وقال الأصغر أيضاً:
لاِبْنَةِ عَجْلاَنَ بالجَوِّ رُسُومْ = لم يَتَعَفَّيْنَ والعَهْدُ قَدِيمْ
لاِبْنَةِ عَجْلاَنَ إِذْ نَحْنُ معاً = وأَيُّ حالٍ منَ الدَّهْرِ تَدُومْ
أَمِنْ دِيارٍ تَعَفَّى رَسْمُها = عيْنُكَ مِنْ رَسْمِها بِسَجُومْ
أَضْحَتْ قِفاراً وقدْ كانَ بها = فِي سَالِفِ الدَّهْر أَرْبابُ الهُجُومْ
بَادُوا وأَصْبَحْتُ مِنْ بَعدِهِمُ = أَحْسَبُني خالِداً ولا أَرِيمْ
يَا ابْنَةَ عَجْلاَنَ ما أَصْبَرَنِي = علي خُطُوبٍ كَنَحْتٍ بالقُدُومْ
كأَنَّ فيها عُقَاراً قَرْقَفاً = نَشَّ مِنَ الدَّنِّ فالكأْسُ رَذُومْ
شَنَّ عليها بماءٍ باردٍ = شَنٌّ مَنُوطٌ بأَخْرَابِ هَزِيمْ
في كلِّ مُمْسىً لَها مِقْطَرَةٌ = فيها كِباءٌ مُعَدٌّ، وحَمِيمْ
لاَ تَصْطَلِي النَّارَ باللَّيْلِ ولاَ = تُوقَظُ لِلزَّادِ، بَلْهاءُ نَؤُومْ
أَرَّقَنِي الليْلَ بَرْقٌ ناصِبٌ = ولَمْ يُعِنِّي عَلَى ذاكَ حَمِيمْ
مَنْ لِخَيَالٍ تَسَدَّى مَوْهِناً = أَشْعَرَنِي الهمَّ فَالقَلْبُ سقِيمْ
ولَيْلةٍ بِتُّها مُسْهِرَةٍ = قد كَرَّرَتْها عَلَى عَيْنِي الهُمُومْ
لم أَغْتَمِضْ طُولَهَا حَتَّى انْقَضَتْ = أَكلَؤُها بَعْدَ ما نامَ السَّلِيمْ
تَبْكِي على الدَّهْرِ، والدَّهْرُ الَّذِي = أَبْكَاك، فالدَّمْعُ كالشَّنِّ الهَزيمْ
فَعَمْرَكَ اللهَ هَلْ تَدْرِي إِذَا = ما لُمْتَ في حُبِّهَا فِيمَ تَلُومْ
تُؤْذِي صَدِيقاً وتُبْدِي ظِنَّةً = تُحْرِزُ سَهماً وسَهماً ما تَشِيمْ
كم مِنْ أَخِي ثَرْوَةٍ رَأَيْتُهُ = حَلَّ علَى مالِهِ دَهْرٌ غَشُومْ
ومن عزِيز الحِمَى ذِي مَنْعَةٍ = أَضْحَى وقد أَثَّرتْ فيهِ الكُلومْ
بَيْنَا أَخُو نِعَْةٍ إِذْ ذَهَبتْ = وحُوِّلَتْ شِقْوَةٌ إِلى نَعِيمْ
وبَيْنَا ظَاعِنٌ ذُو شُقَّةٍ = إِذْ حَلَّ رَحْلاً وإِذْ خَفَّ المُقِيمْ
ولِلْفَتَى غَائِلٌ يَغُولُهُ = يا ابْنَةَ عَجْلاَنَ مِنْ وَقْعِ الحُتُومْ