وقال المرقش الأكبر أيضاً:
ما قلتَ هَيَّجَ عيْنَهُ لِبُكائِها = مَحْسُورَةً باتَتْ علَي إِغْفائِهَا
فكأَنَّ حَبَّةَ فُلْفُلٍ في عينهِ = ما بَيْنَ مُصْبَحِها إِلى إِمْسائِهَا
سَفَهاً تَذَكُّرُهُ خُوَيلَةَ بَعْدَما = حالَتْ قُرَى نَجْرَانَ دُونَ لِقائِهَا
واحْتَلَّ أَهْلِي بالكَثِيبِ، وأَهْلُها = في دَارٍ كَلْبٍ أَرْضِها وسَمَائِهَا
يا خَوْلَ ما يُدْرِيكِ رُبَّتَ حُرَّةٍ = خَوْدٍ كَرِيمةٍ حَيِّهَا ونسائهَا
قد بِتُّ مالِكَها وشارِبَ رَيَّةٍ = قبلَ الصَّبَاحِ كَرِيمةٍ بِسِبَائِهَا
ومُغِيرَةٍ نَسْجَ الجَنُوبِ شَهِدْتُها = تَمْضِي سَوَابِقُهَا عَلَي غُلَوَائِهَا
بمُحالةٍ تَقِصُ الذُّبابَ بِطَرْفِها = خُلِقَتْ مَعَاقِمُها عَلَي مُطَوائِها
كَسَبِيبَةٍ السِّيَرَاءِ ذَاتِ عُلاَلَةٍ = تَهْدِي الجِيادَ غَدَاةَ غِبٍّ لِقَائِهَا
هَلاَّ سأَلْتِ بنَا فَوَارِسَ وَائلٍ = فَلَنَحْنُ أَسْرَعُها إِلى أَعْدَائِهَا
ولنحْنُ أَكْثرُها إِذَا عُدَّ الحَصَي = ولَنا فَوَاضِلُها ومَجْدُ لِوَائِهَا