قال الحارث بن حلزة اليشكري:
لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحَبْسِ = آياتُها كَمَهَارقِ الفُرْسِ
لا شَيءَ فيها غيرُ أَصْوِرَةٍ = سُفْعِ الخُدودِ يَلُحْنَ كالشَّمْسِ
أَو غيرُ آثار الجِيادِ بأَعْ = رَاضِ الجِمَادِ وآيةِ الدَّعْسِ
فَحَبَسْتَ فيها الرَّكْبَ أَحْدِسُ في = كلِّ الأُمورِ وكنتُ ذا حَدْسِ
حتَّى إِذا الْتَفَعَ الظِّبَاءُ بأَطْـ = ـرَافِ الظِّلالِ وقِلْنَ في الكُنْسِ
ويَئِسْتُ ممَّا قد شُغِفْتُ بهِ = منها، ولا يُسْلِيكَ كالْيأْسِ
أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرَةٍ = تَهِصُ الْحَصَى بِمَوَاقِعٍ خُنْسِ
خَذِمٍ نَقَائِلُهَا يَطِرْنَ كأَقْ = طاعِ الفِرَاءِ بِصَحْصَحٍ شَأْسِ
أَفَلا تُعَدِّيها إِلى مَلِكٍ = شَهْمِ المَقَادةِ ماجِدِ النَّفْسِ
وإِلى ابنِ مارِيَةَ الجَوَادِ وهَلْ = شَرْوَى أَبِي حَسَّانَ في الإِنْسِ
يَحْبُوكَ بالزَّعْفِ الفَيُوضِ على = هِمْيَانِها، والدُّهْمِ كالغَرْسِ
وبالسَّبِيكِ الصُّفْر يُضْعِفُهَا = وبالبَغَايَا البِيضِ واللُّعْسِ
لا يَرْتَجِي للمالِ يُهْلِكهُ = سَعْدُ النُّجُومِ إِليه كالنَّحْسِ
فلهُ هُنالكَ لا عليهِ إِذَا = دَنِعَتْ أُنُوفُ القومِ للتَّعْسِ