قال أبو قيس بن الأسلت الأنصاري:
قالتْ، ولم تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنَا = مَهْلاً فقَدْ أَبْلَغْتَ إِسْمَاعِي
أَنْكَرْتِهِ: حِينَ تَوَسَّمْتهِ = والحَرْبُ غُولٌ ذَاتُ أَوْجاعِ
مَنْ يَذُقِ الحَرْبَ يَجِدْ طَعْمَهَا = مُرًّا، وتَحْسِبْهُ بِجَعْجَاعِ
قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأسِي فَمَا = أَطْعَمُ غُمْضاً غَيْر تَهْجَاعِ
أَسْعَي علي جُلِّ بَنِي مَالِكٍ = كلُّ امْرِىءٍ في شأْنِهِ ساعِ
أَعْدَدْتُ للأَعْداءِ مَوْضُونَةً = فَضْفَاضَةً كالنَّهْيِ بالقَاعِ
أَحْفِزُها عَنيِّ بِذِي رَوْنَقٍ = مُهَنَّدٍ كالمِلْحِ قَطَّاعِ
صَدْقٍ حُسامٍ وَادِقٍ حدُّهُ = ومُجْنَاءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ
بِزُّ آمْرِىءٍ مُسْتَبْسِلٍ حاذِرٍ = لِلدَّهْرِ، جَلْدٍ غَيْرِ مِجْزَاعِ
الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ مِنَ الـ = إِدْهَانِ والفَكَّةِ والهَاعِ
لَيْسَ قَطاً مِثْلَ قُطَيٍّ وَلا الْـ = مَرْعيُّ في الأَقْوَام كالرَّاعي
لا نَأَلَمُ القَتْلَ ونَجْزِي بهِ الْـ = أَعْدَاءَ كَيْلَ الصَّاعِ بالصَّاعِ
نَذُودُهُمْ عَنَّا بِمُسْتَنَّةٍ = ذَاتِ عَرَانِينَ ودُفَّاعِ
كأَنَّهُمْ أُسْدٌ لَدَى أَشْبُلٍ = يَنْهِتْنَ في غِيلٍ وأَجْزَاعِ
حَتَّي َتجلَّتْ ولَنَا غايةٌ = مِن بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيْلَ إِذْ قَلَّصَتْ = ما كانَ إِبْطائي وإِسْرَاعِي
هَلْ أَبْذُلُ المالَ علي حُبِّهِ = فِيهِمْ، وآتِي دَعْوَةَ الدَّاعِي
وأَضْرِبُ القَوْنَسَ يومَ الوَغي = بالسَّيْفِ لم يَقْصُرْ بهِ بَاعِي
وأَقْطَعُ الخَرْقَ يُخَافُ الرَّدَى = فِيِهِ، علي أَدْماءَ هِلْوَاعِ
ذَاتِ أَسَاهِيجَ جُمَاليَّةٍ = حُشَّتْ بِحَارِيٍّ وأَقْطَاعِ
تُعْطِي علي الأَيْنِ وتَنْجُو مِنَ الـ = ضَّرْبِ أَمُونٍ غيرِ مِظْلاَعِ
كأَنَّ أَطْرَافَ وَلِيَّاتِهَا = في شَمْأَلٍ حَصَّاءَ زَعْزَاعِ
أُزَيِّنُ الرَّحْلَ بِمَعْقُومَةٍ = حارِيَّةٍ أَو ذَاتِ أَقْطَاعِ
أَقْضِي بِها الحاجاتِ، إِنَّ الفَتَي = رَهْنٌ بِذِي لَوْنَيْنِ خَدَّاعِ