قال المرار بن منقذ:
وكائِنْ مِن فَتَى سَوْءٍ تَرَيْهِ = يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْراً وجُونَا
يَضَنًّ بِحَقِّها ويُذَمُّ فيها = ويَتْرُكُها لِقَومٍ آخَرينَا
فإِنَّكِ إِن تَريْ إِبِلاً سِوَانَا = ونُصْبِحُ لا تَرَيْنَ لنَاَ لَبُونَا
فإِنَّ لَنا حَظَائِرَ ناعِماتٍ = عطاءَ اللهِ ربِّ العالَمِينَا
طَلَبْنَ البَحْرَ بالأَذنابِ حتَّى = شَرِبْن جِمامَهُ حتَّى رَوِينَا
تُطاوِلُ مَخْرِمَىْ صُدُدَيْ أُشَيٍّ = بَوَائِكَ ما يُبالِينَ السنينَا
كأَنَّ فُرُوعَها فِي كل رِيحٍ = جَوَارٍ بالذَّوائِبِ يَنْتَصِينَا
بَناتُ الدَّهْر لا يَحْلِفْنَ مَحْلاً = إِذَا لم تَبْقَ سَائمةٌ بَقِينَا
إِذا كانَ السِّنُونَ مُجَلِّحاتٍ = خَرَجْنَ وما عَجِفْنَ مِن السِّنِينَا
يَسِيرُ الضَّيْفُ ثمَّ يَحُلُّ فيها = مَحَلاًّ مُكْرَماً حتَّى يَبِينَا
فتِلْكَ لنا غِنىً والأَجْرُ باقٍ = فَغُضِّي بعضَ لَوْمِكِ يا ظَعِينَا
بنَاتُ بَناتِها وبناتُ أُخرَى = صَوادٍ ما صَدِينَ وقد رَوِينَا
وأنشد له أبو حاتم السجستاني في كتاب النخلة الأبيات التالية:
غَدَتْ أَمُّ الخُنَابِسِ أَيَّ عَصْرِ = تُعاتبنَا فقلتُ لها ذَرِينَا
رَأَتْ لي صِرْمَةً لا شَرْخَ فيها = أُقاسِمُها المَسائِلَ والدُّيُونَا
تَخَرَّمَها العطاءُ فكلَّ يومٍ = يُجاذِبُ راكِبٌ منها قَرينَا
وكائِنْ قد رَأَيْنَا مِن بخَيل = يُعَلِّكُ هَجْمَةً سُوداً وجُونَا