دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول تدبّر القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 1 رمضان 1441هـ/23-04-2020م, 09:19 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

أمثلة على الوصل والفصل في القرآن الكريم:
المثال الأول: قول الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)}
قوله تعالى: {وجعل أهلها شيعاً} وصل للجملة قبلها: {علا في الأرض} وهذا الوصل يفيد التشنيع على فرعون بتعديد جرائمه، وأن شرّه وإفساده عمّ الأرض وأهلها.
وقوله تعالى: {يستضعف طائفة منهم} فصلٌ مفسِّرٌ لمعنى جَعْلِهم شيعاً.
وقوله تعالى: {يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم} فصل مفسّر لمعنى الاستضعاف.
وقوله تعالى: {إنه كان من المفسدين} فصل قائم مقام التعليل.

المثال الثاني: قول الله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}
في هذه الآية وصل ثلاث جمل ثم فصل بواو الاستئناف.
فقول الله تعالى: {والله ولي المؤمنين} هذه الواو ليست عاطفة، بل هي استئنافية، وما بعدها خبر مبتدأ، فهي جملة فاصلة بعد تمام الكلام تفيد الختم بحكم جامع، وهو الذي يسميه بعض البلاغيين والمفسرين بالتذييل، وهو مصطلح درج إلى أهل التفسير من كلام أهل البديع في صناعة الشعر والنثر، ولو أنّهم استعملوا لفظاً خيراً منه لكان أجود.
وختم الآيات بأحكام جامعة كثير في القرآن الكريم، ومنها ما يفيد التعليل، ومنها ما يفيد التنبيه على البرهان، ومنها ما يفيد التوكيد، ومنها ما يفيد الحكم الفصل الجامع.
وفي تقديم قوله: {للذين اتبعوه} على جملة: {وهذا النبيّ} وجهان في التفسير:
الوجه الأول: أنّ هذه الآية في سياق محاجّة كفرة أهل الكتاب، وردّ زعمهم أنّهم أولى بإبراهيم عليه السلام من المسلمين؛ فبدأ في مجادلتهم بالقدر المتّفق عليه، وهو أنّ أولى الناس بإبراهيم أتباعه الذين آمنوا به واتّبعوه، فهذا محلّ اتفاق، انتقل بعده إلى تقرير أولى الناس بإبراهيم بعدهم وهو النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذكره بوصف النبوة، وعرّفه باسم الإشارة لتعيينه؛ فإنهم لا يبلغون أن يكونوا أولى بإبراهيم عليه السلام وهو نبي من أخيه في النبوة؛ ثم ذكر في المرتبة الثالثة الوصف الوحيد الذي يمكنهم أن يلحقوا به ليكونوا من أولى الناس بإبراهيم عليه السلام فقال: {والذين آمنوا} وهذا يدخل فيه كلّ من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فليس بينهم وبين تحقيق ما خاصموا فيه وإتيانه من بابه إلا أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتّبعوه؛ ثم رغّبهم في ذلك بختم الآية بحكم شريف أشرف مما خاصموا فيه، فقال: {والله وليّ المؤمنين} وولاية الله تعالى لعبده أشرف المطالب، وهي أشرف من خصومتهم في دعوى أنهم أولى بإبراهيم عليه السلام من المسلمين.
والوجه الثاني: أن قوله {للذين اتّبعوه} عامّ يشمل أتباع إبراهيم عليه السلام في حياته، وبعد مماته، ويشمل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)}
فيكون قوله: {وهذا النبي} من باب عطف الخاص على العام.

المثال الثالث: قول الله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}

قوله تعالى: {وكلمة الله هي العليا} فَصْلٌ بواو الاستئناف، وليست عاطفة، وما بعدها مبتدأ وخبر؛ وهو فصلٌ منبّهٌ على البرهان؛ فإنّ كلمة الله تعالى لا تكون إلا عليا، وقوله: {هي العليا} أسلوب حصر، أي هي لا غيرها العليا؛ وهذا يقتضي أنّ كلمة الذين كفروا لا بدّ أن تكون هي السفلى.
وقوله تعالى: {والله عزيز حكيم} فيه نوعان من الفصل:
1: فصل المفردات؛ فلم يقل: والله عزيز وحكيم، وهذا الفصل قائم مقام تعظيم الموصوف بتعظيم صفاته وبيان اجتماعها؛ فلله تعالى كمال العزة، وله كمال الحُكم، واجتماع العزة والحكم معاً يدل على كمال آخر.
2: وفصل هذه الجملة عن الجمل السابقة بواو الاستئناف؛ وختم الآية بها يفيد بيان البرهان الكلي الجامع والتنبيه على أثره في أحكام الجُمل السابقة.
فأفعال الله تعالى من آثار أسمائه وصفاته، والله تعالى له الخلق والأمر، ولا بدّ أن تظهر آثار أسمائه وصفاته في أوامره ومخلوقاته.

المثال الرابع: قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (7)}
في هذه الآية فصل في أربعة مواضع:
الموضع الأول: {يقاتلون في سبيل الله} وهذا الفصل يفيد تفسير الجملة الأولى وبيان معنى هذا الاشتراء، ويقوم مقام تعليل الوعد {بأنّ لهم الجنة}.
والموضع الثاني: {وعداً عليه حقاً ...} وهو فصل قائم مقام التوكيد.
والموضع الثالث: {ومن أوفى بعهده من الله} وهو فصل منبّه على برهان صدق الوعد، والواو هنا استئنافية.
والموضع الرابع: {وذلك هو الفوز العظيم} الواو استئنافية أيضاً، وهذه الجملة يفيد الفصل بها ترغيب المؤمنين في الوفاء بهذا البيع.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir