قال متمم أيضاً:
أَرِقْتُ ونامَ الأَخْلِياءُ وهاجَنِي = معَ اللَّيلِ هَمٌّ في الفُؤَاد وَجِيعُ
وهَيَّجَ لي حُزْناً تَذَكُّرُ مالِك = فما نِمْتُ إِلاَّ والفُؤَادُ مَرُوعُ
إِذا عَبْرَةٌ وَرَّعْتُها بَعْدَ عَبْرة = أَبَتْ واستَهَلَّتْ عَبْرَةٌ ودُمُوعُ
كما فاضَ غَرْبٌ بَيْنَ أَقْرُنِ قامَةٍ = يُرَوِّي دِباراً ماؤُهُ وزُرُوعُ
جَدِيدُ الكُلَي وَاهِي الأَدِيمِ تُبِينُهُ = عنِ العِبْرِ زَوْرَاءُ المَقامِ نَزُوعُ
لِذِكْرَى حَبِيبٍ بعد هَدْءٍ ذَكَرْتُهُ = وقد حانَ مِن تالِي النُّجُومِ طُلُوعُ
إِذَا رَقَأَتْ عَيْنايَ ذَكَّرَنِي بِهِ = حَمَامٌ تَنَادَى في الغُصُونِ وُقُوعُ
دَعَوْنَ هَدِيلاً فاحْتَزَنْتُ لِمَالِكٍ = وفي الصَّدرِ من وَجْدٍ عليه صُدُوعُ
كأَنْ لم أُجالِسْهُ، ولم أُمْسِ لَيْلَةً = أَراهُ، ولم يُصْبِحْ ونَحن جَمِيعُ
فَتيٍ لَمْ يَعِشْ يوماً بِذَمٍّ ولَمْ يَزَلْ = حَوَالَيْهِ مِمَّنْ يَجْتَدِيهِ رُبُوعُ
لهُ تَبَعٌ قد يَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّهُ = عَلَى مَن يُدَانِي صَيِّفٌ ورَبيعُ
ورَاحَتْ لِقاحُ الحَيِّ جُدْباً تَسُوقُها = شَآمِيَةٌ تَزْوي الوُجُوهَ سَفُوعُ
وكانَ إِذَا ما الضَّيْفُ حَلَّ بِمالِكٍ = تَضَمَّنَهُ جارٌ أَشَمُّ مَنِيعُ
قال الأنباري: تمت في رواية أبي عكرمة، وقرأت على أبي جعفر منها فضل ثلاثة أبيات
لَعَمْرِي لَنِعْمَ المَرْءُ يَطْرُقُ ضَيْفُهُ = إِذا بانَ منْ لَيْلِ التِّمامِ هَزِيعُ
بَذُولٌ لِمَا في رَحْلهِ غيرُ زُمَّحٍ = إِذا أَبْرَزَ الحُورَ الرَّوائِعَ جُوعُ
إِذَا الشَّمْسُ أَضْحَتْ في السَّماءِ كأَنَّها = منَ المَحْلِ حُصٌّ قد عَلاهُ رُدُوعُ