دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1441هـ/16-02-2020م, 12:28 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن القسم الثاني :

مصادر التلقي للعلم بصفات الله سبحانه:
- ما دلّت عليه الآيات من كتاب اللّه تعالى وما روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم.

الكلام صفة من صفات الله:
- نثبت صِفَةِ الكلامِ لله حَقِيقَةً عَلَى ما يَلِيقُ بِجَلالِهِ تَعَالَى .
- صفة الكلام لله قديمة النوع حادثة الآحاد .
- صفة الكلام من الصفات الذاتية الفعلية لله تعالى , فهو يتكلم إذا شاء متى شاء.
- وقد تكلم-سبحانه- بالقرآن وباقي الكتب المنزلة على الأنبياء.

الأدلة على أن الكلام صفة من صفات الله:
- قال تعالى: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلاً ).
- وقال:( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسى بنَ مَرْيَمَ ).
- وقال: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
- وقولُهُ: ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ).

كلام الله سبحانه بحرف وصوت :
- قال تعالى:( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً )،
- وقَوْلُهُ: ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوْسَى أَنِ ائْتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ).
- وقال:(وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُما الشَّجَرَةِ ).
- وقال : ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلينَ ).

عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن:

أولا: القرآن كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره :
الأدلة على أن القرآن كلام الله :
- قال تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} .
قال قتادة والسّدّيّ: القرآن.
- وقال تعالى: {يريدون أن يبدّلوا كلام اللّه}.

ثانيا: القرآن نزل من عند الله :
- التَّنزيلُ والإنزالُ هو مجيءُ الشَّيءِ من أعلى إلى أسفلَ.
- قَالَ تَعَالَى :{ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ }
- وقال: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدّق الّذي بين يديه}.
- وقال: {المر تلك آيات الكتاب والّذي أنزل إليك من ربّك} الآية.
- وقال: {قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى}.

أقسام الإضافة إلى الله:
- جاء في الحديثِ: ((زَيِّنُوا الْقُرَآنَ بَأَصْوَاتِكُمْ)).القسم الأول : إضافةِ أَعْيَانٍ
وهي من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى خالقِه، كبيتِ اللهِ وناقةِ اللهِ ونحوِ ذلك.
- جاء في الحديثِ: ((زَيِّنُوا الْقُرَآنَ بَأَصْوَاتِكُمْ)).القسم الثاني : إضافةِ معانٍ،
وهي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كسمعِ اللهِ وبصرِه وعلمِه وقُدرتِه، فإضافةُ القرآنِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، لا من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى خالقِه.

بدء نزول القرآن:
نزول القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا :
نزل القرآن بداية إلى السماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر , ثم نزل مفرقا بحسب الحوادث على النبي عليه الصلاة والسلام.
- قال ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ونزل بعد في عشرين سنة ونزلت: {ولا يأتونك بمثلٍ إلاجئناك بالحقّ} الآية، {وقرآنًا فرقناه لتقرأه} الآية.
رواه ابن منده بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس.
- وقال أيضا: أنزل القرآن جملة من السماء العلياء إلى السماء الدنيا في رمضان وكان الله عز وجل إذا أراد أن يحدث شيئا أحدثه، يعني بالوحي.
رواه ابن مندة بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس.

ثالثا: جبريلَ عليه السلام سمع القرآن من الله تعالى:
- قال تعالى: { نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ }
- وقال : {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين نزل به الرّوح الأمين على قلبك} الآية.
- وقوله: (الأَمِينُ) دليلٌ على أنَّه مُؤْتمنٌ على ما أُرْسلَ به، فلا يَزيدُ عليه ولا يُنقِصُ،
- وقال: {وما نتنزّل إلا بأمر ربّك} الآية.

