قال عبد قيس بن خفاف:
أَجُبَيْلُ إِنَّ أَباكَ كارَب يَوْمُهُ = فإِذَا دُعِيتَ إِلى العَظَائِم فاعْجَلِ
أُوصِيكَ إِيصَاءَ امْرِىءٍ لكَ ناصِحٍ = طَبِنٍ بِرَيْبِ الدَّهْرِ غيرِ مُغفَّلِ
اللهَ فاتَّقِهِ وأَوْفِ بِنذْرِهِ = وإِذَا حَلَفْت مُمارِياً فَتَحَلَّلِ
والضَّيْفَ أَكْرمْهُ فإِنَّ مَبِيتَهُ = حَقٌّ، ولا تَكُ لُعْنَةً لِلنُّزَّلِ
واعلمْ بأَنَّ الضيفَ مُخْبِرُ أَهْلِهِ = بِمَبيتِ لَيلتِهِ وإِنْ لم يُسْأَلِ
ودَعِ القَوَارِصَ للصَّدِيقِ وغيرِهِ = كَيْ لاَ يَرَوْكَ من اللِّئام العُزَّلِ
وصِلِ المُوَاصِلَ ما صَفَا لكَ وُدُّهُ = واحْذَرْ حِبالَ الخائِنِ المُتَبَدِّلِ
واتْرُكْ مَحَلَّ السَّوْءِ لا تَحْلُلْ بهِ = وإذَا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ
دَارُ الهَوَانِ لِمَنْ رَآها دَارَهُ = أَفَرَاحِلٌ عنها كَمَنْ لم يَرْحَلِ
وإِذا هممتَ بأَمرِ شَرٍّ فاتَّئِدْ = وإِذَا هممتَ بأَمْرِ خيرٍ فافْعَلِ
وإِذا أَتَتْكَ من العَدُوِّ قَوارِصٌ = فاقْرُصْ كذاكَ وَلا تَقُلْ لم أَفْعَلِ
وإِذا افْتَقَرْتَ فلاَ تَكُنْ مُتَخشِّعاً = تَرْجُو الفَواضِلَ عندَ غيرِ المُفْضِلِ
وإِذا لقِيتَ القومَ فاضرِبْ فيهمُ = حتَّى يَرَوْكَ طِلاءَ أَجْرَبَ مُهْمَل
واسْتَغْنِ ما أَغْناكَ رَبُّكَ بالغِنَى = وإِذَا تُصِبْك خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
واسْتَأَنِ حِلْمَكَ في أُموركَ كُلِّها = وإِذا عَزَمْتَ علَى الهدى فَتَوكَّلِ
وإِذا تَشَاجَرَ في فُؤَادِكَ مَرَّةً = أَمْرَانِ فاعْمِدْ لِلأَعَفِّ الأَجْمَلِ
وإِذا لَقيتَ الباهِشِينَ إلى النَّدَى = غُبْراً أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مُمْحِلِ
فَأَعِنْهُمُ وأيْسِرْ بِما يَسَرْوا بهِ = وإِذا هُمُ نَزَلُوا بِضَنْكٍ فانْزِلِ