قال الأسود بن يعفر:
قد أَصبَحَ الحَبْلُ منْ أَسماءَ مَصْرُومَا = بَعْدَ ائْتِلاَفٍ وحُبٍّ كانَ مَكْتُومَا
واسْتَبْدَلَتْ خُلَّةً مِنِّي وقد عَلِمَتْ = أَن لَنْ أَبِيتَ بوادِي الخَسْفِ مَذْمُوما
عَفٌّ صَليبٌ إذا ما جُلْبَةٌ أَزَمَتْ = مَنْ خيْرِ قَوْمِكَ موجوداً ومعدُومَا
لَمَّا رَأَتْ أَنَّ شَيْبَ المَرْءِ شامِلُهُ = بَعْدَ الشَّباب، وكان الشَّيْبُ مَسْؤومَا
صَدَّتْ وقال: أرى شَيْباً تفَرَّعَهُ = إنَّ الشبابَ الَّذِي يَعْلو الجَراثِيمَا
كأَنَّ رِيقَتَها بَعْدَ الكَرَى اغْتَبَقَتْ = صِرْفاً تَخَيَّرَها الحانُونَ خُرْطومَا
سُلاَفَةَ الدَّنِّ مَرْفوعاً نَصائِبُهُ = مُقَلَّدَ الفَغْوِ والرَّيْحَانَ مَلْثُومَا
وقد ثَوَى نِصْفَ حَوْلٍ أَشْهُراً جُدُدُاً = بِبابِ أَفَّانَ يَبْتارُ السَّلالِيمَا
حتَّى تَناوَلَها صَهْباءَ صافِيةً = يَرْشُو التِّجارَ عليها والتَّرَاجِيمَا
وسَمْحَة المَشْيِ شِمْلالٍ قَطَعْتُ بها = أَرْضاً يَحارُ بها الهادُونَ دَيْمُومَا
مَهامهاً وخُروقاً لا أنِيسَ بها = إلاَّ الضَّوابحَ والأَصْداءَ والبُومَا