رابعا: النبيَّ صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل والصَّحابةُ سمعُوه منه:
- قال الله عز وجل: {طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى} إلى قوله {الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى}.
- وقال تعالى: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين نزل به الرّوح الأمين على قلبك} الآية.
دلت الآية على أنَّ الرَّسولَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سَمِعَهُ من جبريلَ ، والصَّحابةُ سمعُوه من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
- قال ابن عبّاسٍ، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، فما هو إلاّ أن يدخل رمضان فيدارسه جبريل عليه السّلام القرآن، فلهو أجود من الرّيح المرسلة.
رواه ابن مندة بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس.
- قال ابن عبّاسٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: ما لك لا تزورنا أكثر ممّا تزورنا، فأنزل الله عزّ وجلّ: {وما نتنزّل إلا بأمر ربّك} الآية.
رواه بن منده بسنده عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس.
- قال تعالى: { لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }.
- قال ابن عباس: كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلّ عامٍ، فلمّا كان العام الّذي قبض فيه، عرض عليه مرّتين، فشهده عبد الله، ما نسخ منه وما بدّل.
- كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بالمَوْقِفِ ويَقُولُ: ((أَلا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلِى قَوْمِه لاِبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي ، فإِنَّ قُرَيْشاً قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي)). رواه أَبُو دَاوُدَ وغيرُهُ.

خامسا: القرآن بدأ من الله وإليه يعود:
- قال عمر بن دينار: (أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ: اللَّهُ الخَالقُ وَمَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ إِلا القُـرْآنَ فَإِنَّهُ كَلامُ اللَّهِ غَـيْرُ مَخْلُـوقٍ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُـودُ).
معنى :(منه بدأ):
- أي هو الذي تكلم به وهو الذي أنزله.
- قال النبي صلى الله عليه وسلمَ: " مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ ".
- قال خباب بن الأرت: يَا هَذَا تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ بِمَا اسْتَطَعْتَ فَلَنْ يُتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ.
- الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.

معنى :(إليه يعود):
- أي يسري في آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى منه كلمة ولا حرف.
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله، فنحن نقولها.
رواه ابن مندة بسنده عن عن أبي حازمٍ، عن ابي هريرة.

سادسا: القرآنَ حروفه ومعانيه من الله تعالى:
- القرآن اسم للنظم العربي الذي بلغه النبي عليه الصلاة والسلام عن جبريل عن رب العالمين.
- قال شيخ الإسلام: والصواب الذى عليه السلف والأئمة أن الكلام حقيقة في اللفظ والمعنى، كما أن الإنسان حقيقة في البدن والروح فالنزاع فى الناطق كالنزاع فى منطقه .

الأدلة على أن القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى:
- قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) فيقرأ القرآن نفسه بحروفه لا معانيه.
- قال تعالى:{حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ} دلت الآية على أن القرآن الي هو سور وآيات وحروف وكلمات هو عين كلام الله .
- وقال :{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآن مُّبِينٍ }فسَمَّى نَفْسَ مجموعِ اللَّفظِ والمَعْنى قُرآناً وكِتاباً وكَلاَماً .

سابعا: كل حرف من القرآن قد تكلّم الله به حقيقة:
- قال ابنِ مسعودٍ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَنْ قَرَأَ الْقُرَآنَ فَأَعْرَبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ))
- وقال النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((اقْرَؤوا القرآنَ قَبلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ إِقَامَةَ السَّهْمِ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَتَعَجَّلُونَ آخِرَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ)) رواهُ أحمدُ، وأبو داودَ، والبيهقيُّ .
- وقال أبو بكرٍ وعمرُ -رضي اللَّهُ عنهما-: إعرابُ القرآنِ أحبُّ إلينا مِن حِفظِ بعضِ حُروفِه.
- وقال عليٌّ -رضي اللَّهُ عنه-: مَن كفَرَ بحرفٍ منه فقد كفَرَ بِهِ كُلِّهِ.

ثامنا: نزل القرآن بلسان عربي مبين:
- قال تعالى:{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } .
- وقال تعالى: {قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ}
- وقال: {إنّا أنزلناه قرءانًا عربيًّا}.

