قال عوف بن الأحوص:
هُدِّمَتِ الحِيَاضُ فلم يُغَادَرْ = لِحَوْضٍ مِن نَصائِبِهِ إِزَاءُ
لِخَوْلةَ إِذْ هُمُ مَغْنىً، وأَهْلِي = وأَهلُكِ ساكِنُونَ مَعاً رِئَاءُ
فَلأَْياً ما تَبِينُ رُسُومُ دَارٍ = وما أَبْقَى مِن الحَطَبِ الصِّلاءُ
وإِنِّي والَّذِي حَجَّتْ قُرَيْش = مَحَارِمُهُ وما جَمَعَتْ حِرَاءُ
وشَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ والهَدَايَا = إِذا حُبِسَتْ مُضَرِّجَهَا الدِّمَاءُ
أَذُمُّكِ ما تَرَقْرَقَ ماءُ عَيْنِي = عَليَّ إِذاً مِن اللهِ العَفَاءُ
أُقِرُّ بِحُكْمِكُمْ ما دُمْتُ حَيًّا = وأَلْزَمُهُ وإِنْ بُلِغَ الفَنَاءُ
فلا تَتَعَوَّجُوا في الحُكْمِ عَمْداً = كما يَتَعَوَّجُ العُودُ السَّرَاءُ
ولا آتِي لكم مِن دُونِ حَقٍّ = فأُبْطِلَهُ كما بَطَلَ الحِجَاءُ
فإِنَّكَ والحُكُومةَ يَا بْنَ كَلْبٍ = عليَّ وأَنْ تُكَفِّنَنِي سَوَاءُ
خذُوا دَأباً بمَا أَثْأَيْتُ فيكُمْ = فلَيْسَ لكُمْ عَلَى دَأبٍ عَلاَءُ
وليسَ لِسُوقَةٍ فَضْلٌ علينا = وفِي أَشْيَاعِكُمْ لكُمُ بَوَاءُ
فَهَلْ لكَ في بَنِي حُجْرٍ بن عَمْرٍو = فَتَعْلَمَهُ وأَجْلَهُ، وَلاَءُ
أَو العَنْقَاءِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرٍو = دِماءُ القَوْمِ لِلْكَلْبَى شِفَاءُ
وما إِنْ خِلْتُكُمْ من آلِ نَصْرٍ = مُلوكاً، والمُلوكُ لهم غَلاَءُ
ولكنْ نِلْتُ مَجْدَ أَبٍ وخالِ = وكان إِليْهما يَنْمِي العَلاَءُ
أَبُوكَ بُجَيِّدٌ والمَرْءُ كَعْبٌ = فلَمْ تَظْلِمْ بأَخْذِكَ ما تَشَاءُ
ولكنْ مَعْشَرٌ مِن جِذْم قَيْسٍ = عُقُولُهُمُ الأَباعِرُ والرِّعاءُ
وقَدْ شَجِيَتْ إِنِ اسْتَمْكَنْتُ منهَا = كما يَشْجَى بِمِسْعَرِهِ الشِّوَاءُ
قَنَاةُ مُذَرَّبٍ أَكْرَهْتُ فيها = شُرَاعِيًّا مَقَالِمُهُ ظِماءُ