قال ضمرة بن ضمرة النهشلي
ومُشعَلَةٍ كالطَّيْرِ نَهنَهْتُ وِرْدَها = إِذا ما الجبانُ يَدَّعِي وهْوَ عانِدُ
عليها الكُمَاةُ والحديدُ فمِنهُمُ = مَصِيدٌ لأَِطْرافِ العَوالِي وصائِدُ
شَماطِيطُ تَهْوِي للسَّوَامِ كأَنها = إِذا هَبَطَتْ غُوطاً كِلابٌ طَوارِدُ
أُذِيقُ الصَّدِيقَ رَأفَتِي وإِحاطَتي = وقد يَشتَكِي مِنِّي العُدَاةُ الأَباعِدُ
وذِى تِرَةٍ أَوْجَعْتُهُ وسَبَقْتُهُ = فقَصَّرَ عَنِّي سعْيُهُ وهْوَ جاهِدُ
يَرَانِي إِذا لاقَيْتُه ذا مَهابةٍ = ويَقصُرُ عنِّي الطَّرفَ والوَجهُ كامِدُ
وقدْ عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّ أُرُومَتِي = يَفَاعٌ إِذا عُدَّ الرَّوَابي المَوَاجِدُ
وقِرْنٍ تَرَكْتُ الطَّيْرَ تَحْجُلُ حَوْلَهُ = عليهِ نَجيعٌ من دَمِ الجَوْفِ جاسِدُ
حَشَاهُ السِّنَانُ ثمَّ خَرَّ لأَِنْفِه = كَما قَطَّرَ الكَعْبَ المؤَرِّبَ نَاهِدُ
وطارِقِ لَيْلٍ كُنْتُ حمَّ مَبِيتِهِ = إِذا قَلَّ في الحَيِّ الجَميعِ الرَّوَافِدُ
وقُلتُ لهُ: أَهْلاً وَسهْلاً ومرْحَباً = وأَكْرَمْتُهُ حتى غَدَا وهْوَ حامدُ
وما أَنا بِالسَّاعِي ليُحْرِزَ نفسَهُ = ولكنَّنِي عن عَوْرَةِ الحَيِّ ذائِدُ
وإِنْ يَكُ مَجْدٌ في تَميمٍ فإِنهُ = نَمَانِي اليَفَاعُ نَهْشَلٌ وعُطارِدُ
وما جَمَعا من آلِ سَعْدٍ ومالِكٍ = وبَعضُ زِنادِ القوْمِ غَلْثٌ وكاسِدُ
ومَن يَتَبَلَّغْ بالحَديثِ فإِنهُ = علي كلِّ قَوْلٍ قِيلَ راعٍ وشَاهدُ