تاسعا: القرآن هو الذي في المصحف بين الدفتين ، محفوظ في السطور وفي الصدور:
القرآن هو المحفوظ في الصدور:
- قال تعالى: {وما كنت تتلو من قبله من كتابٍ}الآية، وقال عز وجل: {بل هو آياتٌ بيّناتٌ في صدور الّذين أوتوا العلم}الآية،
- وقال: {نزل به الرّوح الأمين على قلبك}. وقال: {من كان عدوًّا لجبريل فإنّه نزّله على قلبك}.
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله، فنحن نقولها.
رواه ابن مندة بسنده عن عن أبي حازمٍ، عن ابي هريرة.

المكتوب بين الدَّفتين هو القرآن :
- قال اللّه عز وجل: {الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب} .
وقال عز وجل: {نزّل عليك الكتاب بالحقّ مصدّقًا لما بين يديه} .
- وقال تعالى:{لْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجيد * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}
- وقال: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ}.
- قال أبو شريحٍ الخزاعيّ: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنّ هذا القرآن سببٌ، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسّكوا به، فإنّكم لن تضّلّوا ما إن تمسّكتم به)).
- عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ فإنّي أخاف أن يناله العدوّ)).
رواه ابن منده بسنده عن نافع عن ابن عمر.

المسموع من القرآن كلام الله عز وجل:
- قال الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {بلّغ ما أنزل إليك من ربّك} .
- وقال: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام الله}.

عاشرا: القرآن كلام الله غير مخلوق:
حكم من قال بخلق القرآن:
- قال أحمد : من قال: القرآن مخلوق فهو عندنا كافر؛ لأن القرآن من علم الله عز وجل وفيه أسماء الله عز وجل.
- قال الآجري: باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله تعالى، وأن كلامه ليس بمخلوق ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر .
- قال اللالكائي: وهو قرآنٌ واحدٌ غير مخلوقٍ وغير مجعولٍ ومربوبٍ، بل هو صفةٌ من صفات ذاته، لم يزل به متكلّمًا، ومن قال غير هذا فهو كافرٌ ضالٌّ مضلٌّ مبتدعٌ مخالفٌ لمذاهب السّنّة والجماعة.

الرد على من قال بخلق القرآن:
أولا: القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة:
- قال تعالى: {ولكن حقّ القول منّي} ولا يكون من اللّه شيءٌ مخلوقٌ .
- قال: عليه الصلاة ولسلام ((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ)) فكلامَ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ لأنَّ الاستعاذةَ بالمخلوقِ شِركٌ.

ثانيا: كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً:
- قال تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} فسرها بقوله:
{ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ}
- قال قتادة في الآية السابقة:
قال المشركون: إنّما هذا كلامٌ يوشك أن ينفد، فأنزل اللّه تعالى ما تسمعون، يقول: لو كان شجر الأرض أقلامًا، ومع البحر سبعة أبحرٍ مدادًا، لتكسّرت الأقلام ونفدت البحور قبل أن تنفد عجائب ربّي وحكمته وكلماته وعلمه.
- حين يفنى خلق الله يقول: {لمن الملك اليوم} فيجيب تعالى نفسه: {للّه الواحد القهّار} .
فالمخلوقات كلّها تنفد وتفنى، وكلمات اللّه لا تفنى.

ثالثا: القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا:
- قال تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم}،
- وقال : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}،
- وقال : {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}.
علم الله هو القرآن.
- قال الإمام أحمد : إذا قال الرجل العلم مخلوق فهو كافر؛ لأنه يزعم أنه لم يكن له علم حتى خلقه.
- وقال: من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر؛ لأن القرآن من علم الله عز وجل.
- قال ابن بطة: فقد دلّنا كتاب اللّه أنّ القرآن كلام اللّه، وأنّه علمٌ من علم اللّه، فكلام اللّه من اللّه. قال اللّه تعالى: {ولكن حقّ القول منّي} فمن زعم أنّ من اللّه شيئًا مخلوقًا، فقد كفر. ومن زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، فقد زعم أنّ اللّه كان ولا علم له.

