وقال المرقش الأكبر أيضاً
أَلاَ بانَ جِيرَانِي ولَسْتُ بِعَائِفِ = أَدَانٍ بِهِمْ صَرْفُ النَّوَى أَمْ مُخَالِفي
وفي الْحَيِّ أَبْكارٌ سَبَيْنَ فُؤَادَهُ = عُلالةَ ما زَوَّدْنَ، والْحُبُّ شَاعِفِي
دِقاقُ الْخُصُورِ لم تُعَفَّرْ قُرُونُها = لِشَجْوٍ ولم يَحْضُرْنَ حُمَّى المَزَالِفِ
نَوَاعِمُ أَبْكارٌ سَرائِرُ بُدَّنٌ = حِسانُ الوُجُوهِ لَيِّنَاتُ السَّوالِفِ
يُهَدِّلْنَ في الآذَانِ من كُلِّ مُذْهَبٍ = لهُ رَبَذٌ يَعْيَا بهِ كُلُّ وَاصِفِ
إِذَا ظَعَنَ الْحَيُّ الجميعُ اجْتَنَبْتُهُم = مكانَ النَّدِيمِ لِلنَّجِيِّ المُسَاعِفِ
فَصُرْنَ شَقِيَّا لاَ يُبالِينَ غَيَّهُ = يُعَوِّجْنَ مِنْ أَعْناقِها بالمَوَاقِفِ
نَشَرْنَ حَدِيثاً آنِساً فَوَضَعْنَهُ = خَفِيضاً فَلاَ يَلْغَى بهِ كلُّ طائِفِ
فلما تَبَنَّى الْحَيُّ جِئْنَ إِلَيْهِمُ = فكانَ النُّزُولُ في حُجُور النَّوَاصِفِ
تَنَزَّلْنَ عن دَوْمٍ تَهِفُّ مُتُونُهُ = مُزَيَّنَةٍ أَكْنافُها بالزَّخارِفِ
بِوَدِّكِ ما قَوْمِي عَلَى أَنْ هَجَرْتُهُمْ = إِذَا أَشْجَذَ الأَقْوامَ رِيحُ أُظَائِفِ
وكانَ الرِّفادُ كلَّ قِدْحٍ مُقَرَّمٍ = وعادَ الجميعُ نُجْعةً لِلزَّعانِفِ
جَدِيرُونَ أَنْ لا يَحْبِسُوا مُجْتَدِيهمُ = لِلَحْمٍ وأَنْ لاَ يَدْرؤُوا قِدْحَ رَادِفِ
عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشيَّاتِ والضُّحَى = مَشَاييطُ لِلأَبْدَانِ، غَيْرُ التَّوَارِفِ
إِذَا يَسرُوا لم يُورِثِ اليَسْرُ بَيْنَهُمْ = فَوَاحِشَ يُنْعَى ذِكْرُها بالمَصايِفِ
فهل تُبْلِغَنِّي دارَ قَوْمِيَ جَسْرَةٌ = خَنُوفٌ عَلَنْدًى جَلْعَدٌ غَيْرُ شارِفِ
سَدِيسٌ علَتْها كَبْرَةٌ أَو بُوَيْزِلٌ = جُمَالِيَّةٌ في مَشْيِها كالتَّقاذُفِ