وقال المرقش الأصغر:
أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ ماءُ عَيْنَيكَ يَسْفَحُ = غَدَا من مُقامٍ أَهْلُهُ وتَرَوَّحُوا
تُزَجِّي بها خُنْسُ الظِّبَاءِ سِخَالَها = جَآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأَصْبَحُ
أَمِنْ بِنْتِ عَجْلاَنَ الخَيالُ المُطَرَّحُ = أَلَمَّ ورَحْلي سَاقِطٌ مُتَزَحْزَحُ
فلمَّا انْتَبَهْتُ بالخَيالِ ورَاعني = إِذَا هُوَ رَحْلي والبِلاَدُ تَوَضَّحُ
ولكِنَّهُ زَوْرٌ يُيَقِّظُ نائِماً = ويُحْدِثُ أَشْجاناً بقَلبكَ تَجْرَحُ
بِكُلِّ مَبِيتٍ يَعْتَرِينا ومَنْزِلٍ = فلوْ أَنَّها إِذْ تُدْلِجُ اللَّيْلَ تُصْبِحُ
فوَلَّتْ وقد بَثَّتْ تباريحَ ما تَرَى = ووجْدِي بها إِذْ تَحْدُرُ الدَّمْعَ أَبْرَحُ
وما قَهْوَةٌ صَهبْاءُ كالمِسْكِ رِيحُها = تُعَلَّي علي النَّاجُودِ طَوْراً وتُقْدَحُ
ثَوَتْ في سِباءِ الدَّنِّ عِشْرِين حِجَّةً = يُطانُ عليها قَرْمَدٌ وتُرَوَّحُ
سَباها رِجالٌ من يَهُودَ تَباعَدُوا = لِجِيلاَنَ يُدْنيها من السُّوقِ مُرْبِحُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فيها إِذَا جئْتُ طارِقاً = منَ اللَّيْلِ، بَلْ فُوها أَلَذُّ وأَنْصَحُ
غَدَوْنا بِصَافٍ كالعَسِيبِ مُجَلَّلٍ = طويناهُ حِيناً فَهَْ شِزْبٌ مُلَوَّحُ
أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليسَ فيهِ مَعابَةٌ = كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أَرْجَلُ أَقْرَحُ
علي مِثْلهِ آتِي النَّدِيَّ مُخَايِلاً = وأَغْمِزُ سِرًّا: أَيُّ أَمْرَيَّ أَرْبَحُ
ويَسْبِقُ مَطْرُوداً ويَلْحَقُ طارِداً = ويَخْرُجُ من غَمِّ المَضِيقِ ويَجْرَحُ
تَرَاهُ بِشِكَّاتِ المُدَجِّجِ بَعْدَ ما = تقَطَّعَ أَقْرَانُ المُغِيرَةِ يَجْمَعُ
شَهِدْتُ بهِ في غارَةٍ مُسْبَطرَّةٍ = يُطاعِنُ أُولاَها فِئامٌ مُصَبَّحُ
كما انْتَفَجَتْ منَ الظِّباءِ جَدَايَةٌ = أَشَمُّ، إِذا ذَكَّرْتَهُ الشَّدَّ أَفْيَحُ
يَجُمُّ جُمُومَ الحِسْيِ جاشَ مَضِيقُهُ = وجَرَّدَهُ من تَحتُ غِيْلٌ وأَبْطَحُ