رابعا : فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق:
- قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين}
- قال ابن عيينة : " ما يقول هذا الدّويبة؟ -يعني بشرًا المريسيّ-، قالوا: يا أبا محمّدٍ: يزعم أنّ القرآن مخلوقٌ. قال: فقد كذب، قال اللّه عزّ وجلّ: {ألا له الخلق والأمر} فالخلق خلق اللّه، والأمر القرآن .
- قال ابن خزيمة : الفرق بين الخلق والأمر: فأعلمنا جلّ وعلا أنّه يكوّن كلّ مكوّنٍ من خلقه بقوله: {كن فيكون} وقوله: {كن} : هو كلامه الّذي به يكون الخلق وكلامه عزّ وجلّ الّذي به يكون الخلق غير الخلق الّذي يكون مكوّنًا بكلامه.
- قال البيهقي: وقال: {ألا له الخلق والأمر}، ففرق بين خلقه وأمره بالواو الذي هو حرف الفصل بين الشيئين المتغايرين، فدل على أن قوله غير خلقه، وقال: {لله الأمر من قبل ومن بعد}، يعني من قبل أن يخلق الخلق ومن بعد ذلك. وهذا يوجب أن الأمر غير مخلوق.

خامسا: أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم:
- قال النبي عليه الصلاة والسلام : (أأوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب، فقال: يا ربّ، وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، فجرى بما هو كائنٌ من ذلك اليوم إلى قيام السّاعة ).
- قال السلف: إنّما خلق القلم ب {كن} فخلق القلم بكلامه , وكان كلامه قبل خلقه.

تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق:
- لمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ.

أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في القرآن:
الجهمية:
أول من قال: القرآن مخلوق الجعدُ بنُ دِرْهمٍ، وأخذها عنه الجهمُ بنُ صفوانَ.
قالوا: إنَّ اللَّهَ لا يتكلَّمُ، بل خَلقَ كلاماً في غيرِه وجَعلَ غيرَه يُعبِّرُ عنه، وما جاء مِن الأدلَّة أنَّ اللَّهَ تكلَّم أو يُكلِّمُ أو نادى أو نحوَ ذَلِكَ، قالوا هَذَا مجازٌ.

المعتزلة:
زعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، فالله يخلق الكلام في مخلوق كالهواء أو في غيره , فقالوا بأنّ القرآن مخلوق .

الكلابية والماتريدية والأشاعرة:
- أول من قال : القرآن قديم عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري .
- الكلابية قالوا بأن القرآن حكاية عن كلام الله.
- الأشاعرة قالوا بأنه عبارة عن كلام الله , وبأن القرآن هو الذي في السماء , وفرقوا بين القرآن المتلو وغير المتلو.
- زعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله ، وبأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت.
- قالوا بأن كلامه هو المعنى لا الحروف.
- قالوا بأن جبريل-عليه السلام- أخذه من اللوح المحوظولم يسمعه من الله , أو ألهمه الله إياه.

الواقفة:
قالوا بأن القرآن هو مجرد الحروف فقط دون المعنى.

الفلاسفة:
قالوا بأن القرآن فَاضَ عَلَى نفسِ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام مِن العقلِ الفَعَّالِ أو غيرِه.

فتنة اللفظية:
- هم من ابتدعوا مقولة: لفظي بالقرآن مخلوق .
- جاء في الحديثِ: ((زَيِّنُوا الْقُرَآنَ بَأَصْوَاتِكُمْ)).
- قال الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ : مَن قَالَ اللَّفْظُ بِالقُرْآنِ أَوْ لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ.
فمنعو من إِطْلاقِ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ لكونه يَقْتَضِي جَعْلَ صِفَاتِ اللَّهِ مَخْلُوقَةً أَوْ جَعْلَ صِفَاتِ العِبَادِ ومِدادَهُمْ غَيْرَ مَخْلُوقٍ.
- القرآن كلام البارئ، والصوت صوت القارئ.
- يراد بِاللَّفْظِ القَوْلُ الذي يَلْفِظُ بِهِ اللافِظُ وَذَلكَ كَلامُ اللَّهِ لا كَلامُ القَارِئِ , أما لصَّوْتَ المَسْمُوعَ فهو صَوْتُ العَبْدِ.
- قال أحمد : القُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ حَيْثُ تَصَرَّفَ
- قال البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم).
- قاعدة :الكلام ينسب لمن تكلم به ابتداء

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir