وقال عميرة أيضاً:
أَلا يَا دِيَارَ الحَيِّ بِالبَرَدانِ = خَلَتْ حِجَجٌ بَعْدِي لَهُنَّ ثَمانِ
فَلَمْ يَبْقَ مِنْها غَيْرُ نُؤْيٍ مُهَدَّمٍ = وغَيْرُ أَوَارٍ كالرَّكِيِّ دِفانِ
وغَيْرُ حَطُوباتِ الوَلاَئِدِ ذَعْذَعَتْ = بِها الرِّيحُ والأَمْطارُ كلَّ مَكانِ
قِفارٌ مَرَوْراةٌ يَحارُ بِها القَطا = يَظلُّ بِها السَّبْعانِ يَعْتَرِكانِ
يُثِيرَانِ مِنْ نَسْجِ التُّرَابِ عَليهِما = قَمِيصَيْنِ أَسْماطاً ويَرْتَدِيانِ
وبالشَّرَفِ الأَعْلَى وُحُوشٌ كأَنَّها = عَلَي جَانِبِ الأَرْجاءِ عُوذُ هِجانِ
فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي إِياساً وجَنْدَلاً = أَخَا طارِقٍ، والقَوْلُ ذُو نَفَيانِ
فَلاَ تُوَعِدَانِي بالسِّلاَحِ فَإِنَّما = جَمَعْتُ سِلاَحي رَهْبَةَ الحَدَثانِ
جَمَعْتُ رُدَيْنيًّا كأَنَّ سِنانَهُ = سَنَا لَهَبٍ لَمْ يَسْتَعِنْ بِدُخَانِ
لَيالِيَ إِذْ أَنْتُمْ لِرَهْطِيَ أَعْبُدٌ = بِرَمَّانَ لمَّا أَجْدَبَ الحَرَمَانِ
وإِذْ لَهُمُ ذَوْدٌ عِجافٌ وصِبْيَةٌ = وإِذْ أَنْتُمُ لَيْسَت لَكُمْ غَنَمانِ
وجَدَّاكُما عَبْدَا عُمَيْرِ بْنِ عامرٍ = وأُمَّاكُما مِنْ قَيْنَةٍ أَمَتانِ