قال خراشة بن عمرو العبسي:
أَبَى الرَّسْمُ بالجَوْنَيْنِ أَنْ يَتَحَوَّلاَ = وَقد زَادَ بَعْدَ الحَوْلِ حَوْلا مُكَمَّلاَ
وبُدِّلَ منْ لَيْلَي بما قد تحُلُّهُ = نِعاجَ المَلاَ تَرْعَى الدَّخُولَ فَحَوْمَلاَ
مُلَمَّعَةً بِالشَّأْمِ سُفعاً خُدُودُها = كأَنَّ عليها سَابِرِيًّا مُذَيَّلاَ
كأَنَّ جُنُوداً رَكَّزَتْ حَيْثُ أَصْبَحَت = رِمَاحاً تَعَالَى مُسْتَقِيماً وأَعْصَلاَ
فلا قَوْمَ إِلاَّ نَحْنُ خَيْرٌ سياسةً = وخَيْرٌ بِقِيَّاتٍ بَقِينَ وأَوَّلاَ
وأَطْوَلُ في دَارِ الحِفَاظِ إِقامَةً = وأَرْبَطُ أَحْلاَماً إِذا البقْلُ أَجْهَلاَ
وأَكْثَرُ مِنَّا سَيِّداً وابْنَ سَيِّدٍ = وأَجْدَرُ مِنَّا أَنْ يَقُولَ فَيَفْعَلا
قُرُومٌ نَمَتْنَا في فُرُوعٍ قديمةٍ = بِحَيْثُ امْتنَاعُ المَجْدِ أَنْ يَنَتَقَّلاَ
حُماةٌ غَدَاةَ الرَّوْعِ يَأْمَنُ سَرْبُنَا = إِذا دَهِمَ الوِرْدُ الضَّعِيفَ المَذَلَّلاَ
مَصَالِيتُ ضَرَّابُونَ في حَوْمَةِ الوَغَا = إِذَا الصَّارخُ المَكْرُوبُ عَمَّ وخَلَّلاَ
ونَحْنُ تَرَكْنَا عَنْوَةً أُمَّ حاجِبٍ = تُجاوِبُ نَوْحاً ساهِرَ اللَّيْلِ ثُكَّلاَ
وجَمْعَ بَنِي غَنْمٍ غَدَاةَ حُبَالَةٍ = صَبَحْنَ مَعَ الإِشْرَاقِ مَوْتاً مُعَجَّلاَ
بِكُلِّ سُرَيْجِيٍّ جَلاَ القَيْنُ مَتْنَهُ = رَقِيقِ الحَواشِي يتْرُكُ الجُرْحَ أَنْجَلاَ
وعُذْرَةَ قد حَكَّتْ بها الْحَربُ بَرْكَهَا = وأَلْقَتْ عَلَى كَلْبٍ جِرَاناً وكَلْكَلاَ