قال بشامة بن الغدير:
لِمَنِ الدِّيَارُ عَفَوْنَ بالجَزْعِ = بالدَّوْمِ بَيْنَ بُحارَ فالشِّرْعِ
دَرَسَتْ وقد بَقِيَتْ على حِجَجٍ، = بَعْدَ الأَنيسِ عَفَوْنَها، سَبْعِ
إِلاَّ بَقايا خَيْمَةٍ دَرَسَتْ = دارَتْ قواعِدُها على الرَّبْعِ
فَوَقَفْتُ في دارِ الْجَمِيعِ وقد = جالَتْ شُؤُون الرَّأسِ بالدَّمْعِ
كعُرُوضِ فَيَّاضٍ على فَلَجٍ = تَجْرِى جَدَاوِلُهُ على الزَّرْعِ
فَوَقَفَتُ فيها كَيْ أُسائِلَها = غَوْجَ اللَّبَانِ كَمِطْرَقِ النَّبْعِ
أُنْضِي الرِّكابَ على مَكارِهِها = بِزَفِيفِ بَيْنَ المَشْيِ والوَضْعِ
بِزفِيفِ نَقْنَقَةٍ مُصَلَّمَةٍ = قَرْعاءَ بَيْنَ نَقانِقٍ قُرْعِ
وبَقاءِ مَطْرُورٍ تَخَيَّرَهُ = صَنَعٌ لِطُولِ السَّنِّ والوَقْعِ
ويَدَيْ أَصَمَّ مُبادِرٍ نَهَلاً = قَلِقَتْ مَحَالَتُهُ منَ النَّزْعِ
مِنْ جَمِّ بِئْرٍ كان فُرْصَتُهُ = منها صَبِيحَةَ ليلةِ الرِّبْعِ
فأَقامَ هَوْذَلَةَ الرِّشاءِ وإِنْ = تُخْطِىءْ يَدَاهُ يَمُدُّ بالضَّبْعِ
أَبْلِغْ بَنِي سَهْمٍ لَدَيْكَ فَهَلْ = فِيكُمْ مِنَ الحَدَثَانِ مِنْ بِدْعِ
أَمْ هل تَرَوْنَ اليومَ منْ أَحَدٍ = حَصَلَتْ حَصاةُ أَخٍ له يُرْعِي
فَلَئِنْ ظَفِرْتُمْ بالخِصامِ لِمَوْ = لاَكُمْ فكانَ كَشَحْمَةِ القَلْعِ
وبَدَأتُمُ للناسِ سُنَّتَها = وقَعَدْتُمُ لِلرِّيحِ في رَجْعِ
لَتَلاَوَمُنَّ على المَوَاطِنَ أَنْ = لا تَخْلِطُوا الإِعْطاءَ بالمَنْعِ