وقال مرقش أيضاً:
أَمِنْ آلِ أَسماءَ الطُّلُولُ الدَّوارِسُ = يُخَطِّطُ فيها الطَّيْرُ، قَفْرٌ بَسَابِسُ
ذَكَرْتُ بها أَسماءَ لَوْ أَنْ وَلْيَهَا = قَرِيبٌ ولكنْ حَبَسَتْنِي الحَوابِسُ
ومَنْزِلِ ضَنْكٍ لا أُرِيدُ مَبِيتَهُ = كأَنِّي بهِ مِن شِدَّةِ الرَّوْعِ آنِسُ
لِتُبْصِرَ عَيْنِي، إِنْ رَأَتْنِي، مَكَانَهَا = وفي النَّفْسِ إِنْ خُلَّي الطَّرِيقُ الكَوَادِسُ
وَجِيفٌ وإِبْسَاسٌ ونَقْرٌ وهِزَّةً = إِلى أَن تَكِلَّ العِيسُ والمْرءُ حَادِسُ
ودَوِّيَّةٍ غَبْرَاءَ قد طَالَ عَهْدُها = تَهَالَكُ فيها الوِرْدُ والمَرْءُ ناعِسُ
قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفها مُنْكَرَاتِها = بِعَيْهَامَةٍ تَنْسَلُّ واللَّيْلُ دَامِسُ
ترَكْتُ بها لَيْلاً طَوِيلاً ومَنْزِلاً = ومُوقَدَ نارٍ لم تَرُمْهُ القَوَابِسُ
وتَسْمعُ تَزْقاءً منَ البُومِ حَولَنَا = كما ضُربتْ بعدَ الهُدُوءِ النَّوَاقِسُ
فيُصْبِحُ مُلْقَى رَحْلِهَا حيثُ عَرَّستْ = من الأَرضِ قد دَبَّتْ عليهِ الرَّوامِسُ
وتُصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمامَهَا = إِلى شُعَب فيها الجَوَارِي العَوَانِسُ
وقدْرٍ تَرَى شُمْطَ الرِّجالِ عِيَالَهَا = لها قَيِّمٌ سَهْلُ الخَلِيقَة آنِسُ
ضَحُوكٌ إِذا ما الصَّحْبُ لم يَجْتَوُوا لَهُ = ولا هو مِضْبَابٌ عَلَى الزادِ عَابِسُ
ولمَّا أَضَأْنا النَّارَ عِنْدَ شِوَائِنَا = عَرَانا عليها أَطْلَسُ اللَّوْنِ بائِسُ
نَبَذْتُ إِليهِ حُزَّةً من شِوَائِنَا = حَيَاءً، وَما فُحْشِي عَلَى مَنْ أُجالِسُ
فَآضَ بها جَذْلانَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ = كما آبَ بالنَّهْبِ الكَمِيُّ المُحَالِسُ
وأَعْرَضَ أَعْلامٌ كأَنَّ رُؤُوسَها = رُؤُوسُ جِبالٍ في خَلِيجٍ تَغَامَسُ
إِذَا عَلَمٌ خَلَّفْتُهُ يُهْتَدَى بهِ = بدَا عَلَمٌ في الآلِ أَغْبَرُ طامِسُ
تَعالَلْتُهَا ولَيسَ طِبِّي بدَرِّها = وكَيْفَ الْتماسُ الدَّرِّ والضَّرْعُ يابسُ
بأَسْمَر عارٍ صَدْرُهُ من جِلاَزهِ = وسَائِرُهُ مِنَ العِلاَقَةِ نائِسُ