تحيةٌ مفتوحةٌ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
إلى أعضاءِ المعهدِ الجُدد
وجمعِ طلبةِ العلمِ النافعِ في شتى ميادينِه
كم يفرح المرء منا ويسر إذا ما استقبله مضيفُه بالترحاب والمودة والسرور؟.
فيا أخي الكريم.
ويا أختي الكريمة.
من الأعضاءِ الجُدد في هذا الصرح المبارك.
وفي ميادين العلم النافع كافة.
العامة منها والخاصة.
تصوروا أنفسَكم في حضرةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأنَّكم إنَّما أتيتُم إليه طلباً للعلمِ والمعرفةِ النافعةِ.
من شتى أصنافِها وفنونِها.
برفقةِ أحدِ أصحابِه الكرام.
الذي جاءَ لمثلِ ما أتيتُم من أجلِه.
فحياه الرسولُ الكريم، عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم.
بتحيةٍ مباركةٍ عامةٍ، شاملةٍ، خالدة.
وبشره ببشارةٍ عظيمة.
وذلك فيما ورد عن: زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
حَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَى بُرْدٍ أَحْمَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ.
قَالَ: (مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ، إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ، وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُبُ).
قَالَ: (فَمَا جِئْتُ تَطْلُبُ)؟
قَالَ صَفْوَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا نَزَالُ نُسَافِرُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَأَفْتِنَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ).
فهذه التحيةُ المباركةُ منه صلى الله عليه وسلم تشملُكم بإذن الله تعالى.
ما دامَ قصدُكم طلب العلم.
فمرحبا بكم.
طبتُم وطابَ مسعاكم وبوئتم من مساكن الجنة ما يطيب لكم.
أيَّدَكم الله وسدَّدَكم.
وعلى طريق العلم النافع ثبتكم.
وإلى عملِ الخيرِ وخيرِ العملِ وفَّقَكم.
وبالإخلاص التامِّ في القول والعمل جمَّلَكم.