قال مزرد بن ضرار الذبياني:
أَلاَ يا لقَوْمِي والسَّفَاهةُ كَاسْمِها = أَعائِدَتي مِن حُبِّ سَلْمَى عَوائِدي
سُوَيْقَةُ بَلْبَالٍ إِلى فَلَجاتِها = فَذِي الرِّمْثِ أَبكَتْنِي لِسَلْمَى مَعاهِدِى
وقامتْ إلى جَنْبِ الحِجَابِ وما بِها = مِن الوَجْدِ، لولا أَعْيُنُ النَّاسِ، عامِدِي
مَعاهِدُ تَرْعَى بَيْنَها كلُّ رَعْلَةٍ = غَرَابِيبُ كالهنْدِ الحَوَافي الحَوَافِدِ
تُرَاعِي بِذِي الغُلاَّنِ صَعْلاً كأَنه = بِذِي الطَّلْحِ جَانِي عُلَّفٍ غيرُ عاضِدِ
وقالت أَلاَ تَثْوِي فَتَقْضِي لُبَانَةً = أَبا حَسَنِ فِينا وتَأْتِي مَوَاعِدِي
أَتانِي وأَهْلِي في جُهَيْنَةَ دَارُهمْ = بِنِصْعٍ فَرَضْوَي مِنْ وراءِ المَرَابِدِ
تَأَوُّهُ شَيخٍ قاعِدٍ وعَجُوزِهِ = حَرِيبَيْنِ بالصَّلْعَاءِ ذَاتِ الأَسَاوِدِ
وعالاَ وعامَا حِينَ باعا بِأَعْنُزٍ = وكَلْبَيْنِ لَعْبَانِيَّةً كالجلاَمِد
هِجَاناً وحُمْراً مُعْطِرَاتٍ كأَنَّهَا = حَصَى مَغْرَةٍ أَلوَانُها كالمَجَاسِدِ
تُدَقِّقُ أَوْراكٌ لَهُنَّ عِرَضْنَةٌ = على ماءِ يَمْوُدٍ عَصا كلِّ ذَائِدِ
أَزُرْعَ بنَ ثَوْب إِنَّ جاراتِ بَيْتِكم = هُزِلْنَ وأَلْهَاكَ ارْتِغاءُ الرَّغائِدِ
وأَصْبَحَ جاراتُ ابْنِ ثَوْبٍ بَوَاشِماً = من الشَّرِّ يَشْوِيهِنَّ شَيَّ القَدَائِدِ
تركتُ ابنَ ثَوْبٍ وهْولا سِتْرَ دُونَهُ = ولوْ شِئْتُ غَنَّتْنِي بثَوْبٍ وَلاَئِدِي
صَقَعْتُ ابنَ ثَوْبٍ صَقْعَةً لا حِجَى لها = يُوَلْوِلُ منها كلُّ آسٍ وعائِدِ
فَرُدُّوا لِقاحَ الثَّعْلَبِيِّ، أَداؤُها = أَعَفُّ وأَتْقَى مِنْ أَذَى غَيْرِ واحِدِ
فإِنْ لَمْ تَرُدُّوهَا فإِنَّ سَماعَهَا = لكم أَبداً مِنْ باقِياتِ القَلاَئِدِ
وما خالدٌ مِنَّا، وإِنْ حَلَّ فيكُمُ = أَبانَيْنِ، بالنَّائي ولا المُتَباعِدِ
تَسَفّهْتَهُ عنْ مالِهِ إِذْ رَأَيْتَهُ = غُلاماً كَغُصْنِ الْبانةِ المُتَغَايِدِ
تَحِنُّ لِقَاحُ الثَّعْلَبِيِّ صَبَابَةً = لأَِوْطانِها مِنْ غَيْقَةٍ فالفَدَافِدِ
وعَاعَى ابنُ ثَوْبٍ في الرِّعاءِ بِصُبَّةٍ = حِيالٍ وأُخْرَى لم تَرَ الفَحْلَ وَالِدِ
فنِعْمَتْ لِقَاحُ المَحْلِ يَهْدِي زَفِيرُها = سُرَى الضَّيْفِ أَوْ نِعمتْ مَطايَا المُجاهِدِ
أُولئكَ أَو تِلكَ، المُنَاصِي رباعُها = مع الرُّبْدِ أَوْلاَدُ الهِجانِ الأَوَابِدِ
فيا آلَ ثَوْبٍ إِنَّما ذَوْدُ خالِدٍ = كَنارِ اللَّظَى، لا خَيْرَ في ذَوْدِ خالِدِ
بهِنَّ دُرُوءُ مِنْ نُحَازٍ وغُدَّةٍ = لها ذَرِباتٌ كالثُّدِيِّ النَّوَاهِدِ
جَرِبنَ فما يُهنَأْنَ إِلاَّ بِغَلْقَةٍ = عَطِينٍ وأَبْوَالِ النِّساءِ القَوَاعِدِ
فلم أرَ رُزْءًا مثلَهُ إِذْ أَتاكُمُ = ولا مثلَ ما يُهدَى هديَّةَ شاكِدِ
فَيا لَهَفي أَن لاَ تكُونَ تَعلَّقَتْ = بِأَسْبابِ حبلٍ لاِبنِ دَارَةَ ماجِدِ
فَيرْجِعَها قومٌ كأَنَّ أَباهُمُ = بِبِيشَةَ ضِرْغامٌ طُوَالُ السَّواعدِ
ولو جارُها اللَّجْلاَجُ أَوْ لوْ أَجارَهَا = بنو باعثٍ لم تَنْزُ في حَبْل صائِدِ
ولو كُنَّ جارَاتٍ لآلِ مُسافِع = لأُدِّينَ هَوْناً مُعْنِقاتِ المَوارِدِ
ولو في بني الثَّرْمَاءِ حَلَّتْ تحَدَّبُوا = عليها بأَرماحٍ طِوَالِ الْحَدَائِدِ
مصاليتُ كالأَسياف ثُمَّ مَصِيرُهم = إلى خَفِرَاتٍ كالقَنَا المُترَائِدِ
ولكنَّها في مَرْقَبٍ مُتَنَاذَرٍ = كأَنَّ بها منه خُرُوطَ الجَدَاجِدِ
فَقلْتُ، ولم أَمْلِكْ: رِزَامَ بنَ مازِنٍ = إِلى إِبَةٍ فيها حَياءُ الْخَرَائِدِ
فبِأسْتِ آمْرِئٍ كانَتْ أَمانِيُّ نَفْسِه = هجاني ولَمْ يَجْمَعْ أَدَاةَ الْمُناجِدِ
وَشالت زِمِجَّى خَيْفَقٍ مَشَجَتْ به = خِذاقاً وقد دَلَّهْنَهُ بالنَّوَاهِدِ
فأَيِّهْ بِكنْدِيرٍ حِمارِ ابنِ وَاقِعٍ = رَآكَ بِإِيرٍ فاشْتَأَى مِن عُتائِدِ
أَطاعَ لهُ لَسُّ الغَمِيرِ بِتَلْعةٍ = حماراً يُرَاعِي أُمَّهُ غيرَ سَافِدِ
ولكِنَّهُ مِنْ أُمِّكم وأَبيكُم = كَجَارِ زُمَيْتٍ أَو كعائذ زائِدِ
فقالوا له: اقعُدْ راشداً، قال: إِنْ تَكُنْ = لِقاحِيَ لم تَرْجعْ فَلَسْتُ براشِدِ
أَتَذهبُ من آل الوَحِيدِ ولم = تَطُفْ بكل مكانٍ أَرْبَعٌ كالخَرَائِدِ
وعَهدي بكم تَسْتَنْقِعُونَ مَشَافِراً = من المَحْضِ بالأَضياف فَوْقَ المناضِدِ