.
وقوله: (ويعبدون من دون اللّه ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه قل أتنبّئون اللّه بما لا يعلم في السّماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عمّا يشركون (18)
المعنى: ما لا يضرهم إن لم يعبدوه، ولا ينفعهم إن عبدوه.
(ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه قل أتنبّئون اللّه بما لا يعلم في السّماوات ولا في الأرض).
أي أتعبدون ما لا يسمع ولا يبصر ولا يميّز، وتزعمون أنها تشفع عند اللّه، فتخبرون بالكذب.
(وما كان النّاس إلّا أمّة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربّك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون (19)
[معاني القرآن: 3/11]
قيل يعنى بالناس ههنا العرب الذين كانوا على الشرك.
اختلفوا: آمن بعض وكفر بعض.
وقيل: ما كان الناس إلا أمّة واحدة، أي ولدوا على الفطرة، واختلفوا بعد الفطرة.
(ولولا كلمة سبقت من ربّك لقضي بينهم).
ويجوز لقضى بينهم، أي لولا أنّ اللّه - جلّ وعزّ - جعل لهم أجلا في - القضاء بينهم، لفصل بينهم في وقت اختلافهم.
و(بين) منصوبة لأنها ظرف.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir